منبر الرأي من هولندا: رسالة من مواطن ناظوري بسيط الى سليمان حوليش??

10 أكتوبر 2015آخر تحديث :
منبر الرأي من هولندا: رسالة من مواطن ناظوري بسيط الى سليمان حوليش??

nador28421محمد بوتخريط هولندا

رسالة من مواطن عادي الى مسؤول منتخب..
الى السيد رئيس الجماعة الحضرية للناظور.

أحيانا .. يبلغ فينا الضجر حداً نفقد معه الرغبة في الكلام .. بل وفي كل شيء .. واليوم أكثر ، ولكن حين نرى المدينة وقد تعبت من حمل أوجاعها .. وضاقت من طول حرمانها..ومن سخافات بعض ساكنيها !! نصرخ عاليا في وجه كل من تسلم مواقع المسؤولية فيها.. وكل من رفعوا الشعارات والتصريحات والدعايات الانتخابية واوهمونا باننا قادمون في مدينتنا على مستقبل واعد وحياة افضل لنا ولاجيالنا القادمة .. نصرخ في وجه كل من باع واشترى وتاجر بشعارات الشفافية والنزاهة.. والعمل لمصلحة المدينة..
كيف السبيل اليوم لإنقاذ مدينة باتت من كثرة الآلام ركاماً لا حياة فيها ..؟

سيدي الرئيس..
اليك كمسؤول منتخب.. ومني كسائر ابناء المدينة ، مواطن عادي.. تحية واحتراما واجبين .
لا يخفي عليك سيدي الرئيس أن في هذه الأيام يتابع الشارع الناظوري بشغف شديد ما يدور من حوله من أحداث حول الشأن المحلي .. ومصير انتظارته إزاء التغيرات التي عرفتها و تعرفها الساحة السياسية بالمدينة لا سيما بعد الانتخابات الاخيرة..وما عرفته ذات الانتخابات من ميوعة وخروقات احيانا، وتحركات عرفتها الساحة السياسية الناظورية بعد اعلان نتائجها..
سؤال واحد ملح يشغل بال الشارع.. هل سيكون في الأمر ما يسر ساكنة في حاجة إلى من يرد الاعتبار لها وللمدينة كينونتها المؤسساتية…ام ان الامور -وكما العادة- ستبقى على حالها ، ولربما تسوء اكثر..؟.
سيدي الرئيس..
قبل الكشف عن جراحات المدينة وانتظاراتها يرجى فقط قراءة واعية ومتأنية ومن دون تأويلات وخلفيات سوى إبلاغ صوت مواطن من مدينة أثخنتها الجراح..
ومن دون مقدمات اكثر.. مُخاطبك سيدي الرئيس من ابناء المدينة يحمل هم مدينة تكدست عليها مشاكل الدنيا من كل الجهات..ويرجى أن تأخذ خطابي كما جل الامور على محمل الجد ومسؤولية الخطاب.

صحيح..(سيدي الرئيس )! اني وآخرون مثلي (ربما) لسنا ضالعين في امور كثيرة مثلك … لكن ، تستوقفنا مشاهد الفقر والظلم في المدينة …تحرك فينا اسئلة وزوابع كثيرة.. لعلها وصلت او ربما لم تصل الى انظارك ومسامعك بحكم المشاغل الكثيرة وحجم المسؤوليات ..
لا ادري فعلا ، ان كنت تعلم بها ..
فهل (سيدي الرئيس ) تعلم فعلا ما تعانيه ساكنة هذه المدينة الصامتة تحت وطأة التهميش والإذلال ..؟
أكيد انت على علم بذلك !!
و إن كنت لا تعلم فاسما ما رأيت وما سمعت…
هي امور ليست بجديدة..- سيدي الرئيس- فقد تم التطرق اليها مطولا من قبل العديد من الغيورين على هذه المدينة .. كتبوا عن تلوث الحياة بالمدينة والدعوة لمعالجة مشاكلها و تحديث الآليات والأنظمة التي تساعد في ذلك…بل وقدموا ادلة واضحة ، دامغة على عدم صلاحية عقليات بعض مسؤولي المدينة..ودونت الجمعيات والهيئات بلاغات كثيرة في الامر . من جهته تناول الاعلام المسموع و المقروء فى قضايا عديدة تشغلنا بالمدينة ..
فكان في كل مرة يخرج ( من سبقك من ) المسؤولين بتبريراتهم الواهية وبان الامور قد تمت معالجتها وحصرها .وانهم في متابعة دائمة لتنفيذ أهداف التنمية في المدينة وجميع المشاريع التنموية “العملاقة” المزمع القيام بها. ليبقى الامر في الاخير ، كلام في كلام ويبقى مستوى التنمية في المدينة بالتالي لا يتعدى حدود إسم “تنمية”.

انا هنا -سيدي الرئيس- وعمدا مع سبق الإصرار ..اكتب فقط من أجل تبليغ الخبر إليك ومن دون مجاملة ولامحاباة لأن مصيرالمدينة فوق كل اعتبار .
لقد اصبح فعلا من الصعب جدا أن نجد شارعا نظيفاً في الناظور..والحال يغنى عن السؤال.. النفايات منتشرة في كل مكان ، تملا شوارع المدينة وازقتها واسواقها فلا المجالس البلدية والجماعية المتعاقبة بقادرة على حل هذه المعضلة ، ولا المواطن الذي لا يكلف نفسه برفعها ورميها بالأماكن المخصصة لها..
هي ربما ذات الصورة “القاتمة” التي دفعتك… لتنظيم تلك الحملة اياها .. مبادرة شجاعة كانت، شجعناها حينها بل ودعونا لدعمها.
لكن- سيدي الرئيس- ، فحتى ننعم فعلا بنظافة حقيقية في مدينتنا لابد كذلك ان تتوفر كل الامكانيات التي تسمح بتنظيف الشوارع والقاء النفايات في الاماكن المخصصة والتي يجب ان تعم كل زقاق وشارع .
لقد أصبح الزوار- سيدي الرئيس – يسبوننا ويعيروننا بالازبال التي تستقبلهم : فهل تقبل ان تكون انت كذلك طرفا معنا في هذا الوضع المشين المذل والمهين ؟
طبعا !! سيدي الرئيس -، سيكون ردك بالنفي (لا)..هكذا هو حالكم ، انتم الغائبون كليا عن المدينة !!
إذن ، يرجى منك الانخراط معنا في البحث عن سبل أخرى..عن كيف يمكن إخراج المدينة مما هي عليه ..
ولاننا لانريد لهذه المدينة سوى الخير فإننا ننتظر منك ردا عمليا..
لا نريد كلاما معسولا عن إنجازاتك ، بل دع إنجازاتك تتكلم عنك،وتذكر ان يوم ما ، آتٍ ..ستغادر منصبك ذاك، وعندها او بعدها ستنكشف الحقائق كاملة، الحقائق التي مهما اجتهدتم في إخفائها اليوم لابد أن تظهر على السطح يوما ما … كما نحن اليوم نتصفح حقائق من سبقوكم ، وعندها سنكتشف والجميع معنا ، أنك كنت أم لم تكن في المستوى ..! فالاعمال الصحيحة سيدي الرئيس هي وحدها الناطقة بالحقيقة..تظل راسخة، ممتدة الجذور إلى الأعماق، تروي المجتمع بثمرات إنجازاتها، راسخة وعميقة وثابتة.وبها يترسخ اسمك في الاذهان ويتذكره التاريخ..ويتذكره ابناءنا من بعدنا.

سيدي الرئيس..
اعلم ان لك انت كذلك احلام يغطيها سقف من الطموحات بل والمناصب كذلك ،خاصة القيادية منها ، انتم كلكم هنا تتشابهون، تكادون لا تستقرون على إحدى درجات سقف طموحاتكم حتى تتطلعوا سريعا إلى الدرجة التي تليها..وهكذا دواليك..وطبعا الاكتاف التى تتسلقون عليها لتعلوا على حسابها وتبنون مكانتكم جيدا..هي ( وبكل أسف ) لنا نحن اهل المدينة!!!

لُطفا سيدي الرئيس ، فانا هنا لا اختصرك ولا اقلل من قيمتك ولا اقيم عرس موت ( سابق لاوانه) على شرفكم ولكن دعنا فقط و للمرة الاخيرة ان نكون جزء من قراراتكم .. فانا لا اريد من خلال هذه الإطلالة اكثر ، من إثارة انتباهك إلى إنتظارات اهل المدينة التي انت احد أبنائها،هي انتظارات بسيطة متواضعة ، بل ان الكثير منها مكتسبات اغتُصبت واندثرت بفعل الإقصاء والإكراه وهيمنة البشاعة و”اللاتنظيم” الذي طال المدينة .
ففي المدينة سيدي الرئيس تمة اشخاص يشكلون لوبيات الفساد تماما كما داخل مصالح البلدية التي تحكمها اليوم .. يتحكمون في مصائر العباد ومصالحهم حسب هواهم لا يعيرون لهم اي اهتمام.. هي منظومة فساد سيدي الرئيس حان الوقت لمحاسبتهم حتى يعتبرو..

أنا اليوم أطل عليك ..فأنت اليوم رئيس، الشاب الذي قلب الخارطة الإنتخابية بل والساسية بالمدينة .. وانا المواطن العادي ابن المدينة التي سترأس جماعتها الحضرية ..
تكتسحني اسئلة أخرى كثيرة بسيطة و مشروعة جدا . اعلاه بعضا منها .. وأول وآخر الحكاية تساؤل ملح..هل هو منوال السلف ما تنوي السير فيه أم ستبحث لك عن تميّز يذكرك به ابنائنا و يذكرك به التاريخ ؟
والتميز في يدك..فأنت اليوم رئيس، تكفيك نظرة خاطفة لماضي المدينة لتعرف كم كان التهميش والاقصاء و الإجحاف حليفها وحليف فئات واسعة من ساكنة مدينة مغلوب على امرها..مدينة اسمها ‘الناظور’ و انت الان تشرف على رسم خريطتها ، فهل انت كذلك ستحابي تلك الفئات إياها.. تلك التي سلاحها النفوذ والمال والمحسوبية والقرابة وتوصيات الأوصياء.وتنسى تلك التي انت تنتمي اليها، الفئات الاجتماعية الهشة والمتوسطة ، في الاحياء الشعبية الهشة والمهمشة .
المفروض…أنت اليوم-هنا أدرى…فأنت اليوم رئيس،
هذا سيدي رئيس المجلس الحضري، غيض من فيض..هناك ملفات عالقة حارقة أخرى كثيييييرة تنتظر الحل وعليك البحث عنها وفيها..

فلا تدير ظهرك لوقفات المعطّلين .. فبإمكانك صنع “الحل”.. لا عذر لك هذه المرة لم تعد فقط “نائبا”، فأنت اليوم رئيس، هم أولى بالرخص..هم اولى بسندات الطّلب ، هم أولى بالأكشاك، هم أولى بالمناصب على قلّتها وعلاّتها.هم أولى ولو ببعض ما “يُرمى” من مال المدينة داخل حسابات جمعيات لا وجود لها إلاّ على الورق ؟
وانت هنا أدرى مني بالقصد ، وتوقعات الضالعين بالشأن المحلي أكدت وتؤكد أن الجمعيات “الكبرى” “أكلت” من مال المدينة أكثر مما أعطت،
فكثيرا من التعقل وقليلا من الولاءات والمجاملة والمحاباة يكفي لتوفير الملايين.
وان كان في الامر ضرورة .. سيدي الرئيس فتذكر أن الجمعويين الحقيقيين يطردون ويهمشون وتغلق في وجوههم منافذ الدعم ليس لشيء سوى أنهم شرفاء ونزهاء، فلا تشيح نظرك عنهم .. فإليهم الاهتمام وردّ الاعتبار.

في المدينة سيدي الرئيس تُنتزع بعض أراضي الفقراء لتُنشأ عليها ما اصبح يصطلح عليه “المصلحة العامة” او “مارتشيكا” او ما شابه هذا وذاك.”.بضع” ارباع المدينة بُني على ركام أراضي البسطاء بعد أن اُنتزعت منهم انتزاعًا لصالح “المصلحة العامة” في الوقت الذي تُفصّل بعض الشوارع في المدينة على مقاس رغبات النافذين فيها وتفصل المسالك والمنعرجات لتفادي جرح مشاعرهم ..ولكم في الناظور الجديد كما القديم ما سألتم..
الفقير في مدينتي سيدي الرئيس يغرق في مستنقع تعقيدات “الشهادات” والرّخص في الوقت الذي تُمنح للمقرّبين عبر”الواتساب” او”التويتر” وأحيانا خارج الضوابط والقوانين .
لذلك سيدي الرئيس أعذرني إن أنا همست لك اليوم بأن التفويض الذي-ربما- قد تمنحه لاحقا للبعض من باب العمل ربما بالقوانين او الاعراف ، قد يُستغل ( لا قدر الله ) في غير المُرجى و المُنتظر منه ، وسيطرق بابك بعد ذلك الكثير من المتضررين يقدمون تظلماتهم و يشكون لك رشوة ووساطة وجور وظلم هؤلاء لهم، فاجعل شعارك ” إعطاء كل ذي حق حقه ..لا تهاون ،لا تساهُل ، لا محاباة ولا ميل مع البعض وإعطائهم ما لا يستحقونه .. هو العدل والإنصاف ..و لكلّ ذي حق حقه”.

وأخيرا وليس بالأخير سيدي الرئيس انت تعلم أن الناظور مدينة أمازيغية ، ولها في التاريخ ما تفخر به، البعض منه بلون أحمر قان؛ لون دماء أبناء الريف..هذه الأرض المعطاء التي لم يعترف لها ” الكثير” لحد اليوم بهذا العطاء.
هذا التاريخ سيدي الرئيس هو طبعا من حقنا ومن حق أبنائنا علينا أن يعرفوه، وانت اليوم رئيس وتملك إمكانية حقيقية في هذا المجال بالذات،
طبعا لن انسى هنا التذكير بما قام به رئيس مجلس البلدية السابق ، وفي خطوة غير مسبوقة، حين حاول تعميم علامات تشوير أمازيغية داخل المجال الحضري للمدينة منذ سنوات، والتي حالت قرارات ما من عمالة الإقليم دون تثبيتها أنذاك…واليوم ربما تملك إمكانية تثبيتها ..تماما كما تملك اليوم إمكانية الانتباه إلى مسألة الذاكرة الجماعية. من خلال رد الاعتبار للاشخاص الذين قدموا للمدينة الكثير وللمعارك التي عرفتها المنطقة والى شهدائها بإطلاق أسمائها وأسمائهم على أحياء وشوارع المدينة التي ترسم اليوم خريطتها ، كيف نجد الاماكن في الناظور تسمى “ المغرب العربي” و “ الجاحظ” و” الخوارزمي” و “الكندي” و…”النعناع”؛ بينما عناوين مجد الريف غائبة ..!!!؟

أخيرا سيدي الرئيس وليس بالأخير، الحديث عن المدينة لا ينتهي وسرد جراحاتها قد يطول .. املي ان تكون الرسالة واضحة والمقصود…وصل ..
و…هنيئا لكل مسؤول صادق لا يخدم غير احتياجات المدينة وأهلها.

تحياتي من خالص القلب..
إمضاء :مواطن ناظوري

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • rayan
    rayan منذ 9 سنوات

    كلمات في الصميم، ارجو ان تصل الى اذن السيد الرئيس وان يستوعبها. مثل هذه الارآءأو حتى بعض الانتقادات التي قد توجه اليه هي في الحقيقة محاولة ،من اشخاص يعيشون بعيدا ،في مدن نظيفة يسود فيها النظام لمساعدته وتجيهه . ذالك من حبهم لمدينتهم وغيرتهم عليها فقط لا غير. اما الذين يطبطبون على الاكتاف بمناسبة او بدون مناسبة، فهم المصلحيون الذين سوف يأتون قريبا بلائحة طلباتهم الشخصية. نحلم بان تستطيع بعض الكلمات البسيطة النابعة من القلب ان تغير قليلا في هذا اليم من الفوضى والوسخ في مدينتنا الغالية

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق