بغرض التصدي لفيروس الأنفلونزا..تعليمات صارمة لمراقبة الوافدين الى مليلية عبر الناظور؟

3 فبراير 2019آخر تحديث :
بغرض التصدي لفيروس الأنفلونزا..تعليمات صارمة لمراقبة الوافدين الى مليلية عبر الناظور؟

عبد اللطيف مجدوب

المغرب.. هل صحة المواطن بخسة إلى هذه الدرجة؟

تتبع المغاربة قاطبة، باهتمام وترقب وهلع شديد، حالات الوفيات الناجمة عن انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في مناطق جغرافية بالمغرب، وانتقال العدوى إلى قطعان الماشية، ومن ثم إلى الإنسان الذي شهد حالات وفيات بلغت، وفقا لآخر الإحصائيات والتقديرات، أزيد من 12 ضحية، عدا التي هي في حالة خطورة أو لم يعلن عنها.

كما لاحظ الجميع تطوع أشخاص من ذوي الضحايا والأقرباء لإخطار المغاربة بخطورة الوباء ودعوتهم إلى مقاطعة اللحوم والألبان ومشتقاتها، وعدم الاقتراب من المصابين بالحمى… وكان من بين أشرطة الفيديو اللافتة في الموضوع حالة مواطن فقد أمه على إثر انتفاء وسائل الإغاثة والعلاج لمواجهة حالتها، وختم باكيا ومستنجدا بالملك: “آسيدنا اعتاق عباد الله.. راها الناس كتموت وما كايانْ لا إسعاف ولا أدوية“.

مرت خمسة أيام مع ما رافقها من إصابة قطعان الماشية بالنفوق، عبر صور تكشف هلاكها في الحقول وخارج الضيعات، جرى الاطلاع عليه بشكل تطوعي بين المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والحكومة بقيت في برجها العاجي ملتزمة الصمت إلى غاية اليوم الخامس من ظهور الوباء وانتشاره، لتطلع علينا عبر وزيرها في الصحة بإعلان يتيم ومقتضب بأن الوفيات جراء وباء الأنفلونزا محدودة في خمس حالات! كما صرح رئيس الحكومة من جانبه بأن “الأمر عاد ولا يدعو إلى القلق، والأدوية واللقاحات موجودة!”.

وهي عادة “الحكومات المتتالية” في تعاطيها مع القضايا الطارئة التي تشكل خطورة على أمن وسلامة المواطنين، كالفيضانات الشتوية وانتشار الأمراض الوبائية، أو حتى وقوع حوادث كارثية، كانهيار الدور والمباني والسدود… كل هذا النفير والحراك والقلق… والسيد وزير الصحة يدبج تصريحا شفاهيا تلو الآخر، ولا تدابير عملية ملموسة كما سنرى عند الجارة إسبانيا خاصة لدى جيراننا في مليلية.

إسبانيا وإجراءات التطويق.. التصدي العملي لا الشفوي

ما إن علمت السلطات الإسبانية بظهور أول حالة لأنفلونزا الخنازير في المغرب حتى سارعت إلى عقد اجتماع محلي لخلية تدبير طارئة، على ضوئه أعطيت تعليمات صارمة في كل المدن الجنوبية وعبر المنافذ المطلة على الحدود المغربية، كسبتة ومليلية والناظور وجهة الفنيدق، بأخذ كامل الحيطة والحذر في التعامل مع الوافدين عبرها؛ وذلك بعدم السماح بعبورهم إذا بدا عليهم من الأعراض ما يمكن التشكيك في إصابتهم بالفيروس، كالصداع والحمى وتورم العينين…

كما منحت لحرس الحدود ورجال الجمارك أقنعة واقية خلال دورياتهم، فضلا عن تدابير أخرى إضافية كعدم السماح بنقل اللحوم والمنتجات الغذائية من داخل أسواق المغرب.

واستنفرت مستشفيات إسبانيا في كل هذه الثغور أطقمها المختصة داخل وخارج المراكز الاستشفائية للتصدي لكل الحالات المشبوهة، وإبلاغ السلطات المركزية بتطور الأوضاع الصحية في ضوء مكافحة وباء الأنفلونزا.

فجوة كبيرة بين حكومة وحكومة

هل الأمن الصحي لدى المواطن المغربي ونظيره الإسباني سواء؟ لا أبدا يا ولدي، هم يشتغلون بعقيدة أن إنسانهم هو العمود الفقري في كل تنمية ورخاء، أما بلدك يا ولدي فالمواطن فيه خارج التغطية. لو حصلت حالات الوفيات هذه عندهم لباتت حكومة بيدرو سانشيز بقضها وقضيضها على المرجل، ولكان وزير الصحة سارع إلى تقديم استقالته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق