سمير أجناو
أشتاق كثيرا الى ذلك اليوم الذي يتم فيه إطلاق سراح الزفزافي ورفاقه لكي أبحث عنهم جميعا وأعانقهم عناقا حارا وأهنئهم على صمودهم ثم أشكرهم على ما كابدوه في سبيلنا من تضحيات..إنهم أبطال في زمن يشتكي من ندرة الابطال ورجال عاهدوا الله على قول كلمة الحق وما بدلوا تبديلا ..لا -عكاشة-غيرت مواقفهم ولا قسوة الزنازن دفعت بهم نحو التراجع والاستسلام ومثلما كانوا يناضلون قبل الاعتقال مازالوا يواصلون المسيرة من داخل السجن وهم واثقون في شرعية المطالب التي سجنوا بسببها ..الزفزاقي مواطن صالح وكذلك رفاقه لقد طالبوا بمستشفى لمرض السرطان بعد عرفوا أن نسبة المصابين بهذا المرض الفتاك هم من أبناء الريف الذين يتكبدون مشقة السفر الى المدن البعيدة للاستفادة من حصص علاج مكلف..أمن الزفزافي ورفاقه أن المواطن المريض لا يستطيع أن ينتج لذا طالبوا بعلاجه حتى يساهم في بناء المجتمع ..طالب الزفزافي ورفاقه بمعامل لتشغيل الشباب في منطقة همشت عن قصد وتعاني من ظاهرة الهجرة واستفحال البطالة وهي الوحيدة التى تحظى بالعناية العسكرية دون غيرها من المدن..طالبوا بانشاء نواة جامعية وهي النواة التي كان من المفروض على الدولة ان تنشئها غداة الحصول على الاستقلال..هؤلاء الشرفاء الذين يتم التلاعب بهم اليوم ويشتكون من ظلم المحاكم ويقاطعون الجلسات بسبب ما يسمونه بغياب شروط المحاكمة العادلة لم يقتلوا ولم يختلسوا صناديق الدولة ذنبهم الوحيد هو أنهم وطنين فلو كانوا في دولة ديمقراطية لتم تكريمهم على حبهم للوطن ما أحوجنا الى هذه الشموع التي تحترق لكي تنير طريق الاخرين إنهم علماء حتى وإن كانوا لا يتوفرون على الشواهد الورقية كتلك التي يشتريها أغلب المدللين من الجامعات الاروبية والامريكية فالشواهد العليا ليست مقياسا لقياس الوطنية ..من لا غيرة له على وطنه فلا علم له على الاطلاق..اطلقوا سراح الزفزافي ورفاقه ان كنتم تؤمنون فعلا بالتغيير والمصالحة مع الريف..