اريفينو/خاص ـ محمد سالكة
بشبه جزيرة اطلايون بالناظور كان المطار البحري الذي استخدمته قوات الاحتلال الاسباني لشحن طائراتها بالمواد الكيماوية السامة (غاز الخردل) للاغارة على ساكنة الناظور والريف، بعيدا عن مطار مليلية خوفا على ساكنتها، وذلك خلال الفترة ما بين 1921 و 1927… هذه الحرب الكيماوية المثيرة للجدل حول علاقتها بانتشار السرطان في أرجاء الريف،اكدها عدد من الطيارين المتقاعدين من الطيران الحربي الإسباني الذين اقروا بمشاركتهم في ضرب المدنيين بغاز الخردل خلال حرب الريف التي شهدت مواجهة بين قبائل الريف والجيش الإسباني اذ اكدوا أن مرض السرطان فتك بسكان الناظور والريف وأن الأرض لم تعد خصبة كما كانت من قبل بهذه المناطق.
ميناء اطلايون الحربي الذي حوَّلته وكالة مارتشيكا الى ميناء ترفيهي ادى ادوارا مهمة في المجال العسكري للبحيرة في القرن التاسع عشر والعشرين، إذ تم تشييد المطار البحري بشبه جزيرة أَطالَيُون،وتم استعماله من طرف القوات الإسبانية لشحن طائراتها للغارة على المقاومة الريفية و بوتيرة أكبر لشحن الطائرات بالمواد الكيماوية أمام ضراوة وقوة المقاومة في منطقة الريف بشمال المغرب في عشرينيات القرن المنصرم.
إن ما وقع في منطقة الناظور والريف من دمار وقتل عمدي نتيجة العدوان الإسباني بالغازات السامة على السكان في إطار الحملة الاستعمارية التي استهدفت المغرب في سنوات العشرينيات من القرن الماضي؛ هو جريمة إبادة بشرية تندرج ضمن جرائم الحرب بكل مقاييسها وشروطها المادية والقانونية.