خواطر من فوق الحراك

16 يونيو 2017آخر تحديث :
خواطر من فوق الحراك

عزالدين شملال
خرج إلى ساحة التحرير وكله أمل في التغيير، تغيير الظلم والفساد والاستبداد، تغيير مغرب يتحكم فيه عفاريت وتماسيح هيمنوا على خيرات البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فنهبوا أموال الشعب وسرقوا أحلام الشباب !!
انخرط في ترديد الشعارات بدون تفكير، كرامة .. حرية .. عدالة اجتماعية ..
فلطالما حلم بعدالة ينعم بها الجميع، وبمساواة يحس من خلالها بآدميته التي استكثرها عليه من يعيثون في الحكم فسادا وفي ثروة الشعب نهبا .
أقسم مع الحاضرين على الصمود وعلى عدم التراجع حتى تلبية المطالب وانتزاع الحقوق، فحق الحياة الكريمة، وحق العمل والتعليم والتطبيب حق مشروع ينص عليه الدستور الممنوح .
رفع يديه عاليا راسما إشارة النصر ..!!
النصر على الخوف الذي جثم على صدور المغاربة لسنين عديدة، فجعل منهم قطيعا ينتظرون أن يفعل بهم ولا يفعلون، لا حق لهم في التفكير ولا في تقرير مصيرهم واختيار حكامهم .
عاد إلى منزل أهله منتشيا بكل هذه الشعارات التي رفعت داخل الحراك، وقبل أن يضع رأسه الحالم على وسادته سمع طرقا عنيفا ورنينا مسترسلا على جرس الباب، وبعد ثانية من الزمن كان محاصرا بجمع غفير من رجال الأمن الذين كسروا أي شيء طالته أيديهم قبل أن يذهبوا به إلى مخفر الشرطة مصفد اليدين، انهالت عليه الضربات من كل جانب مستفسرة إياه عن الجهة الممولة لضرب استقرار الوطن، تساءل في نفسه عن أي وطن يتحدثون، وهل زعزع استقرار الوطن إلا هؤلاء الذين أمروهم باعتقال شرفاء الحراك ؟
وبعد أيام قليلة عرض على القضاء الذي أدان استقلاليته قبل أن يدين هؤلاء الرجال بأحكام حبسية ستصبح وسام عز للبطولة و الإباء والنضال .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق