منبر الرأي: سعيد شعو تجسيد للأمل المفقود في تحقيق العدالة

18 مايو 2015آخر تحديث :
منبر الرأي: سعيد شعو تجسيد للأمل المفقود في تحقيق العدالة

said_963278832منذ أيام ليست بالبعيدة، عرفت الجرائد الإلكترونية الوطنية حملة من المقالات  حول تسريبات وثائق سرية خاصة بوزارة الداخلية تم نشرها على صفحة الفيسبوك لسعيد شعو البرلماني السابق لمدينة الحسيمة عن حزب العهد وفي مرحلة “فك الإرتباط” مؤسس لحزب العهد الديموقراطي و التي تشير إلى أنه تم التؤامر على حزب العهد من أجل حله ، بالإضافة إلى وثائق أخرى تدين شخوص ريفية بالخيانة و التجسس لصالح الإستخبارات قصد توريط أشخاص بعينها ، لكن الذي نستغربه فعلا أنه رغم التحولات الإجتماعية و البنية النظامية لمغرب ما بعد 2011 ، الذي عرف تعديلا دستوريا و إصلاحات قانونية تمت المصادقة على بعضها و بعضها لازال في رفوف مكاتب الحكومة، فإننا لم  نر تحركا  لفتح تحقيق من طرف وزارة العدل و الحريات  في شأن الوثائق المسربة حول إذا ما كانت حقيقية أم مزورة ، و ما إذا كانت حقيقية كيف تم وصولها إلى يدي سعيد شعو، وإذا كانت المسألة يتم البحث فيها سريا ، فإن من واجب مغاربة عهد ما بعد دستور 2011 أن يعرفوا حقيقة ما يقع .

و أمام هذا الصمت الذي يلف الأمر، لم نتجاوز حق السؤال دون البحث عن حقيقة الأمر كوننا نعلم علم اليقين أننا في بلاد و إن تغيرت دساتيرها و رممت ترساناتها القانونية لن تعبر جسر الرواسب المتحكمة في تدبير سياستها و هي عقليات راكمت الحقد لكل إرادة حقيقية للتغيير و التقدم نحو الحداثة و دمقرطة الحياة العامة و هنا ليس من الحكامة الجيدة أن نخلق أجيالا تحمل الرواسب و التراكمات السلبية، و ليس الأمر يتعلق هنا بالريف أو حزب العهد أو حتى سعيد شعو الذي خرج من دوامة الصمت بعد أن استنفذ كل السبل إلى تحقيق إنسانيته بعد أن انتهكت بإسم “الوطن”، سعيد شعو الرجل الذي عرفناه مواطنا مغربيا بهوية أمازيغية و بقيم نبيلة و مناضلا معنا  في تجربتي حزبي” العهد” و “العهد الديموقراطي”، حمل أحلام المعاناة و طموح هوية أمازيغية باتت تفقد اليوم  قيمها ،و خرج خاوي الوفاض من هوية الوطن مستبدلها  بكتابة سفر الشتات لبناء هوية على وطن غريب. فالصورة لا تكتمل أبدا في مغربنا فالتاريخ يكرر نفسه، انعدام الديمقراطية و تحكم لوبيات في المشهد ، تحرك المواطن بشتى الحبال لتلعب بالمصائر و تحقق المآرب المنشودة، شياطين المغرب في كل مكان حتى الصحراء عرفت هذا الشتات، فالمعاناة تتكرر لكن الضحية ” الهوية ” تنقرض و أسر تتشرد و معالم مجتمعات تنمحى مع الزمن من الخريطة ، فاليوم معاناة داخل الصحراء و خارج حدودها، انتهاكات لحقوق الإنسان في مخيمات تيندوف و معاناة للنساء و الإطفال، و هذه ليس مجرد شعارات ترفع أو بروباغاندا سياسية  نريد من خلالها التملق للمغرب، بل حقيقة و واقع مجتمع انفصل عن جذوره وعن أصوله ليعيش على أرض دولة غريبة عنه تحت شمس غير شمس صحرائه وتحت سماء و قمر لا يضيء إلا حزن الفراق.

فدائما يبدأ التاريخ  بإعلان الإنفصال و لكن الغد يحمل فراق الأهل و “الهوية ” أجيال بعدها تعيش غريبة داخل جسد بلا روح  فوق تراب غير ترابها .

سعيد شعو الذي احترمناه و لا زلنا نحترمه – و إن كنا نختلف معه في قناعاته الجديدة – هو تجسيد اليأس المفقود في زمن البحث عن تحقيق العدالة في وطنه، فاختارالعيش إكتفاء ب”هوية” بلا وطن، وهذا اليأس الذي تسرب إلينا  -اليوم- بعد علمنا بدناءة المؤامرة على حزبنا، سنعيش بعده الأمل المفقود في وطن قد يتغير ، فكل الجهود التي نراها  من انخراط المغرب في كل المواثيق الدولية و بناء تشريعي على مرجعيات عالمية، نجد الهوة أصبحت أعمق مما كانت بيننا و بين الوطن الذي نحبه، فقدنا الأمل مع مؤامرة ضد انتماء حزبي بنيناه مع نجيب الوزاني و سعيد شعو و مواطنين و مواطنات حقيقيين .

بشرى عبد الدائم

عضو المكتب السياسي لحزب العهد الديمقراطي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق