الكشف عن وثيقة ألمانية: الإسبان قصفوا الريف ب 1100 قنبلة من الغاز السام بحجم 7،2 طن

9 أبريل 2014آخر تحديث :
الكشف عن وثيقة ألمانية: الإسبان قصفوا الريف ب 1100 قنبلة من الغاز السام بحجم 7،2 طن

عزيز الشرقاوي – ترجمة: راضي الطاهيري
من سخرية القدر، أنه ربما بفضل أرشيف المخترع الألماني للغاز السام وطريقة إمطاره عبر الطائرات، سيمكننا معرف المزيد عن مأساة حرب الريف.
لقد تم التطرق إلى هذا الجزء من تاريخ قذف الغاز السام على الريفيين، من طرف تحالف أوروبي سنة 1925، مؤخرا في طنجة في جمع لفيف من المحاضرين دُعوا إلى مائدة حول الموضوع.
عمد الباحث “غوديبيرت كينز” أحد مؤلفي كتاب”غازات سامة ضد عبد الكريم الخطابي” إلى استثمار الأرشيف الشخصي للدكتور “هوغو ستولزنبيرغ” المحفوظ جيدا في منزل هذا الأخير بمدينة “هامبورغ” من طرف ابنته، ورفع بذلك الحجاب عن الصعوبات، وفتح عنوة الأبواب المغلقة، في محاولة لتسليط الضوء على ملف أسود لا تريد إسبانيا وفرنسا وبريطانيا فتحه.
الندوة أطرها “خليل زنيبر” واحد من أفضل الصحافيين العارفين بالموضوع، ونشطها متخصصون في “حرب الريف” مثل “زكية داوود”.
بدأت القصة مع الهزيمة المنكرة التي ألحقها “عبد الكريم الخطابي” بوحدات الجيوش الإسبانية والفرنسية، المتحالفين ضمن هجمة استعمارية، أمام محاربين ثوار منظمين ملتفين حول مسلحين محترفين، مؤطرين ومُدربين بشكل جيد، ألحقوا خسائر جسيمة بين جنود المستعمرين، كانت ذروتها (الهزيمة) في معركة “أنوال” التي سجلت 350000 قتيل جندي إسباني.
إن التحدي الذي أطلقه “الخطابي” في شهر دجنبر سنة 1924 في وجه القوى الاستعمارية، بعد التقهقر الإسباني في شفشاون ومؤداه: “إننا نعتبر أنه من حقنا، كما هو شأن كل أمة، أن نمتلك أرضنا، ونعتبر أن الطرف الاستعماري الإسباني، غمط واغتصب حقوقنا، دون أن يطبق التزامه بجعل حكومتنا الريفية تنفيذية (…) إننا نريد أن نحكم أنفسنا بأنفسنا، وصون حقوقنا الكاملة غير القابلة للمناقشة”.. هذا التحدي جعل القوى الأوروبية ممروضة.
“حسب صديقنا (غوديبيرت كينز) فإن تحليل الوثائق التي غدت متوفرة حديثا، تدفع للاعتقاد أن اندلاع الحرب العالمية الأولى، وإعلان الحرب المقدسة ضد الاستعمار، هما اللذان شكلا عاملا حاسما في قرار اللجوء إلى سلاح دمار شامل” يقول “خليل زنيبر”.
والنتيجة كانت أن الجيوش الفرنسية والإسبانية بقيادة الماريشالين “بيتان” و”ليوطي” بالنسبة لفرنسا، والجنرال “فرانكو” بالنسبة لإسبانيا، قررت اقتراف مجزرة بمساعدة التكنولوجيا الخطيرة: الغاز السام من أعلى درجة موسوم ب”صُنع في ألمانيا” الذي تم إمطاره عبر الطائرة.
قال “غوديبيرت” في مداخلته إن القوتين الاستعماريتين الأوروبيتين (فرنسا وإسبانيا) لم تكن لهما سوى فكرة تقريبية، عن الغاز السام الذي استعملاه، مع “امتياز” يتمثل في أن الضحايا لن يستشعروا آلاما في البداية، وأنه – الغاز السام – لا يسبب الموت توا، بل فيما بعد، وحسب نفس المتحدث فقد كان عدد الهجمات 644 في الفترة ما بين 25 غشت و 15 نونبر 1925، وهو ما يوازي 1110 قنبلة أي 7.2 طن من المواد السامة.
ومع ذلك هناك مَن يتحدث عن “الإستعمار الإيجابي”!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • Magii
    Magii منذ 10 سنوات

    للأسف الشديد لا مكان لك في وطنك يا سمو الأمير عبد الكريم ، للأسف من خَلَفَك خَانَك و خان عهد الله عز وجل !

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق