لأن الجمعوي الخيري يتكامل مع السياسي: الشيخ محمد الفزازي يدعو قيادي النهضة و الفضيلة بالناظور أحمد محاش للتقدم للانتخابات

30 أغسطس 2015آخر تحديث :
لأن الجمعوي الخيري يتكامل مع السياسي: الشيخ محمد الفزازي يدعو قيادي النهضة و الفضيلة بالناظور أحمد محاش للتقدم للانتخابات

1175656_424197784352720_1158153356_nمراسلة خاصة
جرت قبل مدة دردشة اخوية بين الحاج احمد محاش قيادي حزب النهضة و الفضيلة بالناظور و الشيخ محمد الفزازي حول الترشح للانتخابات و العلاقة بين السياسي و الجمعوي.
الشيخ الفزازي كان له وجهة نظر واضحة و اجابة واضحة على تساؤلات الحاج احمد محاش، و قرر نشرها على شكل مقال بصفحته على الفيسبوك تعميما للفائدة.
و في المقال يقول الشيخ الفزازي ان العمل الجمعوي الخيري لا يتعارض مع العمل السياسي بل يتكامل معه داعيا الحاج محاش لدخول غمار الانتخابات.

إقرأ مقالة الشيخ الفزازي كاملة

———

375577_382318285207337_905411493_nبسم الله الرحمن الرحيم

هذا رأيي في العمل السياسي وعلاقته بغيره…

من قال إن العمل السياسي والعمل الدعوي والجمعوي والخيري… أعمال متضاربة أو متعارضة؟ هناك خصائص وتخصصات لكل مجال من هذه المجالات لا شك في ذلك…
لكن ليس إلى حد التتافر والتصادم بل التكامل والتنوع هو ما يمكن الاطمئنان إليه. السياسة اهتمام بالشأن العام عبر آليات ومؤسسات… والاهتمام بالشأن العام عمل حزبي ومؤسساتي بالدرجة الأولى… وكل من مرجعيته الإيديولوجية والعقدية والفكرية…
من جانب ذوي المرجعية الإسلامية سواء كانوا أحزابا أم جمعيات خيرية أم دعوية أم نخبوية دعاة وعلماء…. إلخ، فإن الاهتمام بالشأن العام هو روح العمل الصالح أصلا والمتمثل اختصارا في جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها. ولو توقفنا مع قاعدة فقهية أصيلة وصحيحة واحدة وهي (لا ضرر ولا ضرار) الحديث. لأدركنا أن الواجب الشرعي والوطني والإنساني أيضا يحتم على كل مسلم غيور على دينه ووطنه وأرضه وعرضه أن يجتهد ويجاهد في تكتل حزبي أو جمعوي…أو حتى على نطاق فردي أن يرفع الضرر بمفهومه الواسع. الضرر السياسي والقضائي وفي التعليم والصحة وكل المجالات الحيوية وغير الحيوية…
ومن هنا فإن المجتمع المدني لا يمكنه أن يبقى في معزل عن هذا الأمر. أي الاهتمام بالشأن العام.. وكل من زاويته وحسب تخصصاته… هناك تنوع في الوظائف يقينا… لكن الهدف الأسمى هو خدمة الوطن والمواطن. وتحدد التخصصات في إزالته.
الضرر يزال. كيف يزال؟ هنا ينظر في حجم هذا الضرر ونوعه . صحيح اختلاف المرجعيات يؤدي إلى اختلاف في مدلول الضرر نفسه. واختلاف التصور يترتب عليه اختلاف في التصرف إلى حد التعارض الحاد… أحيانا. هنا يأتي وجوب التدافع السلمي.
هنا لا مجال للسلبية. لا مجال للحياد. لا مجال للانتقاد الأبله من بعيد. بل تجب مضاعفة الجهود في حلبة هذا التدافع باستمرار وليس فقط خلال مواسم انتخابية وما شابه.
الشخص المناسب في المكان المناسب بالإمكانات المناسبة قدر الإمكان…. المسألة متوقفة على قدرات الشخص نفسه وخاضعة للموازنة بين المصلحة والمفسدة… وترتيب الأولويات حسب الأهميات والمستعجلات والمستجدات…. وهنا تتجلى مسألة بدهية للغاية وهي قدرات أي شخص في تعدد وظائفه. أي أن يكون الشخص الواحد نشطا في حزب معين وفاعلا في جمعية معينة وربما له نشاطات أخرى … فلا يجوز صرفه عن واجب معين بحجة تعطيل واجب آخر… ترك المجال شاغرا والتخلف عن الإصلاح تحت أي ذريعة من الذرائع هو عين الضرر وأس الفساد.
أي رفع الضرر بالشكل الأفضل في الوقت الأفضل….
والأغرب أن حناجرنا بحت بتلاوة آيات الله تعالى (وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) (فعليكم النصر) (سنشد عضدك بأخيك)
“انصر أخاك…” الحديث.
والنصوص في هذا كثيرة.
والأسوأ من هذا كله الانعزال عن ميادين التناصر مع المصلحين بحجج يراها صاحبها شرعية. كأن الشرع الحنيف جاء لتكريس الفساد وترك المفسدين يسرحون ويمرحون.
لا أغالي إذا قلت بأن المشاركة السياسية صورة حية وحيوية في إحقاق الحق وإزهاق الباطل ومجال من مجالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أجل صوره وأعمقها. إن المعارك السياسية عموما ومجالات المواجهة والتدافع هي معارك يمكن حصرها في جبهتين اثنتين… إسلامية وعلمانية.
فهل تتم المواجهة بانعزالك في بيتك أو صومعتك أو زاويتك؟ لا والله.
ومن حيث أنت صاحب مرجعية إسلامية مثلك مثل بلدك أصلا الذي هو بلد إسلامي فأنت مطالب بنصرة وطنك وشعبك بدعم هذه المرجعية وتثبيت ثوابت الأمة والسعي إلى تخليق السلوك والمسلك والسالك سواء…
واعلم أن الدعوة العلمانية والمشروع العلماني والأهداف العلمانية… كل ذلك دخيل وغريب على أصولنا وأصالتنا…
أقول: لا تنفعك الشكوى بعد تقاعسك وخذلانك للمصلحين إذا فاز المفسدون ووضعوا للفساد أركانا ومحميات… ووجدت نفسك مقيدا بأغلال قانونية وتشريعية وإجراءات تنظيمية وتدبيرية لا تصب في أهداف مرجعيتك الإسلامية…
فلا خيار لك في أن تكون فاعلا أو مفعولا به… والسياسة إما أن تمارسها وإما أن تمارس عليك.
أنت المسؤول أمام الله وأمام أمتك ووطنك وأسرتك…
من هنا أؤكد على أن من وجد نفسه قادرا على العطاء فليقدم ما استطاع. ومن وجد من نفسه القدرة على العمل من أكثر من جبهة فليعمل…
وإلا ستكون أنت من ضيعت الفرصة.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق