روبورتاج الناظور: لقاء ثان عام للمقبلين على الحج قبل الرحلة الى الديار المقدسة

19 يوليو 2018آخر تحديث :
روبورتاج الناظور: لقاء ثان عام للمقبلين على الحج قبل الرحلة الى الديار المقدسة

أريفينو

التقى يومه الأربعاء 04 ذي القعدة 1439هـ الموافق لـ 18 يوليوز 2018م المقبلون على الحج لهذا العام بمسجد محمد الخامس بالناظور في اجتماع لهم للتداول والمذاكرة في مناسك الحج قبل سفرهم الى البقاع المقدسة.

وكان برنامج اللقاء مفيدا جدا، ومشوقا للغاية، حيث افتتح بآيات من الذكر الحكيم لأحد الأئمة الذي كتب له أن يرافق الحجاج ثم أهل بالتلبية التي هي شعار الحج فسمع صوت الحجاج والحاجات صادحا بـ “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”.

وبعد ذلك تناوب السادة العلماء والمؤطرون على منصة البيان والتوضيح وسط المسجد حيث مجسمات وصور الكعبة المشرفة وحجر إسماعيل ومقام إبراهيم والصفا والمروة، فشرعوا في التطبيق يجسدون كل المناسك والشعائر وموضحين الأركان والواجبات والسنن والمندوبات والمحظورات بلغة مبسطة، وأسلوب سهل.

وأثناء هذه العمليات التي استوعب معها الحجاج والحاجات ما يجب القيام به انطلاقا من بيوتهم ومرورا بالمطار بالعروي ومطار المدينة المنورة وزيارة المسجد النبوي، وارتداء الاحرام من ذي الحليفة وإلى حيث أعمال الحج الفعلية بمكة المكرمة ومنى وعرفات.

وهكذا فقد بذل السادة العلماء الحاضرون والأئمة المؤطرون والمرشدات ومعهم السيد مندوب الشؤون الإسلامية والسيد رئيس المجلس العلمي مجهودات مشكورة وجدية لإيصال المعلومات والبيانات سواء منها المتعلقة بالمناسك أو الإدارة أو الصحة الى كل السائلين والمستفسرين الذين اقتنعوا بأن “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ” بمعنى انه عبادة مقدرة في زمان ومكان معينة ومحددة، وأن كل عبادة تحتاج الى معرفة وعلم مصداق قول الرسول صل الله عليه وسلم: “خذو عني مناسككم” تماما كما قال في الصلاة “صلوا كما رأيتموني أصلي”.

وبعد التمرين على لباس الاحرام والطواف وركعتي الطواف وشرب ماء زمزم والسعي بين الصفا والمروة، وهي أعمال العمرة التي يبتدئ بها الحاج المتمتع والذي عليه في هذه الحالة تقديم هدي لجبر هذه الحالة، وبعد التعرف على أركان الحج وأعماله كذلك من نية ووقوف بعرفات وطواف الافاضة والسعي بين الصفا والمروة والحلق، وبعد بيان ما يتعلق بواجبات كحط الرحال بمزدلفة ورمي الحجرات بمنى لمدة أربعة أيام كما هو المعمول به اليوم مصداقا لقوله تعالى:” وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ “، اجيب عن عدة استفسارات واشكالات تعترض عادة الحجاج هناك كالفرق بين الهدي والاضحية، وجمع وتقصير الصلاة بالمزدلفة ومنى وعرفات، والصلاة بمسجدي نمرة وخيف، ووقت طواف الافاضة وكيفية الرجم، والفرق بين طواف العمرة وغيرها من أنوع الطواف، وحكم طواف الوداع وقطع الطواف للصلاة وغيرها.

وختم اللقاء بالحديث عن اخلاق الحاج ومعاملاته وكيف تكون مع رفاقه ومع سائر الحجاج، وفي كل الأماكن هناك. كما تم بيان العلاقة التي يجب أن تضبط سلوك الحاج مع البيئة حتى لا يقع في محظور، وأن أكبر محظور هو اذاية الناس والاعتداء عليهم والتطاول على حقوقهم. والطعن في أعراضهم. فهناك قوانين يجب الانضباط معها مثل قوله تعالى: “فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج” وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم موجها ومرشدا حجاج وقته من الصحابة: “السكينة، السكينة” فالحجاج المغاربة يمثلون تاريخا مجيدا متراكما عندهم، فهم أبناء المملكة المغربية التي يقودها أمير المؤمنين وتحتمي تحت لواء نظام أصيل وعريق يرجع الى ازيد من اثنى عشر قرنا من الزمان هو امارة المؤمنين، هم أبناء جامعة القرويين، وحفدة مولاي ادريس ويوسف بن تاشفين وطارق بن زياد ومحمد الخامس والحسن الثاني، هم امتداد حقيقي لهؤلاء الصلحاء، الفضلاء، من الامراء والملوك والعلماء الذين لهم صيت وإشعاع، فلابد من الحفاظ على هذه التركة، التليدة، ولابد من رفع راية الامة الحمراء في وسطها نجمة خضراء، عالية خفاقة بالتشبث بالفضائل والأخلاق النبيلة الشهمة.

وبعد كل هذا انفضت جموع الحجاج والحاجات خاشعين خاضعين لله تعالى لاهجين بأدعية مؤثرة ضارعين الى الله تعالى بالحفظ والتمكين والنصر والتأييد لأمير المؤمنين الملك محمد السادس وللأمة المغربية ولشعبها الوفي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق