مراسلة إخبارية

بمناسبة شهر رمضان الأبرك لهذا العام ، وكما جرت سنة المجلس العلمي ومندوبية الشؤون الإسلايمة وبتعاون مع اللجنة الإسلامية بمليلية ، عرفت مدينة مليلية يوم الإثنين 24 رمضان 1438هـ /19 يونيو 2017م .

احتفالا كبيرا بأهل القرآن الكريم بمسجد الرحمة على تخوم الولي الصالح سيدي ورياش بفرخانة .

وتعد هذه البادرة سنة حميدة تستعد لها كل مساجد مليلية ليتم في ليلة من ليالي رمضان تتويج ابنائنا وبناتنا بمليلية السليبة تشجيعا لهم على حفظ القرآن الكريم الذي ينخرطون فيه طيلة السنة بكل المساجد البالغ عددها 15 مسجدا على صعيد هذه المدينة المحتلة . ونظرا لأهمية هذا المهرجان الذي أصبح تقليدا سنويا لدى المغاربة بمليلية فإنهم ينتظرونه بشغف كبير فأشرفت لجان ثمان من الفقهاء والأئمة على تنظيم مسابقات في حفظ وتجويد وترتيل القرآن ثم مسابقات أخرى تكون قد أجريت قبل في الرسم والسيرة النبوية وفن الإلقاء والتواصل وغيرها من مواضيع في الثقافة العامة التي تجعل الأطفال واليافعين دائما مرتبطين بوطنهم الأم ، وفعلا فقد شرع المتبارون وعددهم هذه السنة فاق المائتين في التنافس لنيل أحسن الدرجات ، وأفضل الرتب ، وكان منهم أطفال وفتيان وفتيات وشباب كلهم يتقدمون ومع أولياء أمورهم لمحاولة احتلال الرتب الأولى للفوز بأحسن الجوائز .

ويشرف على هذا المهرجان الكبير وفد من المجلس العلمي بالناظور ومندوبية الشؤون الإسلامية واللجنة الإسلامية بمليلية ، مع مجموعة من الوعاظ الذين ينتقلون إلى هذه المدينة يخصصون يومهم كاملا في الطواف على مساجد المدينة للتواصل مع الساكنة هناك والاجابة على أسئلتهم المتعلقة بالدين وبثوابت الأمة المغربية ومقدساتها ، ويوم الاثنين 24 رمضان كان يوما مشهودا بمليلية التي أصبحت مساجدها كلها مضيئة ومنيرة بطلعة العلماء الذين أبوا إلا أن يستجيبوا لرغبة المواطنين الميليين ليتحفوهم بما أفاء الله عليهم من نور العلم .

وبعد هذه المسابقات التي استمرت من الساعة الثالثة بعد الزوال إلى ما قبل الغروب تم توزيع الجوائز والروائز والاكرامات على براعمنا في اجواء رمضانية قرآنية مفعمة بالود والاخاء والمحبة .

وكانت مناسبة جميلة لالقاء بعض الكلمات التي نوهت بهذه الأنشطة المتميزة المتنوعة التي تعرفها مساجد مليلية طيلة السنة من حفظ للقرآن الكريم ودروس محو الأمية والوعظ والارشاد وأنشطة أخرى اجتماعية شارك فيها الذكور كما الإناث ، هذه الأنشطة التي يأتي رمضان ليشارك أكثر ، ولتضاعف لأن رمضان شهر البركة وشهر الخير ، وهو ميدان لتنافس ذوي الأريحية من طلبة العلم والمحسنين والمحسنات .

كما نوهت الكلمات بالجهود المشكورة التي تبذلها اللجنة الإسلامية ولجن المساجد والأئمة والخطباء وكل من له غيرة على أبنائنا وبناتنا المغاربة الموجودين في هذا الثغر المحتل .

وهي مجهودات كبيرة ، ومشكورة لأنها تذلل كثيرا من الصعوبات في وجه الأجيال الصاعدة التي يجب أن تبقى منفتحة على قيمها وعاداتها وتقاليدها وطقوسها ولو في وسط مجتمع أجنبي ، وكل الكلمات حيت بإجلال واكبار هذه الأعمال التي تشرف عليها اللجنة الإسلامية ولجن المساجد بتعاون وتنسيق تام مع المجلس العلمي ومندوبية الأوقاف ، والتي تأتي في وقتها وتؤتي أكلها بإذن ربها ، وتحرص على أن تبقى هذه الصلة متينة ، وهذه الرابطة قوية ؛ وقد تذكر الجميع تلك الرحلة الاستكشافية التي نظمت في شهر ماي الفارط إلى مدينة فاس والتي شارك فيها أزيد من 40 من مختلف الأعمار من ساكنة مليلية ؛ هذه الرحلة التي كانت إلى أعرق مدينة مغربية ، وهي فاس العالمة التي وقف فيها الزائرون على معالم ومآثر تاريخية تنبئ عن الحضارة التي كانت للمغرب والتي تمتد في أعماق التاريخ لقرون كثيرة .

تذكروا هذه الرحلة وهم في رمضان يستمعون إلى آيات بينات من القرآن الكريم بأصوات شجية لبراعم منهم من شارك في الرحلة ، وزار القرويين والصفارين والمصباحية والبعنانية والزاوية التيجانية وغيرها من المآثر التي تدل على المستوى المتقدم الذي بلغه المغاربة المسلمون في عهودهم الزاهرة ، والتي يسير على نهجها ويقتفي أثرها أمير المومنين الملك محمد السادس حفظه الله في عهده الجديد الذي يقيم فيه مشاريع وصروحا علمية ودينية وثقافية وعمرانية شامخة ، والرحلة تلك كشفت للزائرين العلاقة المتينة التي كانت دائما تربط مدن المغرب بمليلية التي هي جزء لا يتجزأ منها ومن خريطتها ، التاريخية والجغرافية ، وكدليل قوي على ذلك المساجد القديمة التي كانت بمليلية كمسجد مانتلتي ومسجد الباشا والمسجد المركزي ، والتي تم بناؤها في عهد قديم بأيادي أهل فاس وأهل تطوان وأهل الريف الذين كانوا دائما يستوطنون مليلية والتي لا تزال أسماء عائلاتهم موجودة كابن شقرون وبنجلون وعمور والوزاني والريفي والتوزاني والكبداني والقلعي والسيدالي والستوتي والوجدي وغيرها ، إنها الروابط التي أصبحت الآن يتشبت بها وتحيى بهذه الطريقة الاسلامية و الإنسانية الرفيعة ، وبهذه الأنشطة العلمية والثقافية السامية .

وفي آخر هذا النشاط المتميز ، المشهود تم تكريم حفظة الفرآن الكريم ذكورا وإناثا بلوحات فنية ومصاحف وأكياس من الحلوى تبرع بها محسنون من أهل هذه المدينة المباركة ، وتوزيع السادة العلماء على كل المساجد للتواصل مع رواد المساجد ورائداتها بدروس شيقة تنصب على فضائل قراءة القرآن الكريم وحفظه وتحفيظه .

وقد تخللت الأمسية قراءات قرآنية فردية وبصوت جماعي وأمداح نبوية ، ثم وجبة الافطار الجماعي بساحة مسجد الرحمة فالدعاء الصالح لأمير المومنين .