بوتخريط يكتب: عن الثالوث الجهوي: وجدة، الدريوش والناظور.. لمن لا يستبين الجرح.. الجرح أدرك العظم يا معشر البشر.. .. وما قيل

24 فبراير 2017آخر تحديث :
بوتخريط يكتب: عن الثالوث الجهوي: وجدة، الدريوش والناظور.. لمن لا يستبين الجرح.. الجرح أدرك العظم يا معشر البشر.. .. وما قيل

محمد بوتخريط: هولندا

أعلم أن كلامي لن يعجب الكثيرين..هناك من سيسخر منه و هناك من سيعتبرني ابالغ وهناك من سيرد..ويقول “متخاذل”،
لكن لا يهم فمدينتي أهم.

أين كنا ….حين…؟
كان كافيا أن يظهر رسم بياني توضيحي كشفت عنه المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة، يؤشر على النسبة المئوية للميزانية التي تُخصصها الوزارة الوصية للاستثمار في القطاع الرياضي، للناظور، من مجموع ميزانية جهة الشرق، حتى نملأ الشبكات الاجتماعية “ضجيجا” بسبب ما “فُضح” امره ، وجهنا كل أنواع الشتائم “للآخر”، حاكمنا الجهة وحكمنا على وجدة بجهنم..
الحقيقة أن وجدة،وجهتها وبعيدا عن خلفيات الحدث أو ما وصلها من “الغنيمة” لم تخطئ ، فوجدة، فهمت الامور جيدا،وجدة مدينة “الرجال” {كما يعبر الوجديون }يكمن سرها في عمل دؤوب وبهدوء لمسؤوليها وهو أساسي في علاقة مسؤوليها وبرلمانيها ومستشاريها الجهويين الممثلين لها بها .. وهي علاقة جدلية لا تخلوا من الصراحة والمصداقية والمسؤولية ونكران الذات.
وإقليمنا لم يشهد منذ سنوات عدة مثيلاً لما يشهده حالياً من تدهور شوه كل ما كان يعزه في تاريخه من قيم مادية وروحية، وهو تدهور لا يمكن عزله عن التدهور الشامل الذي اصاب المجتمع الناظوري ولا سيما في العلاقة المتبادلة بين المجتمع من جانب ومسؤوليه من جانب آخر.

فإن كنا نريد أن نصلح علاقتنا بمدينتنا وباقليمنا فما دخل وجدة في الامر، ألا يسمى هذا أقل شيء “نفاقا” مع سبق الإصرار…
ومستشارينا الجهويين الممثلين لنا وللإقليم لم يقولو يوما “ لقد فعلنا …” بل نسمعهم فقط يقولون “ سنفعل …وسنفعل ”.
ان مرارة الواقع الحالي كان لا بد او من المفروض ان تدفع المسؤولين من مواقع الاحباط واليأس الى مواقع الجد والعمل الجاد. و هي مسألة تعتبر من اهم القضايا المصيرية على اساس ان العمل مسؤولية والمسؤولية موقف، والموقف قرار جريء تمتلئ معانيه بالتضحية ونكران الذات و جعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
كثيرون منا ومنهم نتحرك فقط في المناسبات وتحت المكيفات ننشر تغريدات على تويتر نطالب بترحيل هذا وذاك ، بتهمة ما نعتبره “حيفاً” يطال منطقتنا … تطغى علينا علاقاتنا الحميمة والزبونية والعائلية في تعاملنا مع مسؤولينا.
لكن وما دمنا نعيش تحت سماء هؤلاء علينا أن نألف الصخب والضجيج ، نستمتع بالجعجعة..أصبحنا نشبه طائرة الهليكوبتر، ضجيجها أكثر من سرعتها.

كلامنا كثير وافعالنا لاشيء ..اصبحنا فعلا “ظاهرة صوتية” صوت عقولنا اصبح معطلا وليس لنا من عمل نجيده حد التميز سوى الصراخ والتنديد والضجيج.
حتى أصبح ضجيجنا مرتبط بكل مناسباتنا السعيدة منها والحزينة حتى بتنا، إضافة إلى كوننا ظاهرة صوتية، نُعتبر ظاهرة مناسباتية…ولا نتحرك إلا حين نسمع الزغاريد او حين يقع الفأس في الرأس..
ومستشارينا الذين فوضناهم ليتحدثو باسمنا باتو فقط يتبارون في “فعل الخير” والتقاط الصور للتبجح بها على “فيسبوكاتهم” و”إنستغراماتهم” و”تويتراتهم” وتجمعاتهم وغيرها.

وبالمقابل من ذلك فنحن نعلم جيدا أن “القوي” هو الذي يعمل، وهو الذي يُملي قراره، وبالتالي هو الذي يسيطر، والضعيف هو الذي يملأ وقته بالتبجج والضجيج والنواح…والضعيف هنا هو للأسف الشديد ، نحن… ومعنا كل مسؤوليي المدينة.
اين كنا ومعنا مسؤولينا في المدينة حين كان الاخرون “يهربون” المشاريع التي كانت مبرمجة بأقاليمنا، صوب اماكن أخرى ومنها إقليم وجدة، اين كنا حين هربو مشروع إنجاز المركب الرياضي، والمركز الإنكولوجي وآخرين… ماذا كنا ننتظر أكثر من تخصيص حصة الاسد من ميزانية مجموع أقاليم الجهة الشرقية، لفائدة مدينة وجدة مقابل استفادة أقاليمنا الناظور والدريوش من الفتات ..
أين كنا حين كان الاخرون يواصلون نهب ما تبقى بل وكل ما تبقى.. حتى لم يبقى أمامنا إلا الفتات بل ما هو أقل من الفتات.
أين كنا؟
حتى نطالب اليوم، واليوم فقط ،من المستشارين الجهويين الممثلين للإقليم، بتقديم استقالة جماعية والانسحاب بشكل مستعجل من تشكيلة مجلس جهة الشرق، كتعبير احتجاجي .. بدل مطالبتنا لهم بالاستقالة من الحياة السياسية كلها.
أين كنا حين تشكَّل هذا المجلس أصلاً…مجلس جهة الشرق؟
اين كان هؤلاء من كل “الحيف” الذي طال منطقتنا و منذ سنوات من الزمن، نتيجة انضمامها إلى التقسيم الإداري السابق والتقسيم الجهوي الحالي الذي يجمعها بأقاليم الشرق وعاصمتها الدائمة وجدة.
أين كان مرؤوسينا الذين صرحوا ذات مساء إنتخابي أنهم “سيقلبون الطاولة” في وجدة ؟
أين كانو ؟
لنأتي اليوم..واليوم فقط لنطالب بتخويل إقليميْنا الناظور والدريوش تأسيس جهة موحدة للاستفادة من ميزانية مواردهـا، بدل تهجيرها صوب الأقاليم الأخرى، أو إلحاق ذات الإقاليم بجهة الشمال.

ان ما حدث نتحمل مسؤوليته جميعا…كلنا كأبناء الريف، تقاعسنا عن القيام بواجبنا تجاه الاقليم حتى اصبح مكانا غير ملائم للعيش يفقد فيه الانسان شهية الحياة وقبلها كرامته .. لذا كان يجب على الجميع التكاتف والعمل من اجل مصلحته والتي يقف امامها بعض المسؤولين الفاسدين والسماسرة المفسدين الذين حولوا حياتنا الى جحيم بسبب اهمالهم للمواطن واهتمامهم المتواصل بمصالحهم الشخصية والحزبية أحيانا.. لذا فإن زوالهم هو الخطوة الاولى في تحقيق احلامنا.
وبدل أن نحمل المسؤولية لوجدة وللجهة أو لفلان وفرتلان لنحاسب أنفسنا أولا ماذا فعلنا نحن؟ سنوات وسنوات وسنوات وملفات مشاريع الاقليم مرة فوق الطاولة ومرة تحتها.. هاهي بيد هذا لا بيد الآخر.. سمعنا تهنيئات وتبريكات ونحن لا نجني في الواقع سوى إحباطات ..و إحباطات..
وها نحن نبكي الأن..

لنحاسب إذن ، مسؤولينا في الاقليم.. لنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا..نحن من يتحمل المسؤولية..
ومن يهرب من المسؤولية ولهيب الواقع ويختبئ وراء الشعارات والتنظير العقيم وبعض الجمل الثورية التي نرددها في خرجاتنا التي لم تخلو هي الاخرى من حماقاتنا وانقساماتنا..فلينتظر اكثر من هذا.
اين كنا..حين…وحين…وحين….

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • Mighiss
    Mighiss منذ 7 سنوات

    Bien dit Si Boutakhrit

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق