+ صور : دوامة الركود التجاري بالناظور بين أمل المواطن البسيط في العيش  وفشل المجالس المنتخبة في إيجاد الحلول و البدائل. ( الجزء الثاني )

17 أكتوبر 2018آخر تحديث :
+ صور : دوامة الركود التجاري بالناظور بين أمل المواطن البسيط في العيش  وفشل المجالس المنتخبة في إيجاد الحلول و البدائل. ( الجزء الثاني )

أريفينو : فؤاد الحساني .

17 أكتوبر 2018.

 

لو تتبع المواطن الناظوري البسيط للحالة الاقتصادية بالناظور قبل احتراق سوق المركب التجاري الكبير كيف كانت الحركة التجارية بالإقليم في عزها و ازدهارها و كيف تحولت مباشرة بعد الاحتراق فكل شيء لم يعد كما كان تشتت التجار و بقي السوق معلقا إلى أجل غير مسمى إذا كانت هذه هي بداية النكسة فلابد من الإشارة إلى أسباب أخرى ساهمت في هذا الركود المخيف أهمها الأموال المهربة من طرف المستثمرين و المنعشين العقاريين نتيجة غياب ظروف العمل و التشجيع المنعدم من طرف الدولة و الضرائب التي تنهك كاهلهم بالإضافة إلى المساطر المعقدة و القيود المفروضة على أموالهم بالمراقبة المبالغ فيها كما أن الدولة فرضت حصارا على تجار المخدرات بجميع أنواعها و عملت على توقيف العديد من البارونات التي كانت تساهم بالقسط الكبير في إدارة عجلة الحركة الاقتصادية بالإقليم و النواحي و حتى في المغرب ككل إضافة إلى القيود المفروضة على رخص البناء التي هي شبه متوقفة حيث كان يساهم قطاع البناء بتحريك عجلة النمو بالإقليم لما يوفر من يد عاملة و رواج تجاري في بيع مواد البناء و معامل الأجور بالإقليم شبه متوقفة عن العمل و  مساهمة الجفاف في الحد من الفلاحة بالإقليم سهل بوعرك و صبرا أراضي مسقية تحولت إلى بورية معظم أهلها هاجروا الأرض و التجأوا للمدينة للبحث عن العمل هجرة ما يزيد عن 30 ألف شاب إإلى أوروربا عبر تركيا وعبر قوارب الموت ..تراجع كبير في مداخل أفراد الجالية من العملة الصعبة نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثر بها الإقليم الذي كان يعتمد على عائدات عمالنا للخارج تراجع أخر حتى في عودة بعض أفراد الجالية لظروف اقتصادية و أحيانا سياسية خاصة الشباب منهم الذين غيروا وجهاتهم إلى مناطق أخرى أكثر جذبا و تتوفر فيها الشروط المريحة الإجراءات التي تتخذها كلا من الدولة المغربية و الحكومة الاسبانية في محاربة التهريب بنوعيه الكبير و المعيشي ..إغلاق الحدود جهة بني انصار فتحها جهة فرخانة مع قيود متشددة محاولة عزل المغرب اقتصاديا نتيجة المراكز التجارية الكبرى التي فتحتها اسبانيا على حدود بني انصار بجلب شركات استثمارية عالمية بجودة المنتوج و رخص ثمنه الإجراءات الاستثمارية التي خلقها المغرب عن طريق الاستيراد و التصدير و عدم التمهيد التدريجي لها .بالإضافة إلى ارتفاع فاتورة النفط الذي أثر على غلاء جميع المنتوجات و الخدمات أضف إلى ذلك الهجرة التي حلت وبالا على الإقليم بجميع أنواعها هجرة قروية هجرة جماعية من جميع أنحاء المغرب و العالم من سوريا و اليمن و أفغانستان و الجزائر و من إفريقيا بطولها و عرضها و حتى من أمريكا اللاتينية أضف إليها جيشا من القاصرين يحتلون المدينة و شوارعها بحثا عن بوابة أوروبا للهجرة مما خلق نوعا من عدم الاستقرار في الإقليم.. كثرة الجريمة.. السرقة الاغتصاب انعدام الأمن عموما .هذه الأسباب أدت بمعظم التجار إلى بيع ممتلكاتهم و البحث عن الاستقرار في مدن مغربية أنقى و أجمل من الناظور ومعها من طبيعة الحال رؤوس أموالهم التي تحول مباشرة لتلك المناطق مما أدى إلى انخفاض فضيع في العقار و الممتلكات و الأراضي لم يشهده الإقليم اطلاقا .

ثم أزمة أخلاق ناجمة عن الجيش العرمرم من العاهرات التي اتخذت من الاقليم ملاذا لها اكترت مساكن للرذيلة و احتلت هوامش الشوارع و ركزت تجارتها في الجسد في فنادق كثيرة بالإقليم منظرها في الشوارع يوحي أننا في دولة من دول أميركا اللاتينية .

نأتي لغياب المجلس الإقليمي للسياحة الغائب تماما عن الإقليم و لا يسمع به أحد رغم أن السياحة بالإقليم يمكن أن تكون بديلا للرواج التجاري نتيجة المؤهلات التي يتوفر عليها الإقليم إلا أن الذين بيدهم عقدة الحل ينأون عن النفس بهذه الخدمة التي يمكن أن تجلب سياحا و يمكنهم أن ينفقوا في متاجر و فنادق و مقاهي و مطاعم الإقليم.. فلولا مجهودات مارشيكا الذاتية في الإقليم لكانت الطامة الكبرى و لأحسسنا أننا نتواجد في قرية من قرى جبال الأطلس .

نأتي لدور مجالسنا المنتخبة التي تبرع في بناية الأسواق و الاستثمار فيها كأن الرواج التجاري على أوجه بالإضافة إلى استثمار معظم هذه المجالس في هذه الأسواق و كذا المقاهي و الفنادق لكن بطرق عشوائية لا يمهدون لها بدراسات تقنية و علمية .نأتي إلى الكارثة الكبرى وهي الفوضى السائدة في المدينة بالتجارة العشوائية الغير المنظمة و المتجلية في الباعة المتجولين الذين احتلوا المدينة بل أهم شوارعها تحولت للمزابل و المطارح للنفايات و أعطى و جها مشمئزا جعل السائح ينفر من الناظور الذي اقترن اسمها بالا زبال ثم المشكل الذي أرق الساكنة وهو فشل المجلس الجماعي المسؤول عن تدبير مشكل النفايات المنزلية الذي جعل المدينة مطرحا مفتوحا بروائحه الكريهة و نفاياته التي تجعل الزائر يهرب و القاطن يغادر إلى مدن أخرى.. إن سوء تدبير الأمور من منتخبينا الذين يلعبون دور المتفرج و كأن الأمر لا يعنيهم أوصل الإقليم لهذه الدرجة من الانحطاط الاقتصادي و الأخلاقي و السلوكي و هم يتحملون مسؤولياتهم أمام الله أولا و أمام المواطنين الذي أخطأوا في التصويت عليهم لأنهم لا يستحقون أن يكونوا محل تحمل المسؤولية و هذا ما قاله المستشار السيد سليمان أزواغ في دورة المجلس الأخيرة  بالناظور.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق