اريفينو/خاص ـ محمد سالكة
لأجيال كثيرة من سكان الناظور وزوارها ذكرياتٌ مع كورنيش المدينة يوقظها من الغفلة صوره بالأبيض والأسود.
يمتد كورنيش الناظور مسافة موازية لبحيرة مارتشيكا التي طالما احتفت بمشاهد وقصص لا تعد ولا تحصى مختزلة في مجموعها صورة شاملة للتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لهذه البقعة البحرية تعكس كل ما يختزن في الوجدان الجمعي للمدينة من هموم حياتية ومشاغل إنسانية.
في صيف مدينة الناظور كما في جل فصولها يحظى الكورنيش بمكانة خاصة في حياة الناس لأسباب عدة تتعلق بماضي هذا المكان عندما كان أكثر حميمية حيث تتمدد البحيرة ويتماوج المارة بينها مشيا على الأقدام في نزهات متواصلة تمثل للكثيرين دعوة للاسترخاء والراحة والتأمل في هذا المد الأزرق .
كورنيش الناظور الوجهة الأكثر اجتذابا للمتنزهين والباحثين عن الهدوء
لا يقل كورنيش الناظور اليوم أهمية وحضورا عما كان عليه في ماضي المدينة مع بعض التغييرات فلم تزل هذه الشرفة البحرية تمثل الوجهة الأكثر اجتذابا للمتنزهين والباحثين عن ساعة من الهدوء والسكينة ولاسيما وقد غص بعشرات المقاعد الخشبية ما يتيح للمارة والجالسين فرجة بحرية أخاذة.
كورنيش الناظور ليس مجرد شارع أو طريق مرصوف بالأسفلت يمتد عمره لما يقرب من مائة عام..كورنيش الناظور هو قطعة غالية من تاريخ المدينة..شارع طويل على خاصرة المدينة المحفورة على جدار القلب من شرقها لغربها..كل متر منه يحكي حكايات عن المدينة .
ومن جانب آخر أضحى من الضروري، كل من موقع مسؤوليته الحفاظ على مجموعة من المكتسبات بكورنيش الناظور من قبيل الحفاظ على العديد من التجهيزات التي تم إحداثها خدمة لراحة المتنزهين إضافة إلى ترسيخ ثقافة النظافة بالحفاظ على جمالية الفضاء، إلى جانب تفكير الجهات المسؤولة في إحداث بعض المرافق الحيوية بفضاء الكورنيش وأهمها المرافق الصحية المنعدمة رغم أهميتها الكبيرة، ومحاربة الفوضى الناجمة عن تكدس الباعة المتجولين بالفضاء خاصة خلال فترة الصيف، وتوفير العناصر الأمنية الكافية في الفترة المذكورة التي تسجل توافد بعض محترفي السرقة الموصوفة على المكان ذاته بغية الإستحواذ على ممتلكات الغير بطرق شتى، إضافة إلى المساهمة في خلق أجواء مريحة والحفاظ عليها
