روبورتاج مصور: جمعية ذاكرة الريف تخلد الذكرى 49 لرحيل الأمير الخطابي بتفقدها لمآثر عاصمته أجدير.

12 فبراير 2012آخر تحديث :
روبورتاج مصور: جمعية ذاكرة الريف تخلد الذكرى 49 لرحيل الأمير الخطابي بتفقدها لمآثر عاصمته أجدير.

جمعية ذاكرة الريف الحسيمة.

تقرير: نائب الرئيس إبراهيم مومي
انسجاما مع برنامجها الخاص بالزيارات الميدانية، و تزامنا مع مناسبة تخليد الذكرى 49 لرحيل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، نظمت جمعية ذاكرة الريف يوم الأربعاء 08 فبراير2012م، رفقة بعض منخرطيها و أصدقائها زيارة ميدانية لتفقد أهم المآثر التاريخية لمدينة أجدير ـ هذه المدينة التي تتمتع برمزية تاريخية كبيرة كونها كانت عاصمة لجمهورية الريف التي أسسها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ـ حيث انطلقت الزيارة ـ عبر طاكسي أجرة ـ من مدينة الحسيمة على الساعة التاسعة صباحا صوب المدينة المذكورة. و بعد وصولنا بربع ساعة من توقيت الانطلاق، اتجهنا مشيا على الأقدام، قاصدين مركز إدارة/ قيادة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي المعروفة بـ “فيسينا” ؛ و عندما بلغنا المقصد، عاين فريق الزيارة بحسرة و أسف شديدين، وضعية الاهتراء و التهميش و النسيان الذي طال المعلمة الإسبانية التي بنيت على أنقاض إدارة محمد بن عبد الكريم الخطابي، حيث تحطمت معظم أعمدتها، و تهاوى برجها الأيسر، و تشققت أرضية فنائها، و انكشف عنها لوناها الأبيض و الأحمر، و استحالت ملجأ مهجورا، و امتلأ خزان مائها الواسع بالأزبال و النفايات…أما منزل الأمير و بيت عائلته الكبيرة فأطلال و أحجار، و بقايا آثار.

و بمقربة من مركز قيادة الأمير، عاين فريق الزيارة حجم التهميش و النسيان و الدمار الذي لحق مؤسسات الاستعمار الإسباني: ” مأوى الأطفال” و ” البريد” و ” المستوصف”

.

و في هذه الأثناء التقى فريق الزيارة بأحد أبناء المنطقة حيث حكى لنا عن بعض ما احتفظت به ذاكرته من تاريخ أجدير الذي أخذه بدوره عن من سبقه من رجالات ” البلاد”، ليقودنا بعدها نحو الطريق الصحيح إلى معلمة مفقودة، و هي “سجن الأسرى الإسبان بأجدير”، الذي طمسته خيوط النسيان ـ بتعبير الدكتور علي الإدريسي ـ حيث لم يتبق منه إلا بعض الأحجار و آثار مدخليه. و هذا السجن كان يضم جنودا و ضباطا إسبانيين، إضافة إلى “الجنرال نفارو” الذي كان على رأس الجيش الإسباني في “معركة جبل أعروي” قبل أن يستسلم لقوات المجاهدين. و يعتبر موقع هذا السجن استراتيجي وفق ما جاء في بعض تصريحات ـ الدكتور علي الإدريسي ـ فهو يوجد في جوف سفح من سفوح أجدير، مما يعني تعذر قصفه من لدن الطائرات الحربية، كما يتمركز على أعلى الضفة اليسرى لوادي إبلوقن، مما يجعل القوات الإسبانية القادمة من جزيرة النكور سالكة الوادي لهدف فك أسراها، تفشل في كل محاولاتها المتكررة. و يشير ذات المصدر إلى أن هذا السجن تحول فيما بعد الإنزال الإسباني بالحسيمة، إلى مخبإ للمجاهدين يتقون به شر قذائف الغازات السامة، التي يمطرها الطيران الحربي للتحالف الإسباني الفرنسي.

ثم اتجه الفريق، ـ بعد أن جاوز وادي إبلوقن الذي يرسل صبيبه نحو شواطئ جزيرة النكورـ ، قاصدا “ربوج أزكواغ”/ “البرج الأحمر” كموقع متقدم للمجاهدين لمراقبة تحركات العدو الإسباني القابع بجزيرة النكور؛ قبل أن يلج ـ أي فريق الزيارة ـ إلى “ذمجاهذين”/ “مقبرة المجاهدين”، و الدخول إلى ضريح “سيدي امحند أوعلي” لقراءة الفاتحة ترحما عليه، ثم التوجه مباشرة إلى القبر الذي يرقد فيه الشهيد المجاهد القاضي “عبد الكريم الخطابي” لقراءة الفاتحة ترحما عليه، و تقديرا لبطولاته و أمجاده من أجل أرضه ووطنه. ثم التوجه إلى مقابر آل الخطابي لقراءة الفاتحة ترحما عليهم.

و قد توجت هذه الزيارة الغنية، في حدود الساعة الثانية بعد الزوال بالاتجاه ـ في سيارة أجرة ـ نحو بلدة بوكيدارن لتناول وجبة غذاء جماعية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 3 تعليقات
  • ريفية من الناظور
    ريفية من الناظور منذ 12 سنة

    ما كان حال هذه المعالم التاريخية الخالدة أن تصبح أطلالا لو تعلق الأمر بتاريخ أهل فاس!!!!، ولكن واأسفاه على تاريخ وأمجاد الريف، واأسفاه على دماء شهدائنا التي راقت في سبيل إخراج الطغاة وتحرير البلاد منهم،لم يعد يسمع لهم صيت. شهداء الريف تمر ذكراهم في صمت ولا يذكر أثناء الحديث عن استقلال المغرب وتحريره من الاستعمار غير إسم علال الفاسي، إلا أن التاريخ شاء من أشاء وكره من كره سيظل يحتفظ بذكرى ابطال الريف في ذاكرته ولن يمحوها الزمن. أقول من هذا المنبر لمن ينادي بنقل رفات المجاهد مولاي محند من مصر إلى المغرب ،دعوه يرقد بسلام لم يعترفوا به حيا فكيف يعترفون به ميتا؟، رحم الله شهداء الريف الذي ستظل جباله شاهدة أمام الله على بطولاتهم، وخير عزائنا هو ماخاضوه في معركة أنوال الخالدة التي سيظل التاريخ محتفظا بذكراهاإلى الأبد.وأقول للجمعيات التي تريد النهوض بذكرى منطقة الريف وإحياء أمجادها حبذا لو تم التفكير في طريقة للحصول على إعانات لترميم هذه المعالم وأنا متأكدة أنكم ستجدون الدعم، عليكم فقط التفكير في المبادرة، ووفق الله الجميع.

  • ZIRI
    ZIRI منذ 12 سنة

    LES PREMIERS A BLAMER C EST LES RIFAINS EN PREMIER LIEU !M
    ILS SAVENT QUE PARLER ! PENDANT DES HEURES MAIS QUAND IL S AGIT DE FAIRE QUELQUE CHOSES SONT TOUS ABONNES ABSENTS !M
    HADA HUWA HAL RWAFA ! FI LBILAD AW FI LKHARIJ …M
    ADELKIRM RAJUL LA YASTAHI9UHU RWAFA ! M

  • mostafa
    mostafa منذ 12 سنة

    يجب الحفاض على الثاريخ وترمميم هدا المنزل لان منه انطلق التخطيط والعزم
    على انهاء المستعمر
    تموت الحياة وتبقى الدكريات من جيل الى جيل رحم الله كل المجاهدين الدين قاتلو في اصعب الضروف من اجل الحرية والاستقلال

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق