في ذكرى مقتله..10 أشياء يجب ان تعرفها عن عمر بن الخطاب.. من سفير قريش إلى مؤسس دولة “العدل”

10 أكتوبر 2015آخر تحديث :
في ذكرى مقتله..10 أشياء يجب ان تعرفها عن عمر بن الخطاب.. من سفير قريش إلى مؤسس دولة “العدل”

عمر الفاروق

عمر الفاروق
 “أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت”، أبرز مقولاته، وقال فيه الواصفون كان قوياً في الحق، رحيما بالفقراء والمساكين، وكان ذا شخصية مهيبة، ورغم ذلك كان سريع البكاء والخشوع بين يدي ربه، وصاحب فراسة نادرة وعجيبة، بشر بالجنة وهو أحد الخلفاء الراشدين.

وصفه

كان متواضعا في الله، خشن العيش، طويل القامة، ضخم الجسم، كثير شعر البدن، أبيض البشرة، شديد الحمرة، يخضب شيبه بالحناء، له شارب كثيف، أعسر يسر “وهو الذي يعمل بيديه جميعًا”، حمل الدرة وأدب بها، وجلد في الخمر ثمانين، يرقع الثوب بالأديم، ويحمل القربة على كتفه، ويركب الحمار عريا، والبعير مخطوما بالليف، وكان قليل الضحك لا يمازح أحدا، وكان نقش خاتمه: كفى بالموت واعظا يا عمر.

إنه عمر بن الخطاب، بن نفيل، بن عبد العزي، بن رباح، من بني عدي، بن كعب، إحدى عشائر قريش، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، في مكة بعد مولد النبي محمد، بثلاثة عشر سنة، ولي عمر الخلافة بعد الصديق، واستمرت خلافته قرابة عشر سنين، وكان مقتله في 25 ذي الحجة سنة 23 هـ، وفي رواية أخرى يوم 26، على يد أبي لؤلؤة المجوسي.

إسلامه

أسلم عمر، وعمره سبع وعشرين سنة، وفي رواية أخرى 29 عاما، وشهد بدرا، وأحدا، وخرج في عدة سرايا، وكان أميرا على بعضها، وهو أول من دعي أمير المؤمنين، وأول من كتب التاريخ، وجمع الناس على التراويح.

سبب تسميته بـ”الفاروق”

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،: “إن اللّه جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق اللّه به بين الحق والباطل”، وعن أبي عمر ذكوان قال: “قلت لعائشة: من سمي عمر الفاروق؟ قالت: النبي عليه السلام”.

إن لتسمية عمر بالفاروق علاقة بظهور الإسلام، فإن المسلمين قبل إسلامه كانوا يستخفون في “دار الأرقم”، ويؤدون شعائرهم الدينية في منازلهم، فلما أسلم قال لرسول الله: ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟، فقال “بلى، والذي نفسي بيده إنكم لعلى الحق إن متم وإن حييتم”،  قال: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، قال: فأخرجنا في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر حتى دخلنا المسجد، فنظرت إلي قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله: “الفاروق”.

ذكره في القرآن

قال تعالى “أَلمَ تَر إِلَى الَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُم آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنْزِل مِن قَبْلَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ”، سورة النساء الأية 60، نزلت في رجل من المنافقين، يقال له بشر،  كان بينه وبين يهودي خصومة.

فقال اليهودي: تنطلق إلى محمد، وقال المنافق: بل إلى كعب بن الأشرف، وهو الذي سماه الله الطاغوت، فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى الرسول، فلما رأى المنافق ذلك تابعه، فقضى الرسول لليهودي.

 فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال: “انطلق بنا إلى عمر”، فأتيا عمر، فقال اليهودي: “اختصمت أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه، فلم يرض بقضائه، وزعم أنه مخاصم إليك”، فقال عمر للمنافق: “كذلك؟”، قال: “نعم”، قال لهما: “رويدكما حتى أخرج إليكما”، فدخل عمر البيت، وأخذ السيف، واشتمل عليه، ثم خرج فضرب به المنافق حتى برد، وقال: “هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله، فنزلت هذه الآية.

ماذا قالو عنه؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أشد أمتي في دين الله عمر”، وعن ابن عباس أن النبي قال: “إن لي وزيرين من أهل السماء، ووزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر، وإنهما السمع والبصر”.

وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الشيطان يفرق من عمر، وقال: “أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر”، وقال معاوية بن أبي سفيان: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا، وأما عمر فأرادته فلم يردها، وأما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن.

مقتل الفاروق عمر :

حرم عمر بن الخطاب، على المشركين الذين بلغوا الحلم أن يدخلوا المدينة المنورة لما انطوت عليه قلوبهم من ضغائن وأحقاد ضد الإسلام، ولكن المغيرة بن شعبة عامله على الكوفة، كتب إليه يطلب منه الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز “أبا لؤلؤة”، لينتفع به المسلمون لأنه كان يتقن عدة صناعات فهو “حداد ونجار ونقاش” فوافق عمر.

وذات يوم اشتكى أبو لؤلؤة لعمر، أن المغيرة يفرض عليه خراجا كبيرا، فلما سمع منه عمر قال له إن خراجك ليس بالكبير على ما تقوم به من أعمال، فاغتاظ أبو لؤلؤة المجوسي من ذلك، وأضمر الشر والحقد عدة أيام، ثم ترجمه في فجر يوم 23 ذي الحجة سنة 23 هـ، طعن عمر وهو يصلي الفجر بالناس بخنجر له نصلين ست طعنات، وهرب بين الصفوف لا يمر على أحد “يمنة ويسرة” إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءا كان معه على أبي لؤلؤة، فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فانتحر بطعن نفسه بالخنجر.

معاركه  وفتوحاته:

العراق: خاض المسلمون معارك طاحنة وضارية مثل القادسية، الحيرة، ونهرسير، ساباط، ومدائن “كسرى، كورة الفرات، دجلة، الأبلة، البصرة، الأهواز، فارس، نهاوند، همذان، قومس، خراسان، اصطخر، أصبهان، السوس، ومرو، نيسابور، جرجان، أذربيجان، ، لما أعقبه من سقوط للإمبراطورية الفارسية، مما جعل المجوس يحقدون على عمر حقدا أعمى لما فعلوه بممالكهم وعروشهم.

الشام: فتحت دمشق، بيت المقدس، مصر، ليبيا، النوبة، الشام: بعلبك، حمص، قنسرين، حلب، أنطاكية، وفتح الجزيرة، ،حران والرها والرقة، نصيبين، ورأس عين، شمشاط، عين وردة، ديار بكر، ديار ربيعة، وبلاد الموصل، أرمينية، وزالت سيطرة الروم.

أعماله

“التاريخ الهجري”، وضع “الخراج على الأراضي المفتوحة”، “بيت مال المسلمين”.

“الدواوين”: فقد أدرك سيدنا عمر أن الدولة الإسلامية المتسعة باستمرار تحتاج إلى تنظيم، فأنشاء الدواوين التي تشبه الوزارات في عصرنا الحاضر، ومن بين تلك الدواوين، “ديوان الجند”: كان بهتم بشؤون الجند ورواتبهم، “ديوان الخراج”، الذي كان ينظّم جمع الأموال من أصحاب الأراضي، “ديوان العطاء”، الذي كان يهتم بشؤون توزيع الأموال إلى المستحقين من الناس.

“القضاء”، فقد عين القضاة وفق شروط، وأجرى لهم رواتب تكفيهم، ومنعهم من التجارة الخاصة حتى لا ينشغلوا، وعمل على استقلال القضاء بعد أن كان الوالي هو القاضي، وفصل بين السلطة التنفيذية ممثلة في الوالي، والسلطة القضائية ممثلة في القاضي.

 ووضع سيدنا عمر في رسالته إلى موسى الأشعري أسس القضاء السليمة ومبادئه، وهى “المساواة بين الناس، والابتعاد عن الهوى، وتطبيق قاعدة البينة على من ادعى واليمين على من أنكر”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق