شاهد تاريخ “الكلمات المتقاطعة”: قصة 101 سنة من الألغاز

21 ديسمبر 2014آخر تحديث :
شاهد تاريخ “الكلمات المتقاطعة”: قصة 101 سنة من الألغاز

مربعات صغيرة أفقيًا، يتقاطع مع أخرى مماثلة لها في الحجم، بينما تقطعها مربعات مختلفة في اللون «سوداء»، لتفضل مساحات الإجابات، وتزيد من صعوبة اللعبة، هذا هو الشكل الحالي لـ«لعبة الصحف» الأشهر، الكلمات المتقاطعة، والتي لا تكاد تخلو منها صحيفة اليوم.

وبمناسبة بلوغ الكلمات المتقاطعة السنة الأولى بعد المائة من عمرها، تحكي «المصري لايت» قصة اختراعها ومراحل تطورها في هذا التقرير.

البدايات

 كلمات-متقاطعة

يعود اختراع الكلمات المتقاطعة إلى صحفي بريطاني هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وولدت الفكرة عندما طالبه رئيس تحرير جريدة «نيويورك ورلد» التي يعمل بها بالتفكير في محتوى شيق وخفيف، في صورة مسابقات أو ألغاز، للخروج من مأزق ثقل وجدية مواد العدد الذي سينشر قبل الكريسماس من الجريدة.

هنا تذكر ابن مدينة ليفربول«آرثر وين» ألعاب طفولته، خاصة لعبة «الكلمات السحرية» التي يلعبها مع زملائه، فيكتب شخصاً حروف كلمة أفقياً، ثم يضيف آخرون كلمات عمودية يقاطع حرف فيها حرف أحد أحرف الكلمة الأفقية، لتولد الكلمات المتقاطعة من وحي لعبة طفولته «آرثر وين» في شكل شبكة للكلمات، وبالفعل تم نشرها على صفحات العدد الأسبوعي لجريدة «نيوريورك ورلد» يوم 21 ديسمبر 1913.

الشكل الأول

172 

نشرت الكلمات المتقاطعة الآولى على هيئة شبكة بشكل المعين، وضع لكل مربع رقم، وكانت مفاتيح الألغاز مرقمة، وشملت الشبكة 32 كلمة، ولم تكن تتضمن مربعات سوداء كالموجودة الآن .

كتب « آرثر وين» أسفل الرسم طريقة الحل ، جملة واحدة «املأ المربّعات الصغيرة بكلمات تتوافق مع التعاريف التالية».

صيحة مؤقتة

190

ومع انتشار الكلمات المتقاطعة بين القراء، حاول «وين» إقناع مسؤولي الصحيفة بشمول الألغاز بحقوق النشر، غير أنهم لم يهتموا.

واعتبرت جريدة النيوريوك تايمز، الكلمات المتقاطعة أمراً تافهاً وعابراً، ووصفتها بأنها «مضيعة للوقت» في افتتاحية أحد اعدادها. كما طلب بعض عمال الطباعة بإلغاءها لصعوبة طباعة شبكات الكلمات المتقاطعة، كأن يقوموا بطباعة مفاتيح الألغاز بحروف أصغر، أو أن يحذفوا بعضها وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

ومع زيادة الاهتمام باللعبة، أطلقت صحيفة «التايمز» على الكلمات المتقاطعة عبارة «جنون مؤقت»، مشيرة إلى أن هذا الجنون «لا يخدم هدفاً مفيداً على الاطلاق»، وأنّه «أمر سائد» أو «صيحة مؤقتة» ستنتهي قريباً.

لكنّ «التايمز» استسلمت أخيراً في العام 1942 وعيّنت «مارغريت فارار» كأوّل محررّة كلمات متقاطعة لديها.

هوس عالمي

172

ويروي «ميرل ريغل» في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأميركية ، انه ومع انتشار الكلمات المتقاطعة وارتفاع شعبيتها، كانت الصحف الأمريكية، تنشر أخبار متعلّقة بها كل أسبوع تقريبا، كخبر عن واعظ معمداني يكتب إحدى خطبه بصيغة الكلمات المتقاطعة، ورجل يرفض مغادرة مطعم لحين إكماله اللغز لينتهي الأمر بإخراجه من المطعم بالقوّة على يد الشرطة، وإحدى محاكم مدينة «كليفلاند» الأميركيّة منحت إمرأة حكماً بالطّلاق لأن زوجها مهووس بحل الكلمات المتقاطعة، ونادل من مدينة «بودابست» يشرح أسباب إقدامه على الانتحار بواسطة الكلمات المتقاطعة، لكن الشرطة لم تتمكّن من حلّها.
وفي عام 1925 شمل عرض «ألغاز العام»، على مسرح «برودواي» الأمريكي، مسرحيّة هزليّة ساخرة, ظهر فيها هواة الكلمات المتقاطعة كمرضى في مصحّة, بينما بدأت قطارات الركّاب بوضع القواميس في جميع العربات، واضطرّت مكتبة لوس أنجليس العامّة إلى وضع حد معيّن لفترة استخدام القاموس، وأصبحت «ماري»، ملكة «إنكلترا»، من هواة حل الكلمات المتقاطعة، كما أعلنت وزارة صّحة شيكاغو أنّ حلّ الكلمات المتقاطعة مفيد للصحّة ويزيد من السعادة، وأُعلِن أيضاً أنّ «بيتر روجيه»، مؤلّف موسوعة المفردات، هو «القدّيس الراعي لمحبّي الكلمات المتقاطعة».
أول كتاب

352

في عام 1924 ، طلبت جريدة «صنداي اكسبرس البريطانية»، من آرثر وين، أن يؤلف خصيصا لها كلمات متقاطعة ، تنشر في الجريدة. وفي العام نفسه أصدرت دار نشر «سايمون آند شوستر» في أول كتاب كلمات متقاطعة (فيه أكثر من 200 لغز)، وكان ذلك أول كتاب تصدره، وفوجئت دار النشر بشدة الإقبال على الكتاب ومنذ ذلك الحين، وحتى يومنا هذا، لا تزال دار النشر هذه تنشر كتابًا مستقلًا كل عام عن الكلمات المتقاطعة، بعد أن أصبحت واحدة من أكبر دور نشر الكتب في العالم بفضل كتب الترفيه، خاصة الألغاز والكلمات المتقاطعة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق