فاطمة الإفريقي في رسالة مؤثرة لمعتقلي حراك الريف: لن نطلق سراحكم!

10 يوليو 2018آخر تحديث :
فاطمة الإفريقي في رسالة مؤثرة لمعتقلي حراك الريف: لن نطلق سراحكم!

اريفينو/محمد سالكة

نشرت الإعلامية المغربية فاطمة الإفريقي ، تدوينة على حسابها فيسبوك ، تجدد فيها تضامنها ومساندتها لمعتقلي حراك الريف.

وكتبت الإفريقي في تدوينتها ” نعترف، أنتم على حق ، كل مطالبكم مشروعة ، ومع ذلك ، لن نطلق سراحكم ..سنشيد في مدينتكم مستشفى وجامعة وطريقا سيارا، سنحقق كل أمنياتكم العادلة وربما أكثر ، وسنفخر بتدشينها في نشرة المساء ، ولن تكونوا هنا ، لأننا لن نطلق سراحكم ..”

وحول ظروف اعتقال نشطاء حراك الريف كتبت الإفريقي” توصلنا بتقارير موضوعية من منظمات حقوقية عن خرقنا لكل المواثيق في مطاردتكم واختطافكم وترهيبكم وتصويركم عراة ، تسامحنا مع المبادرات المدنية التي قادها أصدقاء لنا وأصدقاء لكم ، وعدناهم خيرا في العيد الصغير والعيد الكبير وعيدنا وعيدكم ، لكننا وكي نكون صريحين ، لا نزال مترددين ، ولا نية لنا اللحظة في إطلاق سراحكم ..”

وختمت تدوينتها بقولها ” أرجو أن تتفهموا موقفنا ، إننا نبني للمستقبل البعيد.. أما الآن ، فنحن آسفون أيها الشباب الطيب ، فلن نطلق سراحكم “.

تدوينة فاطمة الإفريقي ليست الأولى من نوعها ، بل سبق وأن اعلنت تضامنها مع معتقلي حراك الريف ، منذ انطلاق الشرارة الأولى للإحتجاجات.


النص الكامل للتدوينة:

بقلم ذة: فاطمة الإفريقي

نعترف ، أنتم على حق ، كل مطالبكم مشروعة ، ومع ذلك ، لن نطلق سراحكم ..

سنشيد في مدينتكم مستشفى وجامعة وطريقا سيارا، سنحقق كل أمنياتكم العادلة وربما أكثر ، وسنفخر بتدشينها في نشرة المساء ، ولن تكونوا هنا ، لأننا لن نطلق سراحكم ..

نعترف بأنكم كُنتُم راقين ونبلاء وأبطالا ومبدعين في احتجاجكم ، و بأنكم أدهشتم العالم بالصور الفريدة لوقفاتكم ومسيراتكم ، نعترف بأننا أيضا انبهرنا بلوحات غضبكم ، وأنتم تغنون نشيد الحرية، و أنتم ترفعون بالونات النصر، وأنتم ” تطنطنون ” ، وأنتم مبتسمون ، وأنتم أنيقون ، وأنتم تنظرون لقوى قمعنا بعيون مشرقة بوميض صدق مستفز ، نعترف بأنه تتملكنا أيضا مثل كل البشر قشعريرة الدهشة أمام شجاعتكم ومشاعر الفخر بكوننا ننتمي مثلكم للوطن نفسه ، ومع ذلك ، ولأنكم كذلك ، لن نطلق سراحكم ..

نعترف بأنكم أبرياء ، فقد تعبنا كي نجد دليلا مقنعا لاعتقالكم ، اضطررنا للنبش في ماضيكم البعيد ، وللتأويل المغرض لأحلامكم ، ولتتبع مصدر الضوء في صوركم ، تنصتنا على أحاديثكم العفوية والتافهة وحتى الحميمية ، حللنا نصوص كل تدويناتكم ورسائلكم ، بحثنا في الاستعارات والمجاز و ما بين السطور، واطلعنا على حساباتكم البنكية البئيسة ، وتذكرنا حساباتنا المتضخمة ،هنا وهنالك ، شعرنا بخجل عابر ، ومع ذلك لم نطلق سراحكم ..

نعترف بأننا لم نجد براهين كافية تورطكم أو تثبت بأنكم متآمرين ضد الوطن ،لكننا وجدنا وشاة ومحققين و قضاة وقادة أحزاب وصحفيين نابوا عنا مشكورين في حبك سناريوهات تُهَمِكم ، وفِي تهويلها، وفِي خدش رمزيتكم ، نعترف بأن ما صاغته أناملهم سريالي وفيه الكثير من التضخيم ، نأسف لذلك ، ونأسف لوجود أمثالهم ، لكننا لن نطلق سراحكم ..

نتابع عن كثب حجم الغضب والاستياء والادانة لظروف اعتقالكم ، اطلعنا على كل المراسلات وأخذنا علما بكل العرائض و بما تكتبه الصحف العالمية والوطنية عن عدالة قضيتكم ،و توصلنا بتقارير موضوعية من منظمات حقوقية عن خرقنا لكل المواثيق في مطاردتكم واختطافكم وترهيبكم وتصويركم عراة ، تسامحنا مع المبادرات المدنية التي قادها أصدقاء لنا وأصدقاء لكم ، وعدناهم خيرا في العيد الصغير والعيد الكبير وعيدنا وعيدكم ، لكننا وكي نكون صريحين ، لا نزال مترددين ، ولا نية لنا اللحظة في إطلاق سراحكم ..

هكذا نحن ، تعرفون تاريخنا مند زمن الرصاص ، تعرفون أننا نلين ونقسو بمزاجنا ولا نخضع للمنطق والقوانين ، هكذا نحن عنيدون ومستبدون ، لا صوت يعلو على صوتنا ولن نسمح بخدش هيبتنا ، لن نتراجع أمام صمودكم ، وإن أضربتم عن الطعام ، وأضربتم عن الماء ، وإن جفت عروقكم ، وإن ذرفت أمهاتكم أنهار دموع ، وإن صاح المناضلون في الشارع العام ، سنعتقلهم جميعهم بتهمة الصياح ، سنكسر نظاراتهم أمام الكاميرات ، سنواجههم بالقنابل المسيلة للدموع ، وسنسحلهم ، و أنتم ، لن نطلق سراحكم ..

موتوا من الغيظ ، اشربوا البحر المتوسط ، استنجدوا بالضفة الديمقراطية للمتوسط إن شئتم ، سنجعل من مدينتكم منارة للمتوسط ، وأنتم ستظلونا هنا ، في سجوننا المهينة ، لأننا مع أسفنا الشديد لن نطلق سراحكم.

أنتم على حق ، نعترف ، كل مطالبكم مشروعة ، ومع ذلك سنساند المحتجين في شوارع “كراكاس” ، وسنحتج ضد دولة فنزويلا كي تطلق سراح معتقليها السياسيين ، وأنتم ؟ ، لا تحلمون ! ..فلن نطلق سراحكم .

أرجو أن تتفهموا موقفنا ، إننا نبني للمستقبل البعيد ، لأننا سنحتاجكم ، كي نؤسس من أجلكم لجنة إنصاف ومصالحة، ونؤسس بكم حزبا جديدا ، وقد تصبحون سفراء ووزراء ورؤساء أومدراء سجون ، أما الآن ، فنحن آسفون أيها الشباب الطيب ، فلن نطلق سراحكم .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق