منبر الرأي من هولندا،مع محمد بوتخريط: عن الصحافة ومهرجانات المدينة… أو ، هذه الساحة الخالية .. ماذا نسميها ؟

21 ديسمبر 2014آخر تحديث :
منبر الرأي من هولندا،مع محمد بوتخريط: عن الصحافة ومهرجانات المدينة… أو ، هذه الساحة الخالية .. ماذا نسميها ؟

Mohammed-boutakhrit محمد بوتخريط . هولندا

عن الصحافة ومهرجانات المدينة…
أو ، هذه الساحة الخالية .. ماذا نسميها ؟

خلال الجولة الصباحية الاعتيادية عبر بعض المواقع الالكترونية الاخبارية ،وانا أتصفح العناوين البارزة، انتبهت لشيء مثير بالفعل من حولي، من بين عناوين كثيرة وجدتها تقطر كذبا ، كان ثمة “عنوان” بارز يتمرد ويظهر في كل موقع افتحه .. وهذا حال مدينتي . عنوان لكل المواقع وموقع لكل شخص .
الظاهر ان “الموضوع ” موضوع “العنوان البارز” قد وصل الى كل مكاتب التحرير واقسام الاخبار في مواقع المدينة ، فلم اجد مفرا أخيراً غير تصفحه :
(دورة تكوينية في الصحافة والإعلام (…) في إطار الاستعدادات للدورة المقبلة من مهرجان السينما والذاكرة المشتركة.)

عبر المواقع كانت الكثير من العناوين تتكرر ، بعضها تهم مدينتي واكثرها حول الحوادث وبكل انواعها.. والبعض الآخر محسوب على معارضة غير منسجمة تكرر ما تنقله الصحافة الرخيصة في اماكن وجوانب أخرى من البلاد ، تستطيع أن تقول أنه نوع من “تجمهر العناوين” غير مصرح به في صباح كهذا الذي انا فيه واقف اتصفح العنوان إياه واراقبه . قبل ان يهاجمني سؤال بليد جدا حول ماهية العلاقة بين الصحافة والإعلام بمهرجانات مدينتي !! .
تساءلت ذات التساؤل ببلاهة وأنا اشعر أن شخصا آخر هو من يتحدث بداخلي … وانا اعلم جيدا نوع العلاقة بين “الصحافيين” وبين إدارة مهرجانات مدينتي وبكل انواعها وتوجهاتها … وقليل إن قلت انها ليست علاقة قوية أو أن حلقة الوصل مفقودة..أو لنقل معلقة !!

فهل فكر هؤلاء يوما في اهل المدينة ليدركوا كل ما يمنعهم من أن يحققوا ذاتهم وأن يفكرو ويتحررو … هل يدركون كل ما يخنق اهل المدينة .
وكيف لمدينة تعيش مهرجانا للسينما ولا تملك “سينما”.؟
كيف لمدينة تعيش دورة تكوينية في الصحافة والإعلام .. ولا تملك في الامر لا معهدا ولا مدرسة..ليبقى أسلوب المجاملات والعلاقات العامة هو المعهد وهو المدرسة وهو كل شيء.؟

كثيرا من صحفي مدينتي يقومون بتغطية الاحداث بسبب العلاقات التي تربطهم بالمؤسسات ، أو ربما حتى لا يتعرضون “لغضب” المسؤولين في ذات المؤسسات. وهذه – طبعا- مفاهيم تحرف الإعلام عن المفاهيم العلمية التي قام عليها، والتي من الضروري أن تترسخ في ذهن الصحفي قبل أن يخوض غمار العمل الإعلامي … والخطير ان هؤلاء كثر في مدينتي .

أطرح ذات التساؤل إياه ، وأنا أعلم جيدا ان في كل مكان في بلادي توجد فيها علاقات يحكمها النفوذ والتلاعب. وحتى في الثقافة والفن . ومدينتي ليست بعيدة .. هي داخل هذه البلاد السعيدة.

في مدينتي ليس من الضروري ان تكون قريبا من مطبخ دورات مهرجانات المدينة وبكل انواعها ، حتى تكتشف ما يطبخ وراء الكواليس .. فرائحة الطبخ تصلك اينما انت..لأنهم في مدينتي يطبخون ببهارات (وليس لدى اي اشكال فى أن أعلنها هنا ، حتى نحرص على تجنبها فى القادم من الايام ) بهارات فاسدة.انتهت مدة صلاحيتها بل وفي احيان كثيرة تكون غير صالحة للاستهلاك البشري .
وأما “بعض” مواقعنا الالكترونية وصحفنا فلا ادري لماذا وفى كل دورة مهرجان بل وقبل حتى أيام من انطلاقها تخرج لتعلن عن اشاعات وفضائح …وهي دائما ما تبدأ عملها بحملات ليست ‘بريئة ‘. !!
عناوين تبقى في حد ذاتها عناوين غير مؤذية ، ولكن في اماكن كثيرة من العالم وفي مهرجانات عديدة لأنها تجذب الآلاف للإقبال على المهرجان والتزاحم أمام دور العرض التى تعرض هذه الأفلام . وأما في مدينتي الصغيرة فتصبح هذه العناوين أساسية للترويج للمواقع الالكترونية ذاتها وليس الأفلام ، وبالتالى فحتى عندما لا تكون اخبار ولا مستجدات ولا “فضائح “، فإن الإخوة الزملاء في بعض ذات المواقع يجتهدون و يخترعون مواضيع و جدالات اخرى والإخوة رؤساء المواقع الإلكترونية يخترعون “العناوين البارزة “التى تغذى ذات الجدل ، حتى لو كانت النتيجة هي الإساءة للمدينة و للمهرجان ومنظميه وحتى لمهنة الصحافة التى لم يعد يحترمها أحد في مدينتي .
فهل ذاك نوع من مساومة تحسيسية سابقة لاوانها و مدفوعة الاجر طبعا .. ام لقصور فى المعرفة والمعلومات ، خاصة ان الهدف يبدو وللعيان ليس الصالح العام ، ولا الشفافية ولا حتى الإِخبار ، بل ان الكثير من الغيورين الحقيقيين على المدينة واهلها ، يرجعون ذلك لأسباب شخصية محضة.هي حملات استباقية.منها ما ترصد بعضا من “فضائح” الدورة قبل ان تقام ، ومنها من ترصدها أثناء الدورة وطبعا هناك من يرصدها بعدها .. وكثيرا ما يتم التركيزعلى الامور ذا الطابع المالي بل وتخصص للأمر أخبار ولقطات وحورات ومؤتمرات وتقارير وقراءات ورصد وتحليل و..و. وأنا- طبعا- ليس من دورى هنا ولا صلاحيتى مناقشتها.
فقط ، كم يقض مضجعي هذا الحال الذي آلت اليه “الصحافة” في مدينتي. مما يجعل الكثير من التساؤلات تحوم حولنا .. وتكثر اكثر حين ارى بعض صحفيينا ومواقعنا يضربون ويسبون ويقذفون بل ويصدرون بيانات لمقاطعة مهرجان ما ، ولكن حين يُستدعون وترسل اليهم بطاقات دعوة “وطبعا” مع وعد بالتوصل “بغلاف” ما .. ينقلبون رأسا على عقب ليلخصوا كل السب والبيانات بقول بنكيران في مزوار :”لقد قال فينا وقلنا فيه.. وكفى المؤمنين شر القتال.”
وما أكثرهم في مدينتي ما اكثر ما رأيناهم ينقلبون رأسا على عقب بين عشية وأخرى بلا موضوعية أو أخلاق أو دين أو قيم ، فشعارهم لمن يدفع ، وإلا بدأوا بالتهجم على من لم يدفع حتى … يدفع .
فتنقلب تماما كل الحقائق وتتزعزع أركانها وتهتز الجدران ليقع السقف بعد ذلك على المدينة واهلها بعد ان يخرالبنيان وينقلب كل شيء رأسا على عقب .

اتذكر فعاليات الدورة الماضية ، واتذكر بعض صحافيينا الأكارم وحتى بعض المواقع والمؤسسات الصحافية ممثلة في ادارات التحرير، وبدلا من نشر معلومات عن الدورة ، ومتابعة سير العمل فيها وأسماء الأفلام المشاركة والفنانين المشاركين، كان كل ما يشغل حفنة من الزملاء “الصحفيين” هو أن المهرجان استدعى شخصا لا يستحق الاستدعاء فى رأيهم ولا زيارة الناظور من الأساس .لانه مشبوه وخائن .وتم اصدار تنديدات و بيانات في الامر تدعو الى مقاطعة المهرجان .. كله.
وبغض النظر عن تلك الاتهامات التي طالت “الشخص”، فإن أحدا من هؤلاء لم يشغل باله وقتذاك و لو لحظة ليبحث عن اسم هذا الشخص وتاريخه ، ولم يشغلوا بالهم حتى بالبحث عن أصل هذه الاتهامات ومدى صدقها . ولكن وبعد “طبخة” ما .. طُبخت بذات البهارات إياها … وقطعة كعك معجونة بعرق اهل المدينة كنصيب طالهم من “الكعكة”.. تحول بالهم بين عشية وضحاها بالبحث عن أصل هذه الاتهامات ومدى صدقها … بل ومنهم من اعتذر و”حلل مصاريف المهرجان “…بل و وتحولت بيانات التنديد الى “بيانات اعتذار” !!!

هذا ما يقض مضجعي ويجعلني آاسف على كثير من الجهد الذي بذل في هذه المدينة الجميلة الهادئة باهلها، و من أقلام حرة عرفتها المدينة وكانت دائما حاضرة لتوعية اهل المدينة على معنى الانتماء والأخلاق العالية التي غرست في صدور أهل المكان ومنذ زمن بعيد .. لتأتي اليوم ريح هوجاء لتقتلع كل ما تم غرسه على مر السنين .. وكل ما يمثله تاريخ المدينة من عظيم شأن ونضوج فكر .. ولم يثبت إلا القليل…القليل …القليل.. الذين لم ولن تتمكن الأعاصير أن تعمي أبصارهم عن الحقيقة..ولا ان تقتلع الاخلاق ..أخلاق المِهنة. وكل الاخلاق من أعماقهم و من جذورهم . اصواتهم وان كانت “مهمشة” فلا زالت باقية شامخة . وهم اشداء ما زالوا صامدون مثل الرماح انتظارا – ربما – لمعركة قادمة.

قد يعتقد البعض أنني أقصد التقليل من كفاءات “الصحافة” في مدينتي
ولكن هي الحقيقة لا يوجد ممارسة إعلامية حقيقية .. الا القليل القليل جدا. فإن من يدرس الصحافة و يقرأ الكتب والأبحاث والدراسات الإعلامية يصاب فعلا بالذهول لحجم القضايا والأمور التي ينبغي على الصحفي أن يدركها.
يبقى على صحافيينا الأكارم والمواقع وحتى المؤسسات الصحافية ممثلة في ادارات التحرير، الاستفادة ليس فقط من كل هذا الحضور التي تعرفها مهرجانات المدينة .. بل وكذلك من كل جراحات المدينة وكل بحسب استياعبه للحالة وأبعادها المهنية والفلسفية …والاجتماعية !!
فإن من يطعن مدينتي ويشارك في نزيفها .. لا يمكن له أن يقنعنا يوماً بأنه يعمل للشأن العام ….إطلاقاً.
وإلا فهذه الساحة الخالية بين عمل الصحفي ونزيف المدينة ماذا نسميها ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق