منبر الرأي: الدريوش، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حقيقة أم وهم ..؟

8 أكتوبر 2014آخر تحديث :
منبر الرأي: الدريوش، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حقيقة أم وهم ..؟

بقلم: أحمد قاسمي

التنمية البشرية مصطلح دخيل استعمله صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للارتقاء بالدول المتخلفة أو التي هي في سير النمو منذ الثمانينات أو قبل…ولا يمكن أن نعزل هذه الاملاءات الغربية عن الشروط التي يتطلبهما الصندوقان للاهتمام بالرأس المال البشري من المهد إلى اللحد .. ولا يجادل اثنان، أن التنمية الحقيقية هي توفير الصحة والشغل والتعليم والسكن.. وهنا نتساءل هل التنمية التي تتحدث عنها وسائل الإعلام والمؤسسات وكل الفعاليات الجمعوية والسياسية .. متوفرة ؟ أم أصبحت التنمية البشرية سياسة فقط لطمس التنمية الحقيقية ؟ الجواب واضح إذا تفقدنا المستشفيات
ودخل الفقراء والمدارس التي هي على وشك السقوط والبطالة التي ملت أصحابها ..فالوضع يختلف تماما بل يتبرأ من الذين يدعون التنمية ويحتفون باليوم التنموي وبالمبادرة الوطنية .فصاحب الجلالة ركز كثيرا الاهتمام بالعنصر البشري وخصصت الحكومة غلافا ماليا ضخما لهذا القطاع ..غير أن خطاب جلالته بعد زيارته لمدينة وجدة، أكد في مضمون الخطاب، أن الشعب المغربي لا زال يعيش فقرا وتهميشا وإقصاء .. قائلا : أريد تقريرا مفصلا من المجلس الاقتصادي عن الثروات المغربية وأين تنفق ما دام الفقر يخيم على كثير من الأسر .إذن لا دعية للمراوغة والاعتماد على الدغمائية والأدلجة إذا
أردنا وطنا سليما وصحيحا وقويا وفي خدمة الخطاب . فعلى المسؤولين الاهتمام بالجوهر لا بالفروع وأن نهتم بالذي يمكث في الأرض ونترك الزبد الذي يذهب جفاء، فالتاريخ لا يرحم وكل من يرغب في تشويه الحقائق سيصبح في مزبلة التاريخ عاجلا أم آجلا .فالتنمية هي وكما سلفت الإشارة أن نهتم بالمقومات الأساسية ( الصحة والتعليم والسكن والشغل ) أما أن نمنح قروض استهلاكية للبسطاء من الناس أو نمنحهم رؤوسا من ألأغنام أو بعض الأرانب أو نكون النساء في محلات الخياطة أو نعلمهم صنع الحلويات ونسمي ذلك بالتنمية .فنحن نقول أن هذه صدقات وليست بتنمية .وللتذكير فكثير من
المسؤولين يتخذون التنمية البشرية والمبادرة الوطنية كحنين رومانسي وكترف فكري يتغنون بهما في المناسبات لا أقل ولا أكثر .فنحن وفي هذه المدينة التي تحتفي بالتنمية البشرية وبالمبادرة الوطنية، قد عشنا صيف العطش ولا زلنا بدون ماء ولا بدون أطباء اختصاصين بالمركز الصحي .فكيف نحتفل ونتغنى؟ بل علينا أن نصارح ونراسل الجهات عن ما تعيشه هذه المدينة المنسية منذ زمن . لا ساحات خضراء ولا تطبيب ولا أمن ولا شغل ولا سكن ..
من صاحب الدنيا طويلا تقلبت * على عينه حتى يرى صدقها كذبا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق