سعيد قدوري
أكد مجموعة من الفلاحين من ملاك الحقول بسهل صبرة بزايو أن خطر ضعف الموارد المائية وصل إلى الخط الأحمر، وأصبح يهدد اقتصاد المنطقة، والقدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين.
فلاحو سهل صبرة اعتبروا أن شح المياه بات يهدد الاستقرار الديمغرافي واستمرار النشاط الفلاحي، كما بات يهدد تزويد أسواق الجهة الشرقية وبعض الأسواق الوطنية بالمنتوجات الفلاحية من خضر وفواكه.
وحذر الفلاحون من تأثير نضب الماء بسهل صبرة بأولاد ستوت على حياة السكان، خاصة الفلاحين، بعدما حاول عدد منهم البحث عن وسائل الاسترزاق، تاركين نشاطهم الأصلي، فيما حاولت فئة أخرى البحث عن الماء من مناطق بعيدة، ما يرفع من تكاليف نقلها.
شح الماء بصبرة جعل الفلاحين الصغار يتخلون عن استغلال أراضيهم الفلاحية، ويشتغلون في حرف حرة من قبيل النقل، والتجارة. فعدد منهم اتخذ من نقل الخضر عبر الشاحنات، وبيع بعض المواد الاستهلاكية، وسيلة لكسب قوته اليومي.
ويأتي تغيير النشاط بعدما استفحلت ظاهرة شح الماء، وفشل عمل بعض التعاونيات التي تأسست من أجل مواجهة المشكل، وهذه الظاهرة من شأنها أن تؤثر حتى على الفلاحين الكبار، الذين يجلبون الماء حاليا بطرق أكثر تكلفة.
إن جولة قصيرة بسهل صبرة تقودك لرصد ظاهرة العطالة التي مست أغلب الفلاحين الصغار بالمنطقة، الذين أصبحوا تجار ماشية أو سائقي شاحنات نقل خفيفة بسبب شح الماء بالآبار أو مياه السقي.
ويعزي المهتمون نضوب الموارد المائية الجوفية بسهل صبرة، إلى الضغط الذي مورس على الفرشة المائية سابقا والذي أخذ منحا تصاعديا منذ ما يزيد عن عقد من الزمن. وهو ما يجب معه دق ناقوس الخطر، فالأرقام مخيفة ومهولة حول احتياطيات سد محمد الخامس المزود الأول لسهل صبرة بمياه الري، بالإضافة إلى أن نسب الوحل بالسد أخذت منحا تصاعديا، ما يتطلب مجهودات مضاعفة لتنقيتها من الأوحال.
إن ظاهرة شح المياه تضع الجميع أمام المسؤولية بسبب تأثيرها على التماسك الاجتماعي والأمن المائي، فالوضع سيكون له انعكاس على أسعار الخضر والفواكه، وسيؤدي إلى ارتفاع نسب البطالة، وإفلاس الفلاحين وإغلاق المؤسسات الاقتصادية والصناعية التابعة بشكل مباشر أو غير مباشر للقطاع الفلاحي بسهل صبرة.