حرمان أزغنغان من النقل الجامعي … و زمن الدراسة في خبر كان !‎

11 يناير 2017آخر تحديث :
حرمان أزغنغان من النقل الجامعي … و زمن الدراسة في خبر كان !‎

أريفينو زكرياء الورياشي

 

عادت من جديد المشاكل التي يتخبط فيها قطاع النقل الجامعي بمدينة أزغنغان لتطفو على السطح منذ انطلاق الدراسة بجامعة سلوان وإلى يومنا هذا، وبالرغم من أن عدد الطلبة المسجلين خلال هذه السنة مرتفع بأكثر من 50 في المائة عن السنة الماضية ، فإن الوضع لا يزال على حاله ، ولا زال الطالب الزغنغاني يذهب للدراسة و التحصيل العلمي في حافلة تنقل “الأفارقة” إلى الصحراء و الرباط ، و عدد كراسيها لا يتعدى 50 مقعد ، بينما عدد الطلبة يفوق 130 طالب (50 مقعد و 130 طالب ؟ هذا اللغز لن يستطيع فكه إلى مجلس بلدية أزغنغان و عامل الإقليم).

ويدخل النقل الجامعي في إطار المعاناة اليومية التي يعيشها الطالب الزغنغاني خاصة المنحدرين منهم من الجماعات المجاورة أو هوامش مدينة أزغنغان ، معاناة وإزدادت حدتها خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة مع دخول شركة النقل “الأخوين”، واستئثارها بخدمات النقل الحضري و الجامعي بمدينة أزغنغان.

زمن الدراسة في خبر كان … !

بسبب هذه الخطوات أصبح الطلبة مجبرون على مشاركة وسيلة النقل هاته مع باقي الفئات وهو ما يرسم مسارا لا علاقة له بمسار باقي البلديات التابعة لنفوذ إقليم الناظور، وهو ما يجبر الطلبة على استعمال أزيد من حافلة للذهاب من وإلى الكلية، وهذا بالطبع يؤثر سلبا على الطالب و الطالبة ، من حيث التحصيل العلمي و الإجتهاد في الدراسة ، خاصة أن الطلبة ينتقلون في ظروف كارثية إلى الجامعة ، وقد توقف مجموعة مهمة من الطلبة عن الدارسة الجامعية ، وبعضهم إلتجئ إلى المعاهد الخصوصية ، و البع من الدراسة الجامعية

الطالبات.. معاناة وتحرش ، إلى متى ؟

تعتبر الطالبات الضحايا الأوائل لهذه “الفوضى الرأسمالية”، ويعانين من هذه الأوضاع معاناة مزدوجة، فهن من جهة يحاربن الاكتظاظ والزحام من أجل البحث عن موطئ قدم في الحافلة، ومن جهة أخرى يتعرضن لأبشع أشكال التحرش الجنسي وقد يتحول هذا مستقبلا إلى السرقة و النهب.
لم يتقبل الطلاب هذا الواقع المأساوي بصدر رحب، فقد خاضوا نضالات عدة ضد الإجهاز على حقهم في النقل الجامعي، فعلى مر السنوات الخمس من تواجد شركة الأخوين ، قام الطلبة بالعديد من المسيرات التي كانت في بعضها تشل حركة المرور(فقط لكي تلتفت الجهات المسؤولة إلى مشكل طلبة أزغنغان)، بالإضافة إلى مجموعة من الوقفات الاحتجاجية أمام قصر “الديناصورات” كما يسميه طلبة أزغنغان ومسيرة حاشدة إنطلاقا من ساحة التحرير بالناظور وصولا إلى مقر عمالة إقليم الناظور …

ظروف نقل غير صحية ..

كما أن تزايد عدد الطلبة الوافدين كل سنة للجامعة لا توازيه زيادة في عدد الحافلات التي بقية كما هي، مما يسبب اكتظاظا خانقا خاصة في أوقات الإمتحانات . يصل عدد الطلبة في بعض الأحيان إلى أكثر من 130 طالبا وطالبة، في الحافلة الواحدة التي لا يتجاوز فيها عدد المقاعد 45مقعدا.
يتم تكديس الطلبة في ظروف غير صحية ولا إنسانية في هذه الحافلات، مجردين من كرامتهم. فأرباح الشركة تتراكم وتزداد بعدد الأجساد المكدسة داخل الحافلة الواحدة، وما يهم رب الشركة هو عدد التذاكر المقتناة، وليس عدد الأجساد الممتهنة كرامتها، وفي فذا الصدد نحن لا نلوم الشركة بل نلوم المكتب المسير لبلدية أزغنغان ، وعامل إقليم الناظور الذين لا زالوا في سبات عميق ..

لماذا لم تستطع كل هذا النضالات والتحركات ضمان حق النقل الجامعي الخاص بالطلاب ؟
السمة الغالبة على نضالات الطلاب هي تجزؤها، فطلاب كل منطقة تناضل بقوة وشراسة من أجل حقوقها المشروعة غير أن بعض الطلبة لا يبدون الأهمية و الجدية مع الموضوع وهو ما يتيح للجهات المسؤولة تدبير الوضع بحرمان طلاب أزغنغان من أسطول خاص بالطلبة ، ويحاولون إسكاتهم بحلول على “الورق” لا علاقة لها ب”الواقع” .
كما أن هذه النضالات تتسم بالعفوية التلقائية ، أي أنها ليست نتاج تخطيط وتفكير مسبقين وتعبئة ممنهجة في وسط الطلاب، بل تنفجر كلما تأخرت حافلة أو نقص عدد الأسطول أو مشكل الإكتظاظ داخل الحافلة، لذلك تخبو بسرعة بمجرد معالجة المشكل ولو بشكل مؤقت.
أما أشكال التحرك الأخرى فكانت عبارة عن حوارات ماراطونية لا تسندها تعبئة جماهيرية أو حركة نضالية، حوارات بين الطلبة ومسؤولي مدينة أزغنغان”المنسية” تحت لواء عامل إقليم الناظور “الناعس”، الذين يتقنون سياسات التسويف والمماطلة التي يسهلها واقع النضال الذي ذكرناه أعلاه. لهذا لم يستطيع الحوار المعزول عن النضال أن يأتي بنتائج أفضل مما تأتي به النضالات الميدانية.

لا غنى عن الوحدة والتنظيم للوصول إلى الحقوق المشروعة ..

يحتم على الطلاب في هذا الوضع، أن يقوم بتقييم “مثمر” لأشكالهم النضالية وإعادة النظر في أساليبها لتجاوز الأخطاء فالقادم من هجومات على حق النقل الجامعي أسوأ من الجاري.
يجب تجاوز النضالات المجزأة والمشتتة والعفوية وغير المنظمة، نحو أشكال نضالية موحدة ومنظمة ومدروسة بشكل جيد، لهذا من الضروري توحيد وتجميع كل المتضررين من إلغاء خدمة النقل الجامعي لتوحيد الصفوف من أجل خطوات نضالية موحدة ومنظمة لخلق ميزان قوى في صالح الجماهير الطلابية.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق