وديع التينملالي برلماني الناظور السابق يكتب: المرشحون باعوا الوهم للناس وسط مشهد سياسي فاسد

15 أكتوبر 2016آخر تحديث :
وديع التينملالي برلماني الناظور السابق يكتب: المرشحون باعوا الوهم للناس وسط مشهد سياسي فاسد

11986954_1117056518323338_2822026024595816804_n-418x280-1-418x280كتب وديع تنملالي

قد يخيل للمرء و هو يطالع الجزء 4 من مساهمتي أنني أدافع عن شخصي و ألقي بالمسؤولية على الغير. إن “مقدمات للفهم و التفهم” (الجزء4)، هي بكل بساطة تعبير عن موقف لفهم متأني لمشهد سياسي و لعبة سياسية عبثيتين، و كذا من مشهد حزبي فاسد تثناتره المصالح الفئوية و الشخصية. فاللازم هو تفكيك أسباب هذه الظواهر و الشوائب الهيكلية من خلال تحليل علمي لاستمراريتها مع ما يترتب عنها من ضياع لفرص التنمية بغية إخراج البلاد من براثين الهشاشة و الفقر و الامية …..إلخ. لن أكون من أولائك الذين يتغنون بالإنجازات لأن التاريخ يسجل فقط الانجازات الحقيقية و الدالة ، و كذا مواقف الرجال و النساء الثابتين عليها دون اعتبار لأي مصلحة مادية أو معنوية. كذلك لا يجب أن يفهم من مساهمتي على أنني أقدم دعما للحركة الشعبية و لمرشحيها إقليميا و وطنيا، اعتبارا لإيماني بمبدأ الثبات على المواقف من جهة و بمسألة التداول الحقيقي على المسؤولية و إعطاء الفرص للشباب و النزهاء و ذوي الأهلية الحقيقين. فموقفي ليس من الأشخاص لأنهم في نهاية المطاف تعبير عن منظومة فكرية و نظم سياسية و مصالح. فنقدي و انتقادي موجه أساسا للاختيارات الحالية و للمؤسسات (حزبية أو غيرها) التي تدعي سدادة قراراتها و توجهاتها. من هنا وجب الفهم و التفهم. الكلام على الوضعية الكارثية و على ضرورة مواصلة الإصلاح هو ضحك على ذقون المواطنين و المواطنات. الكلام عن الحملات النظيفة هو كلام فارغ من أصله لأن المسلسل برمته وجب مراجعته وهذا باعتراف الجميع. فهل يمكننا الكلام عن حملة نظيفة وجل المشاركين فيها مع بعض الاستثناءات يعرفون أن الحملات الانتخابية يسودها كل شيء إلا النظافة ؟ يعلمون علم اليقين كذلك أن ما تبقى من الكتلة الناخبة التي تدلي بأصواتها تتهافت على من يدفع أكثر غير مبالية بالبرامج و بالأشخاص و بكفاءتهم و نزاهتهم.
يعلمون و هم مخطئون أن اللعب على نعرة القبلية هو تميز و عنصرية مجرمة أخلاقيا و قانونيا. فما بالكم أن نرى شعار في إحدى اللوائح الانتخابية المتبارية بإقليم الناظور يشير : ” التزام من أجل الناظور”. فهل نحن أمام انتخابات لممثلي الأمة أم لمدينة الناظور فقط ؟ إننا مع التنمية للجميع و في كل بقاع المملكة. إننا أمام انتخابات برلمانية و ليس انتخابات جماعية. إننا مع برامج و مقترحات علمية، تحدد سياسات عمومية وتضع أليات مراقبة فعلية لأداء الحكومات. فتسويق الوعود و الترهات هي خداع و نصب على المشاركين في الانتخابات الحالية إنهم سواء يسوقون لمشاريع مصادق عليها سلفا أولا تدخل في نطاق اختصاصهم كبرلمانين محتملين. إن القانون يقتضي منطقيا جزر هذه الممارسات. إن الأخلاق تقتضي أن يستحي المرء من تسويق الأوهام و النفخ في الذات. لقد أصبحنا أمام أسواق انتخابية و بموادها الاشهارية تمجد المرشح و تشيد بكفاءته و عطاءاته السياسية و حتى ذكاءه !!؟!. إذ نحن أمام منتوج للتسويق. أصبح المرشحين بضاعة. ألهذه الدرجة تدنى المشهد الحزبي فحين يكون المكون الحزبي فاسدا ، فعن أية نظافة و كفاءة نتكلم ؟ من بين طرائف هذه الانتخابات إقليميا و هو ما صرح به أحد المرشحين مقدما الوعود للساكنة بالاشتغال على تصحيح هفوات التغطية الصحية. فبالله عليكم هل السيد المرشح و البرلماني السابق يعي ما يقول أكيد أن الزمن أخذ منه ما أخذ. وحدهما المؤسسة التشريعية و الجهاز التنفيذي المخولان الوحيدين بتغيير القوانين أو سن مراسيم. و لماذا لم يتم بتقويم الاعوجاج حينما كان الحزب الذي ينتمي إليه في الائتلاف الحكومي أو حتى حين أصبح في المعارضة. إن الكلام عن الفقراء و التباكي على وضعهم هو اعتراف بوجودهم و تهكم على مآسيهم. إن الكلام على القانون و هو يخرق في واضحة النهار بمرأى و مسمع من الجميع يدعو إلى الغضب إنكم من تنتجون الفقراء يوميا و توسعون الفوارق الاجتماعية ، و تشوهون جمالية المدن و تتكلمون و كأنكم من الساسة الكبار و من النزهاء. قد يغفر الله لمن يخطئ و لا يغفر للمنافقين و تجار الوهم و مستعبدي الناس. فحزب الحركة الشعبية مثلا و من خلال قراءة متأنية لبرنامجه الوطني و مرشحه مع احترامي للأشخاص لا يعدو أن يكون إلا نموذجا داعما للعزوف السياسي و للمشاركة السياسية في المسلسلات الانتخابية . فحتى فالحزب الأول في التجربتين الحكوميتين لم يجرؤ على البوح بالحقائق كلها. فما بالكم بحزب (الحركة الشعبية) متحكم فيه داخليا و يشتغل تحت الطلب أن يكون ذي قيمة أو فائدة للمواطن. أستغرب من قلة حياء الناس و من الحد الذي وصل بهم الجبن السياسي و الخذلان و انعدام الأخلاق. فصدق من قال “لهم أخلاقهم و لنا أخلاقنا لعل المهرجان الخطابي الذي حضره الأمين العام للحزب و حليمة العسولي بأفورار خير شاهد على الرداءة السياسية لحزب الحركة الشعبية “. لذا فالواجب اليوم هو فضح هذه الممارسات و هذه اللعبة القذرة و حث المواطنين على المشاركة و التصويت على النزهاء أولا و على ذوي الضمائر الحية، مهما كانت مشاربهم السياسية ولا يعيروا اهتماما للحملات الدعائية الكاذبة و للإغراء المادي. هناك شباب نزيه و طموح. و هناك أناس رفضوا المساومة و الإغراء. فالواجب أن ندعهم و أن نراقب أدائهم و أن نكون بالفعل ترجمة لروح دستور 2011. إننا أمام انتكاسة لم تعرف بلادنا مثيلا لها. إن المفسدين لا يهمهم المعيش اليومي للمواطنين و المواطنات. هناك مرشحون مرضى بمرض الكراسي ، و هناك الانتهازين ، و هناك المصلحين و ليس هناك واحد منهم قادر على البوح بالحقيقة. الفعل السياسي اختيار و مبادئ و قيم، فأين نحن من هاته القيم . إن تيار الردة و البؤس ذاهب إلى الزوال.
أمام كل هذا فإننا كمواطنين و مواطنات مدعوون للدفاع عن كرامتنا و عن القيم العالية التي ميزت الشعب المغربي و عاهله لنقف ضد الفساد الزاحف و ضد التفقير الممنهج لأوسع الفئات الاجتماعية فصوتنا كرامتنا.
إن الشعب الذي ينتخب مرتشين و خونة و نصابين و لصوص ليس بضحية إنه شريك ” جورج أور ويل” فلنستنهض قوانا لكي لا نكون شركاء في اللصوصية و النصب و الاحتيال على إرادة شعب و ملك يطمحان إلى بناء مغرب الغد، مغرب الكرامة للجميع.
في المقال المقبل سأتطرق إلى معطيات إضافية و حقائق بخصوص ما كان يجري داخل الحركة الشعبية بإقليم الناظور و علاقته بقيادة الحزب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليقان
  • مواطن
    مواطن منذ 7 سنوات

    بلا بلا بلا،اصفي على ارض الواقع لاشيء منك ولا من غيرك

  • nsjim
    nsjim منذ 7 سنوات

    Salam anta akbar bae3 alwahm a wadi3 tinamlalin akbar khada3

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق