منبر الرأي: محنة المنحة تُؤرق الأسر وتحبط عزيمة التلاميذ بالناظور

8 أكتوبر 2014آخر تحديث :
منبر الرأي: محنة المنحة تُؤرق الأسر وتحبط عزيمة التلاميذ بالناظور

الطيب خوجة
نتكلم عن مواسم : الدراسية ، الجامعية ، السياسية ،والبرلمانية ومعها تكثر هموم الأسر التي تكوى من نيران أسعار الأدوات المدرسية ولوازمها خاصة الفقيرة منها والمحدودة الدخل . إن الأرق والتفكير وارتفاع الضغط هو العامل المشترك لهذه الأسر ، خاصة اذا نظرنا لعامل الزمن الذي تكالب عليها فمن مصاريف رمضان المبارك إلى عيد الفطر ومنه إلى العطلة الصيفية وإلى الأعراس والمناسبات وصولا إلى المدرسة ومستلزماتها مع الكتاب والمحفظة، عفوا الحقيبة الثقيلة وإلى الدفتر والكتاب والقلم والوزرة وصولا إلى واجب التسجيل المدرسي والإعدادي والتأهيلي مباشرة بعد اتمام هذا الصراط يصل عيد الأضحى المبارك : أمام هذا العد التنازلي الكئيب المنهك لمعضم الأسر المغربية يبقى رجائنا أن يتفهم الجميع الموقف العسير ويساهم في التقليل من موجة ارتفاع الضغط ، بدءا بالأطر التربوية التي يلجأ بعض منها إلى المبالغة في وصفة اللوازم المدرسية بالملونات الفاخرة ودفاتر 200 ورقة ولا يملأ التلميذ منها أربع صفحات طيلة الموسم الدراسي، مرورا بالأغلفة ذات الألوان المزركشة والأقلام المدادية وو… وقوفا عند ما يسمى واجبات التسجيل التي تصل أحيانا إلى أرقام قد تقترب من المؤسسات الخصوصية .
فجمعيات الآباء مطلوب منها أن تراعي الظرف وتترفع عن المساهمة في الضغط النفسي وتكتفي بثمن رمزي لمن استطاع لأن أداء واجب جمعية الآباء ليس الزاميا كما يفهمه البعض فيحق للتلميذ أن يمتنع عن الانخراط لأنها جمعية وليست ضريبة الزامية ومثلها الجمعية الرياضية فهذه الانخراطات تبقى مجرد مشاركة اختيارية وليست الزامية لتصل احيانا إلى طرد التلميذ من المؤسسة لاحضار المبلغ فهذا مخالف للقانون .
وصولا لبيت القصيد وهي المنحة الجامعية فرغم هزالتها إلا أنها مطمح كل طالب يلج الحرم الجامعي ويتمنى الفوز بها إلا أننا نرى العكس ، فالإقصاء سيد الموقف والزبونية هي السائدة.. أردنا أن نخوض في هذا الملف خاصة وأن اللجنة الإقليمية التي تنظر في هذه الملفات تستعد للإنعقاد قريبا ،هذه اللجنة الإقليمية العريضة والطويلة التي تتشكل كالتالي : يترأسها السيد عامل الإقليم وممثل عن المجلس الإقليمي والبلدي وعن نيابة التعليم وعن مصلحة الضرائب وعن جمعيات المجتمع المدني والجامعة ووو.. طول هذه اللجنة ووزنها في آخر المطاف يتحكم فيها قرار المقدم أو الشيخ الذي يشهد في الغالب عن مهنة الأب وعن دخله وغالبا ما تكون المبالغ المصرح بها مخالف للواقع ونحن نعرف حينما يتدخل بعض المقدمين فلا تسأل عن النتيجة…
فمن هم الضحايا ؟ بالفعل هم أبناء الموضفين الذين يتقاضون من الخزينة ويملكون الرقم المالي ويدلون بشهادة الأجرة . فالسنة الماضية مثلا حرم حتى أبناء أفراد القوات المساعدة والشرطة والاساتذة والأعوان الذين تتجاوز رواتبهم 3200 درهم شهريا واستفاد أبناء الأعيان والبرلمانيين والتجار الكبار والسماسرة ، فتصورا تاجرا من أكبر التجار يملك أكبر المخازن للسلع بالجملة ويدلي بشهادة بيع المواد الغذائية بالتقسيط ويدلي ب800 درهم مبلغ الضريبة وتمنح له المنحة ويحرم الآخرون. بالله عليكم ما هو شعور هذا الطالب وشعور أبيه الذي يشتغل بإخلاص وتفان من أجل الوطن ويطلب منه أن لا يكون مرتشيا ، وهو يشاهد هذه المآسي ويحرم ابنه من منحة دراسية هي حق له. إن المقد في المغرب ليس أهلا ولا ثقة لتحديد المستحق من غيره .. إن المنحة حق للجميع وليست امتيازا ياحكومتنا التي عبرت على لسان وزير التعليم العالي أن الكل سيستفيد منها ، ولكن الواقع كذب هذه الوصلة الإشهارية ونتحداه أن يجعل كلامنا هذا عبثا ويمنح المنحة للجميع .. إن اللجنة الإقليمية التي ستنعقد قريبا عليها أن تمزق التماتم التي تحمل فيها أسماء المنعم عليهم وتفرغ وتفرغ جيوبها وعقولها من هذا التلوث وتدخل قاعة الاجتماعات وتحتكم إلى ضمير المسلم المسؤول أمام الله وتدلي بشهادة الحق وتقف بجانب المستحق وتمتنع عن الانزلاق وراء شهادة المقدم التي كتبت بدماء الفقراء وختمت بدموعهم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق