منطقة الريف من الخطابي إلى الزفزافي

26 يوليو 2018آخر تحديث :
منطقة الريف من الخطابي إلى الزفزافي

ندى الشريف

تشهد منطقة الريف، شمالي المغرب توترا منذ مقتل بائع السمك، محسن فكري، مطحونا في شاحنة نفايات، عندما أراد استعادة سلعته التي صادرتها الشرطة منه.

وحاولت السلطات المغربية تهدئة الوضع واحتواء الحادث الفظيع، فأرسلت وزراء وكبار المسؤولين، إلى مدينة الحسيمة، واصدرت المحاكم قرارات ادانة في حق الضالعين في مقتل فكري. ولكن يبدو أن الأمور كانت قد خرجت عن سيطرة المسؤولين.

الزفزافي: رمز حراك الريف المغربي و”وريث” عبد الكريم الخطابي

وتبنى الشارع القضية، في مسيرات ومظاهرات تجاوزت مطالب القصاص والعدالة، إلى العزلة و البطالة والفقر والخدمات الاجتماعية التي تفتقر إليها منطقة الريف، التي تعد من أفقر المناطق في المغرب.

وتقع المنطقة على البحر المتوسط وهي منطقة جبلية معزولة، ويتميز أهلها بالاعتزاز بتاريخ منطقتهم في مقاومة الاستعمار الإسباني.

جمهورية الريف

ويقول التاريخ إنه في عام 1912 توصلت فرنسا وأسبانيا لاتفاق تم بمقتضاه اقتسام المغرب بينهما فخضعت منطقتا الريف والصحراء للحماية الأسبانية في حين خضعت بقية البلاد للحماية الفرنسية.

وبعد الحرب العالمية الأولى برز في المنطقة الشرقية من الريف زعيم بني وريغال الأمير عبد الكريم الخطابي الذي كان الحاكم الفعلي لمنطقته، والذي بدأ عملياته الحربية ضد أسبانيا عام 1920 ،ولكنه توفي في نفس العام، فخلفه نجله محمد، الذي اشتهر بأسم الأمير محمد عبد الكريم الريفي.

وفي بداية عهده تقدم الجيش الأسباني واحتل مدينة أنوال فحذرهم الخطابي من التقدم أكثر من ذلك، ووقع الصدام وهزم الأسبان.

وفي فبراير/شباط عام 1923 دعا محمد عبد الكريم الخطابي كافة قبائل منطقة الريف لاجتماع عام حيث اتفق الجميع على الدفاع عن أرض الريف وتأسيس نظام سياسي فتم تشكيل مجلس شورى عام عرف بالجمعية الوطنية لتنظيم المقاومة الوطنية وإدارة شؤون البلاد.

القضاء المغربي يصدر حكما بسجن الزفزافي 20 عاما

وكانت أولى قرارات المجلس إعلان استقلال الريف وتأسيس الجمهورية، ولكن القوات الأسبانية والفرنسية نجحت في القضاء عليها في 27 مايو/آيار 1926.

ونفت فرنسا الخطابي إلى جزيرة لاريفيون في المحيط الهندي ثم إلى جزيرة لارينيون ثم أخيرا قررت نفيه إلى العاصمة الفرنسية باريس وقد هرب أثناء مرور باخرته في قناة السويس واستقر في القاهرة من ٢٩ مايو/آيار 1947 وحتى وفاته عام 1962.

ضد “التهميش”

في عام 1956 أعلنت فرنسا وأسبانيا إنهاء حمايتهما على المغرب، وباتت منطقة الريف تحت سيادة سلطان المغرب محمد الخامس.

لكن لم يؤد ذلك لاستقرارها، فسرعان ما شهدت حالة من الاضطراب والتوتر في عامي 1958 و 1959 احتجاجا على ما وصفه المحتجون بتهميش المنطقة وسوء أوضاعها فضلا عن استمرار وجود الخطابي وأسرته في المنفى، وقد نجحت السلطات المغربية في السيطرة على الموقف.

 

المحتجون دعوا إلى إطلاق سراح ناصر الزفزافي القيادي بـ “الحراك الشعبي”

وفي عام 1984 تجددت الاحتجاجات في المنطقة ضد ما وصفوه بـ ” التهميش” أيضا، وقد نجحت السلطات في السيطرة على الوضع مجددا.

ملك المغرب يعفي وزراء من مناصبهم لـ”إخفاقهم في تنمية منطقة الريف”

وكانت مدينة الحسيمة مركز الاحتجاجات التي تعرف “بانتفاضة الخبز” عام 1984. وهي المدينة الوحيدة التي سقط فيها قتلى في احتجاجات 2011.

وتتميز منطقة الريف بالخصوصية الثقافية، إذ أن أغلب سكانها ينتمون إلى القبائل الأمازيغية، ولكن هذه الخصوصية أخذت أبعادا اقتصادية واجتماعية.

فمصدر الدخل الرئيسي لأبناء المنطقة هو الأموال التي يرسلها المهاجرون إلى أهاليهم، والتهريب وزراعة القنب الهندي بحسب النشطاء مبررين ذلك بأن الاستثمار في المنطقة شبه منعدم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق