لقد شهد العالم تقدما لم يشهد مثله من قبل , وذلك على جميع المستويات إلا الجانب الخلقي ’ فقد عرف نوعا من الانتكاسات لا على المستوى الفردي والجماعات ولا على المستوى القاري والدولي فكثر الظلم والنهب وسفك الدماء وترويع الشعوب الآمنة وزعزعة استقرارها بإشعال نار الحروب والفتن وما يعاني الناس من ويلاتها , فأصبحت الخطيئة هي عنوان الحضارة والتقدم والرقي ’ وأصبح الناس يظلم بعضهم بعضا ’ والدول القوية – إن صح التعبير- تظلم الدول الضعيفة وشرعت بعض الدول أمورا يخجل المرء من ذكرها فشعرت أن الأرض ليست في سلام مع السماء فما من بلاء نزل من السماء إلا بذنب وقع على الأرض. فأعمارنا محدودة وأيامنا معدودة تمضي ولاتعود إلا شاهدة لنا أوعلينا .
هذا ما استوقفني اواخر سنة 2019 لأكتب قصيدة شعرية بعنوان (( الخطيئة)) . وبعد ظهور كورونا في مارس 2020 أتممتها بقصيدة أخرى بعنوان ((فجاءت كورونا )).
(( الخطـــــيئة ))
آه عـلى أيـام خـــلـت ولـم أنــل *** منـها خــــيرا بفــعل ولـم أقــل
مضت كومـض الـبرق خاطــفة *** وأنا غافل على العصيان لم أزل
فـلا للنـفس حـقـقـت غـــايتـــها *** ولا صُنتها من الأخطار والزلـل
وخطـيئة بدَت في العـين هَـــينَةً *** أبادت كثيراً من الأقوام والدول
وغَيـرَت يُسراً طـالـما به نَـعـمُوا *** فـَحَل البَأسُ بهم وقـاطعُ الأمـل
كثُرت ذنـوبي فـصَارت تُؤرقــني *** وتُرعبني فأنا منها عـلى وَجَـل
وأنـتَ يـــارب تـظـل تــحرسُــني *** كيف لا وأنتَ الرحمانُ مُـذ أزل
قصَدتُك وحـدَك ربي بمـــسألتي *** فــغـيرَك واللـه لا ولـــن أســـل
فـأنـت الـذي يُـــرجى تــفَـضـلُـهُ *** وفـي حال كـهذي عــليه مـتكلي
أرجوأن تـقبل توبتي وتــرحمني *** قـبل نفاد الجُـهد مــني والأجــل
وتهديني لفـعل الـخير والــعــمل *** بما يرضيك عني يا منتهى أملي
فحـــبك غــايتي فـــي كـل آونــة *** وحــب صــفيك خــاتم الـــــرسـل
فانـظر إلي نـظرة منك تُــدخلني *** جــنة بـــها الأنـــهار مـن عـسـل
فيا غــافلا عن الحـق والـــرشَـد *** تـب إلى الرحــمن توبة الـوجــل
واحذر أخـي الـــدنـيا وزيــنتـَـها *** وأعـــد الـــعُــــدة لـقــادم جـــــلل
فــلو دامــت لــمن قبـلُ زينتُـــها *** فحَــتماً جـَـاهُها إلـينـا لــم يــصـل
((فجاءت كورونا ))
جـئت كورونا من وُوهــان جائـحة *** فأثـرت الـرٌعب قــبل أن تــصلي
وأسقطت كثيرامن الأرواح والمُهج *** فأصـبح مـنك الجميع فـي جـــدل
أجــائتـنا من غيـر ذنـب ولا سبب *** أم مـن شـر الفـعال وسـيء العمل
قــد كنـتُ لمــثل هـذا الأمر مُرتقبا *** مُـذ أُعـلن الزواج بالمــثل للــرجل
وبظــلم فــشى فـي الـناس قـاطبـة *** فأصـبح بـاديـًا كشـــامخ الجــــبل
فجَد الكثيرُ من الـناس واجـتهدوا *** لوصف مصل لشرالأمراض والعلل
فـيا رب وفقـهم لتحـقيق مطلـبهم *** قَـبل أن يُدنيــنا جميــعا مـن الأجـل
وادفـع عنا شـرهُ الـيوم قبـل غـد *** واجعله في غياهب الماضي والأزل
قصيدة لـلأ ستاذ : فريس مسعودي
