+فيديو:اتخذت من القواعد البحرية للناظور مركزا لها:”الضفادع البشرية” شباب ناظوري وجزائري أرعبوا سفن الاستعمار الفرنسي

9 نوفمبر 2018آخر تحديث :
+فيديو:اتخذت من القواعد البحرية للناظور مركزا لها:”الضفادع البشرية” شباب ناظوري وجزائري أرعبوا سفن الاستعمار الفرنسي

محمد سالكة

خلف تكوين فرقة الضفادع البشرية المكلفة بمهمة الغطس في أعماق البحر لزرع الألغام وتدمير السفن الفرنسية إبان الثورة التحريرية الجزائرية صدمة نفسية، خلقت حالة من الرعب والهلع في أوساط السلطات الفرنسية وقوتها البحرية التي لم تكن تنتظر مثل هذه الضربات وظلت تعتقد أن سفنها حاملة الطائرات المجهزة بعتاد حربي قوي ستدمر الثورة ولا أحد يستطيع إيقافها.

وأكد المجاهد عبد الرحمان صخري، عضو ما كان يسمى إبان الثورة “فرقة الضفادع البشرية”، أي رجال الغطس المكلفين بمهام حربية، أن هذه الفرقة التي كانت تتكون من 25 غطاسا منهم خمسة مكونين ضمنهم شباب من المغرب وبالتحديد من مدينة الناظور، اتخذت من القواعد البحرية للناظور ومليلية بالمغرب وسواحل الغزوات بتلمسان مركزا لها للقيام بعمليات ضد السفن الفرنسية الحربية التي كانت ترسو بالمنطقة الغربية للبلاد.

وأضاف المجاهد خلال الندوة التي نظمها منتدى جريدة “المجاهد” حول “فرقة الضفادع البشرية أثناء الثورة ودورها في تأسيس البحرية الوطنية” أن هذه الفرقة التي كانت تشتغل في سرية تامة، كان أبطالها شباب في مقتبل العمر قبلوا بهذه المهمة الصعبة التي كانت تشكل خطرا كبيرا على حياتهم لأنها تتمثل في زرع الألغام في أعماق البحر عندما يكون البحر هائجا وأمواجه عالية حتى لا يتفطن لهم أحد.

وضمت فرقة الضفادع البشرية في المرحلة الأولى سنة 1956 ثمانية أعضاء، شكلوا النواة الأولى لها وهم عثمان دمرجي، عبد الله دباغ، أحمد شيبان، يحيى رحال، مسعود بزة، شربال بن عمر، رشيد بن دريس وعبد القادر جوتي. وقد تم إنشاء هذه الفرقة، كما أكده عضوها المجاهد عبد الله دباغ خلال هذه الندوة بفكرة من الزعيم الثوري أحمد بن بلة الذي كان آنذاك متواجدا في المغرب، وقرر القيام بعملية مبتكرة ضد السفن الفرنسية الراسية بميناء تولون وبرست بفرنسا وميناء المرسى الكبير بوهران. وأشار المتحدث إلى أن بن بلة استغل العلاقة الطيبة التي كانت تربطه بالراحل الحسن الثاني وطلب منه استضافة شباب جزائريين للاستفادة من تدريب في القوات البحرية المغربية ومن ثمة في البحرية المصرية.

وذكر المجاهد بأن بن بلة طرح على الشباب فكرته وخيرهم بين الدخول في مغامرتها أو العودة معززين مكرمين إلى ديارهم في حال الرفض، غير أن كل الشباب وقبل أن ينهي بن بلة كلامه “بصموا بالعشرة” كما يقال، على قبول الشرف، ووقّعوا ورقة أول رجال ضفادع في تاريخ الجزائر انطلقت من الناظور المغربية وتعهدوا بالعمل لإنجاح المهمة حتى ولو كلفهم الأمر التضحية بحياتهم.

ودخل الشباب مباشرة بعد ذلك في تدريبات صارمة للقيام بعملية منظمة في عمق البحر لتدمير بواخر فرنسية من خلال سباحة ثلاث فرق، كل فرقة مكونة من زوجين، مهمتهم تلغيم أسفل بواخر العدو الفرنسي بقنابل موقوتة والعودة عن طريق السباحة إلى الشاطئ.

ومن جهته، تطرق المجاهد عثمان دمرجي، عضو هذه الفرقة إلى مساهمة فرقة الضفادع البشرية في تزويد الثورة بالأسلحة التي تمكنوا من إدخالها عبر الحدود واسترجاعها حتى في حال غرق قوارب الصيد البسيطة التي كانوا يهرّبونها على متنها، دون أن تتفطن لهم البحرية الفرنسية بالرغم من قوتها وعمليات المراقبة المكثفة التي كانت تقوم بها بالحدود البحرية الجزائرية. كما توقف المجاهد أحمد شيبان عند دور الفرقة في تكوين بقية الفرق التي ساهمت بدورها في تشكيل القوات البحرية الوطنية بعد الاستقلال خاصة فيما يتعلق بالاستطلاع الخاص والاستعلام والقيام بالعمليات المباشرة، بالإضافة إلى محاربة القرصنة البحرية وغيرها من المهام المختلطة.

ربورتاج المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق