صور وتاريخ: 1909 إندثار الناظور القديم وبداية التأسيس التاريخي للناظور الجديد

1 أبريل 2019آخر تحديث :
صور وتاريخ: 1909 إندثار الناظور القديم وبداية التأسيس التاريخي للناظور الجديد
https://youtu.be/

عاشور العمراوي
الصورة ذات المشهدين، الناظور سابقا في بداية أوائل 0919 ، ثم نرى بقايا الناظور القديم الذي إندثر قبل 1909، هي صورة تؤرخ لنهاية عصر وبداية آخر، وإن كانت البداية أبطأ بكثير مقارنة بمناطق اخرى من المغرب والعالم . ففي غالبية الوثائق ذات الإهتمام الخاص بالناظور القديم، تبقى المعلومات حقا ذي حجم ضئيل وبلا أحداث تاريخية بارزة، وفي الغالب كان حضوره في الوثائق والكتب مسألة حظ أو ذكر الكرام لا غير، وتؤكد الوثائق ان إسم الناظور لم يظهر إلا مع نهاية القرن التاسع عشر، وإلى غاية ذلك الوقت كان كل ما يتعلق بالناظور، يلمح إلى القبيلة التي يشكل جزء منها وهي ” إمزوجن ” وبشكل عام ، علما أن المنطقة الأبرز في القبيلة كلها هي الناظور، ورغم أن الوثائق الموجودة في الأرشيف الإسباني بخصوص القبيلة كانت دائما تنحاز إلى رؤية العدو والكامن داخل مليلية.
إحدى الوثائق التي تظهر فيها بعض من المعلومات رغم أنها عادية جدا ، هي إحدى الملاحظات الوصفية لقبيلة ” إقلعين ” تعود لسنة 1722 والتي تحكي التالي : بجنوب مليلية، ولمسافة “معينة” تتواجد بعض الأماكن الآهلة والملتحمة بعضها ببعض، تسمى مسوخار وفرخانة وتتألفان معا من 300 منزل، لا يتعدى حاملي السلاح فيها 300 رجل مع 20 حصانا ، لكن وبالنظر إلى المعطيات الحقيقية على الأرض فإن فرخانة كانت المنطقة المهمة جدا في تاريخ القبيلة.

هناك بعض الكتابات عن القبايل التي تشكل قبيلة ” إقرعين ” الأم ، في مذكرات القبطان (capitán Alvear) أثناء تواجده بمليلية عام 1846 . لكنها لم تشر إلى المناطق بعينها وبشكل خاص، خاصة وأنها عرفت توظيف وجهة نظر العدو، كما أنها تشمل أخطاء إملائية عن أسماء الأعلام الجغرافية . ففي العام 1886 ومرفوقا بالشريف الوزاني ، وصل المستكشف دوفايير (Duveyrier) إلى مليلية قادما من الجزائر، ومارا من الناظور الذي سماه ” مزودجا ” (Mezudya) ، وقال انه وهنا كان يعيش سيذي الحاج حدو، وبلا شك كان يلمح إلى الحاج حدو بن مسعود، الذي علمه دوفايير دروسا في القضاء في الوقت الذي كان فيه هو قائدا أو شيخ ” امغار ” قبيلة إمزوجن . وقد قال المستكشف أنه ومن هذا المرتفع يمكن الإستمتاع بالمنظر الجميل فوق ما كان يعرف بالسبخة ” سبخث ” ” مارتشيكا ” التي كانت منقسمة إلى بحيرتين وكانت بوقانا مغلقة ولم تعد لتنفتح إلا بعد سنة 1887، وهذا المكان يظيف دوفايير أنه لم يكن يحمل إسم الناظور الذي يعني الناظر، ويصبح المنظر عظيما يحكي دوفايير: كلما ارتفعت فوق القمم المحيطة بجبل أربوس (Arbós)، وهذا مع الإشارة أن المستكشف ” موليير ” (Moulièras) قد سمى المكان ب ” أطلايا ” وهذا الكاتب كتب يقول بأن الناظور ” ميناء أو باب ” البحر ومائة مكان . (Moulièras.- Le Maroc1895)

أحد المؤرخين الإسبان يقول بأن أول قراءة له لإسم الناظور، كانت في منشور بعنوان النظرة العامة للريف لكاتبه فرانسيسكو كولييو (Francisco Coello) عام 1894 مع تجاهل تام للمصدر رغم أن كولييو كان مرشحا ليكون الجغرافي المتميز لمرحلته، علما أنه لم يكن يوما في منطقة ما من الريف، بل كان وإلى جانبه الكثير من الأساتذة، يعتمد في دراساته على المجلة الجغرافية الفرنسية التي اعتمدت مصادر عبارة عن حوارات مع شخصيات ريفية استقرت بالجزائر، وهو نفسه النظام الذي اتبع واستخدم دوفايير وموليير في بحثهما، واتبع كذلك الباحث ألبيرطو سواريس (Alberto Suárez) أستاذ بالقيادة العامة للمهندسين بمليلية إلى عام 1889 .
الباحث ماركس ذي سكونزاك (marqués de Segonzac) ، مر بالمنطقة عام 1901 وقام بملاحظة خاصة بالناظور وتحدث عن مساكن وبيوت قبيلة ” إمزوجن ” التي بنيت على سفوح الجبال، ووصفها فقال : هي بيوت سفلية بلا نوافذ وبأسطح مسطحة وبالكاد كانت مرئية ومتميزة عن الصخور الجبلية، وأشار إلى عمل السكان على خلق مزارع بطريقة المدرجات التي تبنى بالحجر (Segonzac.- Voyages1903) . أكثر التفاصيل وردت في الملاحظات التي نشرت عام 1907 بتيليكراما ذي ريف مع أرقام متواضعة من قبل المؤرخ كبريال ذلبريل (Gabriel Delbrel) عندما كان يحضر كتابه المعروف حول الريف، وحسب اليومية فإن الناظور كان عبارة عن قرية كبيرة لها نقط إندماج، تتألف من 150 بيتا بنيت على سفوح الجبال على بعد 150 مترا من الطريق الرئيسية سلوان مليلية، وكانت البيوت بدائية ومحاطة بأشجار الهندية (chumberas) كما هو معتاد بكل الريف، وجدرانها غير متكافئة ومبنية بالأحجار مع خليط من التراب والجير .
وقد عانت المنطقة من حالة جفاف بسبب أتباع الروكي بوحمارة في مناسبتين عامي 1903 و 1905 حيث لوحظت عدة بيوت مهجورة قبل بداية حملة 1909 العسكرية بالريف، وكانت نسبة الثلثين منها غير مأهولة ويسكنها المتسولون من النساء من كن يعانين من العمى، وكن يتسولن على الطريق أسفل البلدة، علما أن قبيلة ” إمزوجن ” كانت تعيش فيها أكثر من 7000 نسمة التي تشكل ساكنة الناظور الأساسية. أيضا يحكي مانويل باسيرا (Manuel Becerra (Notas referentes1909),) ، أن المناطق المجاورة كانت تعرف زراعة الشعير كمادة أساسية، وكذلك أشجار الزيتون والتين ، وكانت كل البساتين تتوفر على مياه متدفقة من الآبار المتواجدة في أغلبية البساتين والمزارع.
بتاريخ 25 ديسمبر 1909 أنهت الآلة العسكرية الإسبانية عملية هدم البيوت المتبقية بالناظور القديم لمنع المجاهدين من استعمالها كدروع ومخابئ، كذلك هدم مسجد القرية ” ثمزييذا ثشمراتش “الذي خلف ردود فعل غاضبة من شيوخ القبايل كما يؤكد الكاتب الامريكي أشمياد برطليط (Ashmead-Bartlett) الذي زار المكان فوصف الناظور بالمكان الجميل جدا والكبير والمتفرق وذي كثافة شجر الصبار، وعند هذا التاريخ تحقق الوجود الإسباني بالناظور رسميا ليتم نقل السوق التقليدي والذي كان قريبا من القرية وإلى سفوح الجبل اربوس، أما وعلى السهل المباشر لمارتشيكا ، فقد تم تأسيس الناظور الجديد إنطلاقا من مشروع (comandante de Ingenieros Luis Andrade Roca) ويمكن رؤية المباني الأولى على الصورة .
بعد إزالة السكك الحديدية التي كانت تربط مليلية بسلوان، وبعدما إنتهى العمل بالديوانة القديمة بآيث انصار، بقي الناظور في وسط الطريق كمحطة للبعض ونزل للبعض الآخر، وأصبح الناظور نهاية السطر لمئوية لم ينتبه إليها الكثيرين عام 2009 ، بحكم التأسيس الذي تشهد عليه سنة 1909 التي حدثت فيها الكثير من الأشياء منها ، استكمال خط السكك الحديدية الذي يربط مليلية بمناجم الحديد الرائعة ، وكذلك إنشاء أولى البنايات في المنخفض المقابل لمارتشيكا، وهو قرية عادية كانت بداية لمعالم مدينة الناظور السابقة والحالية، التي أعادت ربط نفس المناطق بالسكة الحديدية وعبر نفس المسار وصولا إلى تاوريرت، لتشهد بعض من النهضة في القرن الواحد والعشرين للأسف غير مدروسة، بعدما تأسست بتاريخ 1909 .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 4 تعليقات
  • Salim
    Salim منذ 12 سنة

    I love my sweet city.kanmout 3la nador chokran 3ala sowar rai3a wa nadira

  • متتبع للشان المحلي
    متتبع للشان المحلي منذ 12 سنة

    شكرا على الصور لقد اعجبتني الصور انا من بن الطيب و افتخر بمدينة الناضور

  • جمال
    جمال منذ 12 سنة

    هذه الصور تاريخية مهمة لكن اريفينو شوهنها بذلك الخاتم الذي يدل على ملكيتها لها. والصحيح انها ليست ملكية ل اريفينو،لان الصور لم تصورها اريفينو، وذلك التشويه يحول دون قراءة الصور،كان بامكان اريفينو ان تضع خاتمها صغيرا في احد الزوايا من الصورة عوض التشويه الذي افقد كل قيمة للصور.

  • arifie
    arifie منذ 12 سنة

    الصور جميلة جدا لكن العيب في الخاتم على الصور لأن بعضها لاتظهر جيدا لو عملتم خاتم صغير على جنبات الصور لكان أفضل إذ كان ممكنا لأنها صور نادرة وجميلة وأيضا حتى نتمكن من إخراجها و تكون عبرة لنا و لأجيالنا لكي لاتندثر وتمحى من ذاكرتنا فأول مرة ننظر ونتأمل ونخيل كيف كانت مدينتنا في تلك الحقبة من الزمن كما نشكرموقع أريفينو جزيلا الشكر على الصور النادرة والجميلة في عهد الإستعمار لمدينة الناظور

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق