اريفينو تنفرد بنشرها:صور «نادرة» عُمرها عشرات السنين..تحكي تاريخ حيّ «الريكولاريس» بالناظور

21 فبراير 2019آخر تحديث :
اريفينو تنفرد بنشرها:صور «نادرة» عُمرها عشرات السنين..تحكي تاريخ حيّ «الريكولاريس» بالناظور

اريفينو/خاص ـ محمد سالكة

حي الريكولاريس … القشلة أو القنبلة الموقوتة ؟

يبدو حي الريكولاريس المتواجد على مرمى حجر من محطة القطار المدينة بمركز الناظور، ظاهريا من الأحياء التي تتوفر على حظ دون سواها من الأحياء والمتمثل في الموقع الإستراتيجي ، الذي يطل على بحيرة مارتشيكا ومركز المدينة ، غير أنه باطنيا يحبل بمجموعة من الأسرار التي يندى لها الجبين، لعل أبرزها واقع البنيات التحتية التي تفتقر إلى أبسط الشروط الضرورية، إضافة إلى حال مجموعة من البنيات التي أضحت تنذر بكارثة حقيقية بحكم وضعيتها المهترئة خاصة بمنطقة ” القشلة ” هذه الأخيرة التي تقطنها عشرات الأسر وتظم مجموعة من الأشخاص يعيشون وسط قنبلة موقوتة متمثلة في البناية التي يقطنونها و الآيلة للسقوط في أية لحظة علما أن جزء كبير من أسقف البناية ذاتها قد تعرض لإنهيار سابق حالت الألطاف الإلاهية دون أن تسجل حصيلة في الأرواح

العين بصيرة واليد قصيرة …

أعربت ساكنة الثكنة ” القشلة ” بحي الريغولاريس التي تؤرخ لحقب تاريخية شهدتها المدينة كان آخرها إبان عهد الحماية، عن عميق إستيائها وهي تسرد جملة من معاناتها اليومية إزاء الوضع الكارثي الذي أضحت عليه البنايات محملة كامل المسؤولية للجهات المختصة التي لم تبالي بخطورة الوضع الذي يهدد أرواح الأطفال والشباب والنساء والشيوخ على السواء، والذين أضحت حياتهم على كف عفريت خاصة أثناء التساقطات المطرية وهبوب رياح قوية التي تتأثر بفعلها البنايات المهترئة التي يقطنونها والتي باتت تنهار بشكل تدريجي و تتساقط جدرانها كأوراق الخريف، وأضافت الساكنة ذاتها أن مجموعة من الأشخاص الذين يقطنون البنايات ذاتها لهم قرابة عائلية مع عناصر سابقة بصفوف القوات المسلحة الملكية وأنها بعد أن ضحت بالغالي والنفيس وجدت وضعيتها مهددة بالتشرد في غياب مسكن بديل يأويهم ويبعدهم عن الخطر الذي يحدق بهم صباح مساء ..

البنيات التحتية خارج التغطية …

من جملة المشاكل التي تعاني منها ساكنة الحي والمجاورة لبناية ” القشلة ” واقع البنيات التحتية بالحي حيث تثبت لكل زائر للحي من الوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بإحدى الدواوير النائية بالعالم القروي الذي لاصلة له بمواصفات المجال الحضري رغم أن الحي المذكور كما سلف الذكر يتواجد على مرمى حجر من القلب النابض لمدينة الناظور بوابة أوروبا، وتتجلى معاناة الساكنة حيال واقع البنيات التحتية في تسرب مياه قنوات الصرف الصحي إلى منازلهم إضافة إلى مياه الأمطار التي تسلك مجاري الفضاء السياحي بجبل غوروغو بالجزء المطل على منازل الحي المذكور، لتكون قائمة المشاكل التي تشكو منها الساكنة تتصدرها أساسا وضعية البنايات المهترئة الآيلة للسقوط في أية لحظة ومشاكل الماء الصالح للشرب إضافة إلى ضعف التيار الكهربائي ومعانات قناة الصرف الصحي ، فبين الإكراهات اليومية للساكنة ولامبالات الجهات المسؤولة يظل حي الريكولاريس عنوان بارز لنموذج التهميش إلى أن يثبت العكس.

“الريكولاريس” في البرلمان..

يبدوا أن فاجعة بوركون أصبحت كرة من النار تحرق كل من يقترب منها، فبعد الفاجعة أصبحت جميع المؤسسات والوزارات تحاول إبعاد صداع الراس عن نفسها وتوضيح أي جهة هي المسؤولة في حال وقوع كارثة جديدة.

كارثة بوركون إتضحت من خلال السؤال الكتابي الذي قام به أحد البرلمانيين عن إقليم الناظور، حول البنايات الآيلة للسقوط بحي “الريكولاريس” الذي هو عبارة عن ثكنة عسكرية للقوات الاسبانية أيام الاستعمار، والتي يقطنها حاليا متقاعدين من الجيش المغربي رفقة أسرهم.

وأكد بنعبد الله في رده بأن المنطقة أصبحت توجد ضمن مناطق نفوذ وكالة مارتشيكا ميد بالناظور، بمعنى أن الوزارة لا دخل لها في حال وقوع أي كارثة إنسانية جديدة وعلى وكالة مارتشيكا التي أسست لتهيئة بحيرة مارتشيكا بالاضافة إلى البلديات والجماعات المحيطة بها، أن تقوم بعملها في هذا المجال.

نداء الساكنة لرد الإعتبار لتاريخ الحي …

اريفينو تنشر بعضا من الصور النادرة من حي الريڭولاريس أو بالأحرى لـ” القشلة ” التي يعود تاريخ تشييدها إلى قرون خلت وبات وضعها الآن يحتم على كل من وطأت قدماه بداخلها أن ينطق بالشهادة قبل الدخول بحكم أن أمر خروجه حيا أو لنقل سليما من باب أضعف الإيمان ..حيث يشكل تواجد الساكنة بالمكان رغم خطورة الوضع نوع من التحدي ضد المجهول لإعتبارات تتمثل أساسا في غياب البديل قصد مغادرة البناية وتفادي وقوع الكارثة لاقدر الله غير أن أسئلة الساكنة تظل دون إجابة حتى إشعار آخر لسنا نعلم محتواه، في ظل لامبالات الجهات المسؤولة لسيل النداءات من طرف الساكنة.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق