بحث جديد: الريف يزخر بالمأثر التاريخية ولا يتضمن أي موقع في قائمة التراث الوطني

9 فبراير 2016آخر تحديث :
بحث جديد: الريف يزخر بالمأثر التاريخية ولا يتضمن أي موقع في قائمة التراث الوطني

أريفينو خاص:

شهدت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية يوم السبت الماضي، مناقشة اطروحة دكتوراه في التاريخ والآثار، تقدمت بها الباحثة خديجة الخديري حول موضوع: الخريطة الأثرية لساحل الريف: دراسة تاريخية وأثرية، والذي توجته لجنة المناقشة بميزة حسن جدا مع التوصية بنشره حتى تعم الفائدة.
وقد ركز البحث على دراسة مجال ساحل الريف، في النطاق الذي شملته أبحاث البعثة الأثرية المغربية الإيطالية في الريف، أي المنطقة الممتدة ما بين نهر ملوية شرقا إلى ضفاف وادي بوفراح غربا.
حسب الباحثة فان أهمية البحث تكمن في كونه لا يهدف إلى إعادة صياغة ما تتداوله الدراسات الحديثة من أطروحات حول المنطقة، بل يسعى لتتبع الإشارات التي وردت في المصادر المكتوبة وربطها بما تقدمه نتائج الأبحاث الأثرية، من أجل دراسة وتوضيح تاريخ المنطقة.
وقد اعتمدت منهجية البحث على جمع النصوص المتعلقة بالريف وتصنيفها حسب التسلسل الكرونولوجي للرواة، وتتبع نتائج البحث الأثري، وذلك من خلال الاعتماد على نتائج التحريات التي أجرها فريق البحث المغربي الإيطالي بمنطقة الريف كأساس لبناء قاعدة بيانات تضم كافة الإشارات الأثرية والتاريخية، اضافة الى دراسة نتائج عمليات التوثيق للخروج برؤيا واضحة لمسار التطور الحضاري بالمنطقة، ووضع خريطة عامة تعكس خلاصات هذا التطور، كما تم عرض موجز للأحداث التاريخية الكبرى التي طبعت تاريخ الريف، من خلال نتائج الأبحاث الأثرية التي اكدت قدم التعمير منذ فترة ما قبل التاريخ، كما أنها فندت الاعتقاد السائد بأن سواحل الجهة لم تحتك بالحضارات المتوسطية القديمة خاصة بعد اكتشاف موقع سيدي ادريس الأثري الذي عثر به على مستويات تعود للعهود الفينيقية والقرطاجية والمورية.
وتناول البحث عرض ودراسة نتائج التوثيق التاريخي والأثري لمنطقة الريف، من خلال تتبع نتائج التوثيق التاريخي لساحل الريف، عبر عرض كافة المعلومات التي قدمتها المصادر المكتوبة القديمة والوسيطية وصولا إلى الوزان. وهي معلومات سمحت بتأكيد أهمية الحركية التاريخية والحضارية للمجال، ووفرت أسماء العديد من المراكز التي اختلفت أهميتها عبر العصور.
وخلصت الخديري في بحثها الى اتثبات أهمية الرصيد الأثري الذي يزخر به ساحل الريف خاصة على المستوى الرمزي، لكونه يضم بعض المواقع الكبرى كنكور التي تعتبر أول حاضرة إسلامية بالمغرب الأقصى وموقع سيدي ادريس من أقدم المواقع الأثرية بغرب الحوض المتوسطي. يضاف إلى ذلك العديد من المراسي البحرية التي لعبت أدوارا هامة في تاريخ المغرب الاقتصادي، كالمزمة وبوسكور وغساسة … ناهيك عن بعض المواقع التي اشتهرت لقيمتها الدينية والروحية كمدينة بادس.
واشارت الباحثة انه الرغم أهمية هذا الرصيد الا ان المنطقة لا تتضمن أي موقع مرتب في قوائم التراث الوطني، بل إن جلها تتعرض للتلف في غياب أي اهتمام بالمحافظة على هذا الإرث التاريخي.
واكدت ان “أهمية هذا البحث تكمن في أنه يوفر أداة عمل مخصصة للرصيد الأثري والتراثي الهائل لساحل الريف والذي بإمكانه أن يلعب دورا هاما في تنمية منطقة الريف، بل والمغرب عموما”. والذي ” يتطلب اعتماد مقاربة شمولية تهدف إلى حشد الدعم في إطار تشاركي لبناء استراتيجية تشاركية مع كل الأطراف المعنية، لاستغلال الخريطة الأثرية للريف بشكل عقلاني”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق