حرب امريكا وروسيا..والناظور بينهما

27 مارس 2014آخر تحديث :
حرب امريكا وروسيا..والناظور بينهما

بقلم: خالد الوليد

مرت اشهر كثيرة لم اكتب فيها مقالة واحدة، اللهم الا كلمات مبعثرة على صفحتى الفيسبوكية، فتارة تجدني معاتبا وتارة منتقدا  وتارةمشجعا علني احدث الفارق واساهم في التغيير المنشود بهدوء..ليس جهلا بما يدور حولي لكن لم يعد يوجد ما يستحق الكلام..ففضلت ان اراقب ما يجري في مدينتي من بعيد علني اوفق يوما لفهم ما يقع فيها فعلا..ورحت اتجنب الحديث في السياسة.

طيلة اشهر وحالة الجمود الثقافي والسكون السياسي التي تعرفها مدينتي الناظور جعلت اغلبنا يفضل متابعة ما يجري في العالم الخارجي غير مبالين بما يحدث محليا،..فهذا الكم الهائل من الاحداث المتسارعة دوليا وكذا التغييرات السياسية والاقتصادية في خريطة العالم جعلتنا نحس اننا في فقاعة معزولة تسبح ببطء في السماء..وكان مدينتنا توقف بها الزمن ولا يحصل فيها شيء..حتى صرنا فعلا نفتقد طلة من مسؤولينا او خرجة لهم،ومنا من اقترح ادراجهم ضمن فقرة برنامج “مختفون”، فرحنا نتساءل بتعجب :ألا مشاكل لدينا ولا ازمات ولا اختلالات تستوجب التدخل؟! هل الى هذه الدرجة كل شيء مرتب ومثالي هنا؟! ام ان الدنيا هانية وسماؤنا صافية..

توالت الايام الى ان تفاجأت خلال الاسابيع القليلة الماضية بطوفان من المداد يسال من الاقلام بمدينة الناظور العجيبة، يحرك صفو تلك المياه الجامدة، حول ما يحصل داخل قصر بلديتنا في الاونة الاخيرة، خاصة بعد تلك الدورة الجماعية المباركة العجيبة الغريبة لبلدية الناظور، تلك الدورة التي “فرقعت الرمانة” وشتت الشمل بين اشقاء الامس في الاغلبية الحاكمة، واطلقت حربا ضروسا بين هيئات المجتمع المدني ورئيس بلديتنا وبدات الاتهامات تتطاير من هنا وهناك، وبدا معها الحديث عن التحالفات الخفية وكشف ما يدور في الكواليس من ملايين تصرف وصفقات تعقد وتكتلات تحالفية ومؤامرات خفية و و..حتى ضننت في قرارة نفسي ان الامر عبارة عن فصل من فصول الحرب العالمية الباردة التي تجري حاليا بين معسكر امريكا و حلفاء روسيا..

رحت اتساءل مع نفسي عن السر في ما يجري داخل اسوار قلعة البلدية خاصة وان الهدوء كان يخيم بها دائما منذ انتخابات ٢٠٠٩..كيف يمكن لرئيس يفترض فيه انه يمثل ساكنة المدينة ويدافع عن مصالها من اجل عيش كريم ومستقبل زاهر ويوفر لنا الامن والامان والاستقرار،كيف يمكنه ان يقدم على خطوة خطيرة وساذجة نوعا ما بالغاء الدعم المالي المخصص للجمعيات وتحويله الى مشاريع اخرى اقل اهمية كما يدعي خصوم الرئيس، وهل  كان فعلا ينتضر ان يتغاضى الجميع عن هذه الخطوة الانفرادية التي ستجلب عليه الويلات كما عهد دائما في قراراته الانعزالية؟! ام ان الامر ليس الا مناورة سياسية من طرف خصوم الرئيس مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية ببلادنا في محاولة لعزله سياسيا ودفن اي فرصة له للرجوع الى كرسي الرئاسة المحلية او اي طمع في منصب جهوي ؟!..وفجأة اصبحت صفحات مواقعنا الاخبارية تنشط بالتصريحات والتصريحات المضادة..ندوات وبيانات صحفية واطلاق نار كثيف من كل الجهات وهطول للاتهامات كما تتهاطل المطار في حيي لتقطع الطريق وتعزلنا في المنازل..في مشهد اقرب منه الى الازمة الامريكية الروسية حول جزيرة “القرم”، الا ان جزيرة “قرمنا” نحن هي جزيرة المالية الجمعوية..

شباب مدينتي يصورون فيديو “هابي / سعداء”  فيرقصون ويصيحون على انغام الموسيقى الجميلة، ليرى العالم انهم سعداء، وهذا حقهم الذي لا يجب ان يسلبه منهم احد، ماداموا يحلمون بمدينة وردية جميلة تجعلهم سعداء..الا ان الحقيقة المرة انه لا احد من ساستنا يبالي باحلامهم الجميلة مادام نفس المشهد يتكرر مرة تلو الاخرى في مدينتي مع اقتراب مواعيد الانتخابات..فتتبعثر الاوراق السياسية ويتبعثر معها المواطن الناظوري المغلوب على امره..وتقوم العواصف السياسية لتضرب بمصالح المواطن عرض الحائط كما تضرب الامواج العاتية كورنيش المدينة الهادئة ..فلا احد هنا يهتم فعلا ان كان الانسان الناظوري يتمتع بحقوقه في ادارة مواطنة تلبي طلباته، او متمنياته بحي نظيف تتوفر فيه شروط العيش الكريم بعيدا عن الازبال والطرقات المهترئة او الانارة المظلمة..ولا حتى بابسط حقوقه المتمثل في الحياة في ضل الانفلات الامني الخطير..ولا احد يبدو مكترثا بفضاعة الحالة التي اصبح عليها اشقاؤنا المهاجرون من دول جنوب الصحراء او لاجئي سوريا، فلم يصدر بيان ولم تسجل التفاتة انسانية واحدة في حق من هربوا من ويلات الحروب ليستنجدوا بنا فلم يجدوا غير الاهمال والتهرب والقساوة..فما نفع المناورات السياسية المكشوفة والحروب الباردة بين رئيس ومعارض مادام المواطن اكبر خاسر..نعم يا سادة،يبدو لي ان السياسة البشعة لا تختلف كثيرا بين أمريكا غربا  وروسيا شرقا وعندنا نحن في الناظور وسطا..فالى متى الحال..؟!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق