خالد ملوك
جمال العلال حمو، عسكري إسباني من أصول ريفية مغربية، عُرف بتفانيه في العمل ضمن جهاز الحرس المدني الإسباني المرابط بالنقطة الحدودية الفاصلة بين إقليم الناظور وثغر مليلية الواقع تحت سيادة المملكة الإيبيرية.. ما أن يخلع زيه الرسمي حتى يرتدي جلبابه المغربي ويقصد مسجد الرحمة، المجاور لمقبرة “سيدِي وريَاش”.
جمال البالغ من العمر 44 سنة، ولد بمليلية ودرس بها ونال وظيفة داخل الجسم الأمني الإسباني، كان قد وجه رسالة إلى إدارة الحرس المدني، المعروفة باسم “La Benemérita”، في الـ10 من الشهر الجاري يطالب فيها منحه مساعدة مالية للتمكن من أداء فريضة الحج بمكة المكرمة، إسوة بزملائه المسيحيين الذين دفعت لهم مبالغ مالية للقيام برحلات دينية لدول عدة.
مبادرة حمو، وهو المتزوج بشابة تدعى مليكة وأب لطفلين، هي الأولى من نوعها، إذ نجحت في إثارة ملف طالما كساه الصمت واعتلاه غبار اللامبالاة، كما أنه جاء للتنديد بالميز الذي يطال الموظفين المسلمين، سيما أن زملاءهم من ديانات أخرى يتلقون تعويضات مالية للتكرم بروح “مريم العذراء” بالعاصمة البريطانية، أو لزيارة أبرشية “سانتياغو” بمدينة “قاديس” الإسبانية.
وقال العسكري، في رسالة إلى مدير الحرس المدني الإسباني، أرسينيو فرنانديث دي ميسا، إن إسبانيا دولة علمانية، ولا تقر بأي مذهب ديني في الدستور، وبناء عليه فإنها ملزمة بالتعامل بالمساواة، شريطة أن يخضع الكل لنفس المعايير، بعيدا عن الديانة التي يعتقد بها، موضحا بأن “الحج من الفرائض الخمسة للإسلام وعلى المسلم أداءه إن استطاع”.
وأورد مصدر من المخابرات الإسبانية لذات الصحيفة أنه فور تداول وسائل الإعلام خبر “الرسالة”، سارعوا إلى التحقيق في هوية جمال، مخافة أن تكون له صلة بالتنظيمات الإرهابية، أو أن يكون متشبعا بالفكر المتطرف، إلا أنها أكدت أنه لا صلة له بذلك، مشيرا إلى أن 30 في المائة من عناصر الحرس المدني يتبعون الديانة الإسلامية.
وأضاف نفس المصدر، الذي رغب في عدم الكشف عن هويته لدوافع أمنية، أن المخابرات ترصد حاليا تحركات عشرة أفراد من الحرس المدني لمليلية، وهذا التتبع لا يقتصر فقط على هذه الفئة، وإنما يشمل أيضا جهاز الشرطة الوطنية الإسبانية والجيش، كما أن العديد منهم تم إعفاؤهم من مهامهم بمجرد ثبوت تشبعهم بالفكر المتطرف..
وعبر منير بن جلون، الكاتب العام “للمنظمة الإسلامية”، وهي الهيئة الأكثر تمثيلية للجاليات المسلمة فوق تراب مليلية، عن سعادته بالطلب الذي تقدم به العسكري الإسباني من أصول مغربية، موضحا أن المؤسسة التي يترأسها تطالب منذ سنوات “بالمساواة” بين جميع أفراد الأمن، إلا أن إدارة الحرس المدني تقوم ب “الشيء القليل” في السماح للمسلمين بأداء فرائض دينهم.
واستطرد المتحدث أن الإدارة لم تخصص لهم أماكن لأداء الصلوات الخمس خلال اليوم، ولم تمنح لهم الوقت للقيام بذلك، حيث إنهم يضطرون للصلاة في 20 دقيقة المخصصة للراحة كل ست ساعات، وبهذا يكون قد فتح نقاشا على مستوى الجزيرة الأيبيرية، وليس فقط في الثغرين المحتلين، سبتة ومليلية، حيث نصف السكان يدينون الإسلام.
ولم يتوصل ذات العسكري لحد الساعة بأي رد من وزارة الداخلية الإسبانية، لكن بمقابل ذلك أكدت مصادر أمنية أنه من الصعب الاستجابة بالقبول لطلبه، وإسبانيا كبلد علماني كانت لتتفادى الوقوع في مثل هاته الأمور التي تجعل المسلمين يحسون بالتمييز، إذ كان عليها التعامل بمبدأ المساواة.
تفاصيل جديدة: هذه هي القصة الكاملة للعسكري الريفي جمال الذي طالب مسؤوليه بمليلية بمساعدته على الحج
لا توجد مقلات اخرى
لا توجد مقلات اخرى