دعوات للتحقيق في بيع بحوث ماستر و دكتوراه بالملايين في كلية الناظور؟؟

17 نوفمبر 2017آخر تحديث :
دعوات للتحقيق في بيع بحوث ماستر و دكتوراه بالملايين في كلية الناظور؟؟

بقلم: عبد الاله المرابط

في ظاهرة خطيرة بدأت تلوح في أفق البحث العلمي والجامعي خاصة، وتتعلق أساسا بقيام بعض الأشخاص المحسوبين على البحث العلمي … بإنجاز بحوث الماستر وأطروحات الدكتوراه لطلبة الجامعات، مقابل مبالغ مالية مهمة قد تترواح بين 10.000 درهم و 30.000 درهم أو أكثر،و تطالب اصوات داخل كلية سلوان مسؤوليها بالتحقيق في هذه العمليات و الوقوف على أي خلل قد يسمم الواقع الجامعي الهش اصلا في الكلية.

هاته العمليات تهدد بشكل خطير و قوي العملية التعليمية وخاصة مسألة البحث العلمي ومعايير الاستحقاق وكذا تحويل شكل وهدف التعليم عن فلسفته الطبيعية والمنطقية، فوجودها يسهم في توجيه أنظار الطلاب والطالبات باتجاه استخدام طرق غير مشروعة لنيل الدرجات العلمية. كما أن استمرارها يغيب معرفة وتلمس أحد مواطن الخلل في العملية التعليمية لدينا.

كما أن من آثارها السلبية التربوية المتوقعة تخريج جيل جامعي يفتقر إلى العديد من المهارات المفصلية المتمثلة في مهارات استخدام وسائل التقنية في البحث عن المعلومات، ومهارة القراءة السريعة، وحسن اختيار المادة العلمية، ومن ثم تلخيص المعلومات. وكذلك مهارات الكتابة الأكاديمية، والأهم في ذلك افتقارهم إلى الاعتماد على النفس في دراسة المشكلات، واتباع الأساليب والقواعد العلمية المعتمدة في كتابة البحوث، والتعود على استخدام الوثائق والكتب، ومصادر المعلومات، والربط بينها للوصول إلى نتائج جديدة، والتعود على معالجة المواضيع بموضوعية ونزاهة.

كما أنه يتوقع أن يتولد من استفحال هذه الظاهرة أبعاد اجتماعية خطيرة متمثلة بنشوء تقليد جديد اسمه هوس، شراء البحوث الجامعية، وسوق جديدة تديرها طبقة من المنتفعين والانتهازيين عديم الضمير يستغلون ضعف وخوف عدد من الطلبة والطالبات الذين يتملكهم هاجس إنجاز بحث نهاية الدراسة بالماستر أو الدكتوراه فيقومون بابتزازهم بشكل مستفز ويطلبون منهم مبالغ مالية طائلة، تجعل الطلبة بين مطرقة إتمام إنجاز البحث وسندان سماسرة البحوث فيسعى هؤلاء الطلبة إلى الضغط على أولياء أمورهم لتوفير ثمن إنجاز تلك البحوث. ويبقى الضحية في النهاية ذلك الطالب المجد الفقير المعدوم الحيلة الذي لا يستطيع أن يوفر الثمن، “وحوش إنجاز البحوث”.

وقد استقصينا أرى العديد من الطلبة والطالبات الذين أكدوا وجود هذه الظاهرة، وأنها تمارس بشكل علني من طرف أشخاص يعرفهم الجميع، بل إن بعضهم يشتغل داخل الجامعة، حيث يعرضون خدمات إنجاز البحوث على بعض الموظفين الطلبة أو الميسورين أولا ثم يسعون إلى اصطياد فرائس أخرى، وقد أكدوا لنا أن ثمن إنجاز البحث يختلف باختلاف الحالة الاجتماعية للطالب ونوعية البحث، وأن ثمن البحث قد تتجاوز قيمة 30.000 درهم.

إن تنامي ظاهرة شراء البحوث الجامعية والاستعانة بالآخر عند إعدادها يستدعيان تكاتف الجهود سعياً للقيام بخطوات عملية حاسمة تسهم في القضاء عليها، أو على أقل تقدير وقف انتشارها. والحلول العملية المقترحة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المنظومة التعليمية برمتها.

ولنا عودة للموضوع بتفصيل أكثر مع حقائق مثيرة عن هذه الظاهرة وسماسرتها والمستفدين منها….

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق