روبورتاج مؤثر: “فاظمة” حكاية مسنة مشردة تنتظر الموت في شوارع أركمان ومطالب بانتشالها من الضياع

3 يوليو 2015آخر تحديث :
روبورتاج مؤثر: “فاظمة” حكاية مسنة مشردة تنتظر الموت في شوارع أركمان ومطالب بانتشالها من الضياع

أريفينو/محمد سالكة

هل يجوز في عصرنا هذا، أن نرى امرأة عجوز تفترش الأرض لتنام وتجول الطرق ومكبات النفايات بحثاً عن شيء تأكله؟! الإجابة البديهية عن هذا السؤال، أنّ ذلك غير مقبول أبداً ولا يمكن لشخص أن يرضى بهذا الوضع، خصوصاً في المغرب المعروف بتماسك الأسرة ورعاية المسنّ ضمن عائلته الصغيرة.إلا أنّ الواقع مختلف تماماً؟؟

في البدئ التقيناها ليلا أمام المركز السوسيوتربوي بتعاونية الفتح بأركمان كانت نائمة في فراش مبلل بالحرمان و الضياع تتوسل الرأفة و الرعاية،قالت لنا أن إسمها “فاظمة” تلك المتشردة المسالمة، التي تتخد منذ مدة الأرض فراشا لها، ومن سمائها غطاءا، لتراقب بعيون منكسرة حركة المارة.

وإلى حد كتابة هذه السطور لا تزال المسنة “فاظمة” تنتظر التوجيهات وانتشالها من المجهول وإيجاد مأوى ومسكن يعيد لها كرامتها ووضعها الإنساني والبشري، حيث إنها تنام منذ أمس في شوارع أركمان وسط هذه الأجواء الحارة واتساخ ملابسها، في منظر تقشعر له الأبدان وأمام أعين الجميع .

هذا،ورصدت “أريفينو” معاناة المسنة التي روت تفاصيلها قائلة: “توفي والدي ووالدتي، وتركوني أصارع ضنك العيش وحيلة اليد وسؤال اللقمة”.

وواصلت: “ابني تمت تصفيته فرحت تائهة أبحث عن ظله”.

وطلبت المسنة (وهي المضطربة نفسيا) قائلة: “أطلب برعايتي ونظافتي، وتوفير لقمة العيش والملابس؛ فأنا كما تراني “عجوز” لا أستطيع خدمة نفسي. كما أن النساء والشباب دائماً ما يحضرون للاستهزاء بي، وبوضعي، ويصورونني”.

إن هذه السيدة التي تعاني في صمت لا نعرف من هي ولا كيف وصلت إلى الجماعة ، بنظرات متعبة وحزينة يمزقها ألم العزلة والتهميش ، تراقب بعيون منكسرة حركة القادمين غير العابئين بمعاناتها وبعزلتها القاتلة فهل تتخيل أنها قد تكون والدتك لا قدر الله؟.

ترى متى تأتي مبادرة إحداث دار للعجزة أو على الأقل للنساء المشردات بالإقليم ،من اجل متابعة انسانية لوضعية المشردين بما فيهم النساء المشردات اللواتي يعانين في صمت بدون مأوى و لاإطعام أو قد يتعرضن أحيانا للاعتداءات الجنسية من قبل المتسكعين والمشردين، لا قدر الله.

عمرو اليوسفي وهو أحد الفاعلين الجمعويين وعبر موقع “أريفينو” اتصل بإحدى الجهات المعنية للوقوف على وضع المسنة، وبالفعل “تفاعلت” مع الحالة شفويا.

موقع “أريفينو” سيتتبع القضية عن كثب في انتظار تدخلات لرفع المعاناة عن السيدة المسنة وانتشالها من هذا الضياع، ولكن لايزال الوضع المأساوي قائم ودون تنفيذ من أي جهة لدورها ونصبو من جميع الجهات المختصة بتأدية دورها الخدمي والإنساني تجاه المسنة ورعايتها.

عموما،قضية “فاظمة”، ليست سوى مثال بسيط لآلاف الحالات ، فلكل مدينة مغربية وقرية نصيبها من هاته الفئة التي يلفظها المجتمع بشكل يومي إلى الشارع، كما لها نصيبها من المنتخبين و ممثلي الأمة، فإن كان سيدنا عمر رضي الله عنه قد إرتعب من أن تعثر بغلة في العراق فيحاسبه الله عليها، فماذا ستكون ردة فعل “المسؤولين” أمام تشرد آلاف المواطنين في الشوارع؟

ندعو السلطات المعنية بالتدخل في المناطق السوداء للإهتمام بالمشردين والنساء والمسنين وأطفال الشارع والمرضى النفسيين.

nador419

nador420

nador421

nador422

nador423

nador424

nador425

nador426

nador427

nador428

nador429

nador430

nador431

nador432

nador433

nador434

nador435

nador436

nador437

nador438

nador439

nador440

nador441

nador442

nador443

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 6 تعليقات
  • katim
    katim منذ 9 سنوات

    لقد وصل إلى علمنا أن خليفة قائد أركمان والطالبي والراضي وبعض المحسنين تدخلو ونقلو المسنة لدار العجزة فعلا لكن تم رفضها بدعوى الإكتظاظ فقد رأيتها تائهة في بوعرك حيث عادت على أرجلها الله إكون في عونها بقات فيي/نحن الفقراء لنا الله

  • BILAL
    BILAL منذ 9 سنوات

    أين هم أئمة الناظور و الوعاظ ،أين المجلس العلمي ؟ أين عامل الإقليم أين جلالة …؟

    أهذا هو تديننا ؟ نحن نخادع الله ورسوله ولا نخادع إلا أنفسنا ،أما الله سبحانه فهو يعلم سرائرنا

  • RIHAM
    RIHAM منذ 9 سنوات

    الآباء الضائعون.. ظاهرة جديدة في المجتمع المغربي

    في الجمعة 03 يوليو 2015

    الآباء الضائعون.. ظاهرة جديدة في المجتمع المغربي
    • لا نزال نتذكر حكاية ذلك الابن الذي نقل أباه العاجز بسلة خوص، ليُلقي به عند باب الجامع، وكان معه ابنه الصغير، فقال لأبيه يا أبي احفظ هذه السلة، حتى أكبر وتكبر أنت، فأنقلك فيها إلى باب الجامع، مثلما فعلنا بجدي، فسقطت السلة من يد الابن العاق ورجع لأبيه وعاد به إلى المنزل!

    العرب فيصل عبدالحسن [نُشر في 03/07/2015، العدد: 9967، ص(21)]

    جمعيات خيرية كثيرة تتولى الحالات الإنسانية لكبار السن الذين ليس لهم أهل

    لم تزل تلك الحكاية التي قرأتها وأنا طفل عن أب شيخ يعاني من بدايات عته الشيخوخة، فصار كثير الكلام، ولم تحتمل زوجة ابنه، وابنه إقامته في منزلهما.
    وخططا طويلا للتخلص منه بنقله إلى أقرب دار حكومية للعجزة، فأخذ الأب يتوسل إلى ابنه بألا ينقله إلى دار العجزة، لأنه سيحرم حفيده من أن يرعاه في غيابه وغياب أمه في عملهما الوظيفي!

    قال لهما “أتركاني أعتني بحفيدي في غيابكما عن المنزل في العمل”، لا أزال أتذكر هذه الجملة، لقد كانت سببا كافيا لأذرف الدموع وقتها كلما تذكرتها.

    ولم يرق قلب زوجة الابن ولا الابن إلى توسلات الأب الشيخ، ونقلاه بكل قسوة إلى أقرب دار عجزة، ليرعاه موظفون غرباء عنه، ويعيش أيامه الأخيرة بعيدا عن محيطه الأسري.

    كم ابنا ألقى أباه الشيخ على قارعة الطريق ليواجه مصيره مع المشردين والباحثين في القمامة.

    التقينا الشيخ محمد مُلين على قارعة الطريق بمدينة الرباط، عمره تجاوز الـ70 عاما، أخبرنا بصعوبة أن ولده أتى به إلى هذا المكان، ولا يعرف لماذا تركه هنا ومضى! الشيخ على بعد خطوات من ملجأ لكبار السن والعجزة، ولكنه بلا أوراق ثبوتية، أو ما يشير إلى أن هناك من أتى به، فحتما لا يمكن قبوله في الملجأ. فالعدد مكتمل فيه والمكان مزدحم، وخلال شهر رمضان لا يتوقع أن تحصل حالة كحالة مُلين، وهناك إجراءات إدارية كثيرة تسبق قبوله في الملجأ، وحتى لو وجدوا له مكانا فإن الموافقة تتطلب أياما من المتابعة.

    الحكاية حزينة لكنها تتكرر في وطننا العربي، وزادها واقع الفقر والجهل مرارات، خصوصا في شهر رمضان، شهر الخير ومغفرة الذنوب وبرِّ الوالدين.

    وفي هذا الإطار قال بنعلي (بيداغوجي 35 سنة) ويعمل في إحدى المصحات الخاصة بدور العجزة والمشردين إن “ذلك يحدث أيضا في الغرب لأن منظومة القيم وأنساقها مختلفة عما في مجتمعنا”.

    وتابع قائلا “بعض الشيوخ العجزة الأجانب في أوروبا ينقلون إلى دور رعاية المسنين وهي دور مخصصة للعناية بأمثالهم، لأن الكثيرين منهم يموتون في وحدة تامة بشققهم، فلا ابنا يزورهم ولا ابنة”. وأضاف “ويُكتشف موتهم بعد سنوات عن طريق المصادفة، وهذا الأمر حفّز دولا كالولايات المتحدة على سن قوانين لرعاية الشيوخ والعجزة في العام 1945، كما فعلت ذلك أيضا بريطانيا عام 1945”.

    وأشار قائلا “علينا تأمل التاريخين القريبين، فالولايات المتحدة اهتمت بأمر الشيوخ والعجزة في عام 1945 وبريطانيا في عام 1956، بينما الإسلام أوصى بالعناية بالآباء والأمهات قبل أربعة عشر قرنا”.

    إشاعة القيم الإسلامية التي تحض على رعاية الآباء واحدة من الوسائل للقضاء على ظاهرة الآباء الضائعين في المغرب

    وتابع “وبالطبع فإن نقل الشيوخ والعجائز من الأجانب في أوروبا إلى تلك الدور لا تسعدهم كثيرا، لأنهم يشعرون بأن العالم تخلى عنهم، وأنهم انتهوا أو أوشكوا على الإنتهاء، مما يجعلهم في تعاسة دائمة”.

    سألنا سعيد الصويري أحد أئمة المساجد بالمغرب عن ظاهرة رمي الآباء الشيوخ والأمهات العاجزات في دور العجزة، فقال “المسلمون اهتموا كثيرا بآبائهم وأمهاتهم امتثالا لما جاء في القرآن الكريم، وفي المغرب يوجد اهتمام كبير بهذا الموضوع. ففي مكناس على سبيل المثال يوجد وقف مخصص لكبار السن، إذ خصص الوقف رواتب شهرية للمسنين، وكسوة للصيف وأخرى للشتاء”.

    وقال موضحا “ما أكثر ما جاء في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والحديث القدسي، من آيات ومواعظ حول البرِّ بالوالدين”.

    وأكمل قائلا “تخيّل أن في مدينة صغيرة كمكة، معزولة بالصحراء، ويعيش معظم أهلها في خصاصة وينزل القرآن الكريم، وفيه آيات عن رعاية الآباء والأمهات”.

    وتحدث عن ظاهرة ترك الشيخ محمد مُلين ليواجه مصيره بعد هذا العمر في الشارع، وهو لا يعي ما حوله وإلى أين يمضي، قائلا “حقا هي ظاهرة جديدة في المجتمع المغربي وهو عمل مشين لا يرضاه أي مغربي على الإطلاق، خصوصا ونحن في شهر رمضان، شهر البرِّ والتقوى، وإكرام الكبير والحنو على الطفل الصغير”.

    وأضاف، بالطبع لن نترك الشيخ مُلين هكذا، فالكثير من جمعيات الإحسان في الرباط ستتولى أمره، وليست دور العجزة وحدها تعمل في هذا الجانب الإنساني. لدينا جمعيات خيرية كثيرة تتولى الحالات الإنسانية المشابهة لكبار السن أو المعوزين، الذين ليس لهم أهل، وهي تقدم المساعدات الإنسانية للعائلات المتعففة خلال شهر رمضان الكريم، وفي عيدي الفطر والأضحى المباركين”.

    وأشار إلى أن بعض التجار عمدوا إلى طباعة عبارات كـ”أحنُ إلى قهوة أمي، وأمي طريق إلى الجنة، وتكرار الفعل: برُّوا.. برُّوا.. برُّوا، على قمصان وفانيلات قطنية للبيع، وذلك لتذكير الجيل الجديد بقيمنا الإسلامية”. وذكر أن إشاعة قيمنا الإسلامية التي تحض على رعاية الآباء والأمهات واحدة من الوسائل التي نحاول أن نقضي بها على ظاهرة الآباء الضائعين في المغرب.

  • مسافر
    مسافر منذ 9 سنوات

    الله يا سيدي ربي الله

  • rachid
    rachid منذ 9 سنوات

    had lamra smitha fadhma 9abla katskan fbouarg f douar iyamniwan hda station cmh otahbat jihat labhar rah 3andha dar okhotha saknin hdaha ghir hiya chwiya mrida nafsanian li bgha nwarilo bdabt yatasal 0536380981

  • makayn walo
    makayn walo منذ 9 سنوات

    المسؤولون المغاربة مشغولون مع جمع المال والشعب يموت الدولة بحال هادي غانديرها بالكرتون ديال البيض/دولتنا ضيعة ونحن مياومون بالمجان

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق