منبر الرأي : الورياشي يكتب ..المجتمع المدني بالناظور بين ثقافة الإرتقاء وثقافة الإرتزاق !‎

3 ديسمبر 2016آخر تحديث :
منبر الرأي : الورياشي يكتب ..المجتمع المدني بالناظور بين ثقافة الإرتقاء وثقافة الإرتزاق !‎

أريفينو زكرياء الورياشي

  عرف إقليم الناظور في العشر سنوات الأخيرة ، ظهور فعاليات جمعوية كبيرة في الميادين البيئية و الرياضية و الإجتماعية وخاصة الثقافية ، حرصا على تطوير العمل الثقافي و الفني بالإقليم المنسي مقارنتا بباقي المدن المغربية ، التي كان همها الوحيد هو التراكم الكمي ، ولم تفكر في الإشتغال من الزاوية المعرفية و الإهتمام بالقضايا الراهنة للثقافة والفن ، بمشروع ثقافي يجيب نسبيا عن الأسئلة الحقيقية التي تهم هذا القطاع في علاقته بالواقع و المجتمع الناظوري والمغربي عامة .  ونعني هنا بالمشروع الثقافي ، التعامل مع القضايا الثقافية الكبرى ، في إطار إستراتيجية التجديد و البحث عن مكامن الضعف و القوة في معالجة هذه القضايا ، التي تغيب في غالب الأحيان عن تصور وسياسة تدبير بعض الجمعيات ، بما فيها الجمعيات التي تنظم المهرجانات الكبرى بإقليم الناظور .  وإنطلاقا من تجربتنا الإعلامية و الجمعوية المتواضعة الأقرب للحديث عن الموضوع ، فإن مدينة الناظور تعرف ركودا جمعوي غير مسبوق ، خاصة في هذه السنة التي عرفت مرور إنتخابات 7 أكتوبر ، حيث عملت مجموعة كبيرة من الجمعيات مع أنظمة سياسية لإنجاح الحملات الإنتخابية ، عبر تنظيم أنشطة فنية و ثقافية لها خلفيات سياسية .  وقد بدء الرأي العام الناظوري ، في إكتشاف (بالأرقام) أن هناك جمعيات محلية هي عبارة عن سراب أو شبح لا وجود له على أرضا الواقع من حيث الممارسة الجمعوية (رؤساء جمعيات يعملون تحت أجندة أحزاب سياسية) ، وبالرغم من ذلك  ، توصلت بمنح مالية ضخمة ، ولم يظهر لهذا الدعم أي تأثير أو أثر على أرض الواقع بمدينة (أغلق أنفك فأنت بالناظور) .  ونستخلص من هذا ، أن هناك حيفا وظلما حقيقين على مستوى تكافئ الفرص و الإستفادة من المال العام وصرفه في الإتجاه الصحيح ، نظرا للركود الجمعوي ، و ظهور مجمتع مدني “موسمي” ، يظهر قبل دخول الإنتخابات سنة أو سنتين ، ويختفي بعدها كالشبح أو السراب ، ومع كل هذا نؤمن بضرورة فتح كوة نور في ظلام دامس يعرفه المجال الجمعوي بالناظور ، عكس ما تعرفه بعض المؤسسات الثقافية من دهم مادي في إطار “الإرتزاق” ، دون أن تساهم أو تقدم شيئا ملموسا خدمة للمواطن الناظوري و المغربي ، وهذا في تقديري ما يهدد القطاع الجمعوي ، الذي إنبطح للإنتهازية وإستغلال الفرص ، خدمة للأغراض الشخصية الضيقة ، التي تتنافى مع طموحات الساكنة الناظوري  التي تسعى لأحلام و إنتظارات ترقى إلى تطلعاتها الثقافية و الفنية .

7594915-117277607594915-11727760

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • اشنيار
    اشنيار منذ 7 سنوات

    لقد إنفرط عقد المجتمع تحت ضربات معاول التشكيلة الإقتصادية الطفيلية المبنية على الشره والربح السريع (ريع الخارج ، الطرافيك ، المخدرات …الخ من الموارد الهدامة فلم يعد هناك لا مجتمع بدوي ولا مدني يعول عليه للنهوض من جديد . لقد حلت ثقافة التسول والإرتزاق لدى الجميع !!!! حتى السلطة المنتخبة باتت وسيلة للإرتزاق والرضاعة من ضرع الجماعات لا هم لدى أصحابها سوى اقتناص الفرص أيا كان مردودها إبتداء من تعويضات التمثيل وإنتهاء بما حرم الله .

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق