+صور تاريخية:ضريح “سيدي علي” بالناظور قبلة المرضى والعوانس

27 يناير 2019آخر تحديث :
+صور تاريخية:ضريح “سيدي علي” بالناظور قبلة المرضى والعوانس

أريفينو / محمد سالكة

“سيدي عري ” هو المقام الأكثر شهرة في الناظور ، يستقبل العشرات كل يوم والمئات كل شهر والآلاف كل عام ، في الذاكرة الشعبية للناظوريين ارتبط إسم ” سيدي عري ” بشفاء المرضى وتزويج العوانس ، ويرجع نسب ” سيدي عري ” إلى أحد الأولياء الصالحين حسب ما تداولته الذاكرة الشعبية ، ويقع ضريحه بضواحي مدينة الناظور ويطل على بحيرة مارتشيكا ، تحول إلى قبلة لعلاج أكثر الناس جنونا وأكثر القصص إثارة للغرابة وتناسل الأساطير .

وحسب ما ترويه الأساطير لسان حال الذاكرة الشعبية فإن كل من دخل القبة أو لمس جدرانها فطوبى له ، وتمضي الأسطورة لتقول أنه بعد دنو أجل الوالي أقام ” محضرة” اجتمع فيها الإنس والجان لترتيل القرأن ومع الوقت تأكدت قدرته على ترويض الكثير من المخلوقات الخفية ، وتضيف الأسطورة أن أحد الجان وهي أنثى قدمت مفتاحا للوالي “سيدي عري” وبينما الزوار جالسين في ركن من مقر الوالي تحركت قوة خفية ونقلت جميع من كان رفقة الوالي إلى مكان يدعى اليوم “سيدي عري أمرابذ أو الوالي سيدي علي ” حيث استقرت بركة المفتاح الذي قدمته الجان للوالي الذي استمر في شفاء المرضى وتزويج العوانس ، وتضيف الرواية أن ” الوالي” قام بدفن المفتاح في جدار زاوية من الضريح في الجهة المقابلة للقبلة .

حسب الزوار كل ما يحيط بالضريح يعد مقدسا يقصده الناس يعلقون عليه أحلامهم وآمالهم وهم يوقدون الشموع ، وقبل أن يعود الزائر إلى بيته ” يعانق ” جدران الضريح ، إنها واحدة من بين الحالات التي يظهر فيها الإنسان ساذجا وهو يتضرع إلى حجر يضع يديه عليه ثم يقبلهما ، والغريب في الأمر أن الفضاء المحيط بالضريح يعتبر مقدسا من أحجار وأشجار وأتربة ، سلوكات الإنسان وتماديه في تهويل الأشياء إلى أن تصير مقدسة جعل شجرة قدر لها أن تنبت بالقرب من الضريح تحولت إلى مزار يحج إليه الناس كما يحجون إلى الضريح.

في هذه القصص تختلط الأسطورة بالواقع ، فالضريح مازال موجودا إلى يومنا هذا ويحج إليه الكثير من الزوار خاصة الإناث من مختلف الأعمار ، وملامح المناجاة بادية على وجوههن ينتظرن الفرج .

زيارة الأولياء تقليد قديم يخفي حقيقة مجتمع معقد ، والإسم الأكثر تداولا هو ” السادة” لأناس عاديين وأكثرهم مجهولين تحولوا إلى خوارق غير عادية ، غير أن شفاء المريض وتزويج العانس يجعل الأمر خليطا بين الحقيقة والخيال.

وتجدر الإشارة إلى أن الضريح تحول في الآونة الأخيرة إلى مرتع للقاء بين الجنسين قصد تجاذب أطراف الحديث ، كما تحول إلى مقر للمنحرفين وذوي السوابق العدلية.

يستغرب أكثر الناس حول إمكانية شفاء المرضى وتزويج العوانس ، إذ كيف لجثة هامدة متحللة تسهم في الشفاء وتجلب فارس الأحلام ، فيصبح بذلك الأحياء خانعين للأموات ، وتبدو هذه المعتقدات غريبة فكيف يمكن تغير مسار حياة عن طريق شخص ميت ومجهول ..كلها حكايات يمتزج فيها الواقع بالخيال لتضعنا أمام حالة شعبية بامتياز.

عموما فقد راكم دفين هذا القبر ” سيدي اعلي ” شهرة ترسخت في ذاكرة الناظوريين صغيرا وكبيرا ومكنته من أن يجمع حوله أناسه، سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي أو حتى الوطني، وساهم بتصوفه وزهده وبساطته وتواضعه في أن ينسج عنه مريدوه العديد من الحكايات الغريبة، التي رفعتهم إلى درجة الولي الصالح، الذي تنفع بركته (…) بحسب الروايات (المصدر :الابانة عن المغمور في نسب شرفاء الناظور) تنسب إلى “سيذي اعلي” عدد من الكرامات التي يؤمن بها زوار ضريحه، ويحكى عنه أيضا أنه رجل لم يكن يحظى بود كبير من طرف عدد من الأوساط التي كانت تحيط به، ،حيث تشير عدد من المصادر التاريخية إلى أنه عانى منها الأمرين، إلى أن قرر أن يعتزل الناس فقرر التوجه نحو المنطقة الحالية، غير أن خصومه كانوا وراءه أينما حل، حيث كان كلما بنى لنفسه مأوى أو منزلا كان يتعرض للهدم، ثم يعيد بناءه مرات ومرات، إلى أن يئس منه خصومه.

وإلى جانب ” بركته ” أدرجت زيارة ضريحه في الآونة الأخيرة خاصة بعد عملية الإصلاح التي عرفها الضريح ، ضمن ما يعرف بالسياحة الروحية التي من شأنها أن تخلق انتعاشة في السياحة الداخلية ، لكن من جهة ثانية أصبح هذا الضريح مهدد بالفضائح الأخلاقية التي ترتكب في محيطه ..

الإحتفاء بـ”سيدي” علي الحساني جار بحيرة مارتشيكا بالناظور حيث اقام له الإسبان مأدبة فاخرة،الصورة التقطها مصور اسباني سنة 1919 ويقول ان “سيدي علي” عاش في فترة المولى اسماعيل وامه كانت تقطن ببلدة سلوان ..،المشكلة أننا لا نعرف من كان “علي” هذا الذي اصبح “سيدا” ولا من اين اتى ولماذا يزوره الناظوريون بكثرة؟

الإحتفاء بـ”سيدي” علي جار بحيرة مارتشيكا بالناظور حيث اقام له الإسبان مأدبة فاخرة،الصورة التقطها مصور اسباني سنة 1919 ويقول ان “سيدي علي” عاش في فترة المولى اسماعيل وامه كانت تقطن ببلدة سلوان ..،المشكلة أننا لا نعرف من كان “علي” هذا الذي اصبح “سيدا” ولا من اين اتى ولماذا يزوره الناظوريون بكثرة؟

(سيذي علي)بالناظور سنة 1909 وعليه آثار طلقات الرصاص الإسباني
انظروا لم يكون فيها لا ضريح أو شيء إنما هناك محراب تؤدى الصلاة فيه قبل اعادة بنائه
ضريح سيدي علي بمدينة الناظور في الثمانينات
بكورنيش الناظور في السبعينات وفي الخلف يبدو ضريح “سي علي”

عند ذات الضريح في سنة 1919

[sg_popup id=1]

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • نوميديا
    نوميديا منذ 5 سنوات

    وما بالكم بالحجر الاسود والكعبة اليست حجر ؟ كلها احجار مثل الحجر الذي في دماغ من يتضرع اليها ويحج اليها

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق