احتجوا فارتقت أرواحهم .. بسطاء تحوّل مسار احتجاجهم لمأساة..ابرزهم عماد العتابي و”مقتل سمّاك” الحسيمة الذي اشعل مدن وقرى الريف..

22 أكتوبر 2018آخر تحديث :
احتجوا فارتقت أرواحهم .. بسطاء تحوّل مسار احتجاجهم لمأساة..ابرزهم عماد العتابي و”مقتل سمّاك” الحسيمة الذي اشعل مدن وقرى الريف..

جمال امدوري

مواطنون بسطاء عاديون.. كانوا يعيشون حياتهم الهادئة في ظل معاناة ما أو فقر أو حال متوسط.. يوما ما شاركوا في احتجاجات اجتماعية للمطالبة بالعيش الكريم، وغد أفضل لأبنائهم.. لكن رحلة ذهابهم في مسار الاحتجاج والمطالبة بالحقوق والكرامة انتهت بهم إلى أن يصبحوا جثتا هامدة فوق النعوش يزفها عشرات ومئات المواطنين إلى مثواهم الأخير، لكنهم حتما يظلون خالدين في سجلات تاريخ النضال من أجل الكرامة.

العتابي .. ضحية الغاز المسيل للدموع


وأثناء الاحتجاجات التي عمت مدن وقرى الريف بعد مقتل السماك محسن فكري، والتي سرعان ما تحولت إلى حراك بمطالب اجتماعية، سقط قتيل آخر هو الشاب عماد العتابي أثناء إحدى المظاهرات بالحسيمة، حيث تعرض لإصابة على مستوى الرأس أدت إلى موته سريريا قبل أن يفارق الحياة بالمستشفى العسكري بالرباط يوم 8 غشت 2017، وهي الحادثة التي اتهم خلالها نشطاء حراك الريف والمنظمات الحقوقية أفراد الأمن بالتسبب فيها أثناء إطلاق الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين.

شهيدة النقل المدرسي بتنغير

لم يكن يدور بخلد السيدة فاطمة اليوسفي البالغة من العمر 71 عاما، أن مشاركتها في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام للمطالبة بتمكين أبناء قريتها “أيت داود” من سيارة تقلهم إلى الإعدادية التي تبعد عن محل سكناهم ب7 كيلومترات، أنها ستلقى حتفها وتعود إلى قريتها محملة على نعش، دون أن تتمكن من الوصول إلى مقر عمالة تنغير لتخبر عامل الإقليم بطلبها البسيط.


ولقيت المسنة المذكورة مصرعها، مساء الأربعاء 17 أكتوبر الجاري، بعد سقوطها العرضي من أعلى قنطرة على مستوى دوار “إغرم ملولن”، جماعة أيت يول، إقليم تنغير، حيث كانت تشارك مع مجموعة من ساكنة دوار “أيت داود”، التابع لجماعة “إغيل نومكون”، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، قبل أن تتعثر وتهوي أسفل منحدر صخري، لتلقى حتفها.

ضحية مسيرة السلاليات بأزرو

وفي أزرو، فارقت سيدة تدعى “فضيلة”، وتبلغ من العمر 38 سنة، حديثة العهد بالزواج، الحياة، أثناء مشاركتها في مسيرة للجماعة السلالية “أيت مرول”، بمنطقة “سيدي المخفي”، وفيما تؤكد الرواية الرسمية أن الهالكة أصيبت بأزمة قلبية أثناء تفريق المظاهرة، يقول مقربون من عائلتها، أن عنصرا من القوات العمومية قام بخنقها بواسطة العلم الوطني الذي كان تحمله.


وتنتمي “فضيلة” التي لم يمض على زواجها إلا 15 يوما، وكانت تعمل قيد حياتها كعاملة زراعية بشكل موسمي، إلى الجماعة السلالية ل”أيت مرول”، التي خرجت للاحتجاج بعد أن انتزعت منهم السلطات أراضيهم، بمنقطة أضاروش” لبناء استثمارات عليها، واتفقت معهم على منحهم أراضي أخرى في طريق مكناس، غير أنها تراجعت عن هذا الاتفاق ما أثار غضب السكان.

المكفوف صابر

كان عددهم 45 مكفوفا اقتحموا مقر وزارة الأسرة والتضامن أواخر شهر شتنبر الماضي، متأبطين مطلبا واحدا ووحيدا وهو التوظيف، غير أن الموت كان ينتظر زميلهم “صابر الحلوي” داخل الوزارة، بعد أن سقط من فوق سطح مبناها، ورحل عن هذا العالم ولسان حاله يقول قبل أن يُطلق شهقة الموت “سأخبر الله بكل شيء”.


ولقي المكفوف “صابر الحلوي” مصرعه مساء الأحد 7 أكتوبر الجاري، أثناء مشاركته رفقه زملائه في التنسيقية الوطنية للمعطلين المكفوفين، في اعتصام فوق سطح مبنى وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، حيث طالبوا بلقاء مسؤولين كبار في البلاد لوضع حد لمعاناتهم.

وكشفت التنسيقية الوطنية للمعطلين المكفوفين، أن الطبيب الذي أشرف على تشخيص حالة المرحوم صابر الحلوي، كتب في تقريره أن الأخير مات منتحرا، نافية صحة ذلك، ومؤكدة أنه مات نتيجة “الإهمال”، متهمين الداخلة “بالتواطؤ مع الدولة لطمس الحقيقة”.

المعطل عبد الوهاب زيدون

وقبل كل هؤلاء، توفي عبد الوهاب زيدون، الإطار المعطل الذي كان شبت فيه النيران أثناء مشاركته في اعتصام داخل مقر ملحقة وزارة التربية الوطنية بحي الليمون بالرباط احتجاجا على إقصائهم من محضر 20 يوليوز 2011 القاضي بإدماج الأطر العليا المعطلة لعام 2010، (توفي) يوم الثلاثاء 24 يناير 2012، بمستشفى ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، متأثرا بإصاباته البليغة بالحروق.


وعبد الوهاب زيدون، البالغ من العمر 27 سنة، متزوج وأب لبنت، وينتمي لجماعة العدل والإحسان، وينحدر من أسرة فقيرة من مدينة أكادير، حصل على دبلوم الإجازة في الحقوق بجامعة إبن زهر بأكادير، و دبلوم ماستر تخصص القضاء الإداري بجامعة دهر المهراز بفاس، وزوجته هي الأخرى معطلة وترافقه في كل محطاته النضالية بالرباط .

كمال عماري

وفي آسفي، توفي كمال عماري العضو بجماعة العدل والإحسان، 4 أيام بعد مشاركته في مسيرة لحركة 20 فبراير في 29 ماي 2011، وتتهم الجماعة رجال أمن بآسفي بالتسبب في مقتل عماري، وقالت إن قوات الأمن “انقضت عليه بالهراوات بلا رحمة في أماكن مختلفة من جسده، إلى أن خارت قُواه وفقد الوعي، ليفارق الحياة بعدها يوم الخميس 2 يونيو 2011 بمستشفى محمد الخامس بمدينة أسفي، متأثرا بجراحه”.


وتؤكد جمعية “عائلة وأصدقاء الشهيد كمال عماري” على أن عضو الجماعة والناشط بحركة 20 فبراير، توفي نتيجة التدخل الأمني الذي عرفته شوارع آسفي يوم 29 ماي 2011 لتفريق المتظاهرين، مطالبة بكشف “الحقيقة والإنصاف وجبر الضرر” عن الراحل.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق