ضباط مخابرات يدربون القياد بعمالة الناظور على تقنيات كشف «الداعشيين» وملاحقتهم

4 يوليو 2015آخر تحديث :
ضباط مخابرات يدربون القياد بعمالة الناظور على تقنيات كشف «الداعشيين» وملاحقتهم

11650811_10207165126307449_1283752428_n-528x415موسى الراضي
أطلقت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DST)، برنامجا لتدريب رجال السلطة من رتبة قائد بالناظور و مدن اخرى، على تقنيات مواجهة المتطرفين داخل الدوائر حيث يشتغلون، قبل أن يتسلم الجهاز نفسه أو فرقة أخرى من الشرطة تلك العمليات ويباشر تنفيذ التوقيفات.
وقال مصدر مطلع «إن القواد يتلقون تكوينا يُشرف عليه عمداء شرطة من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، داخل مقار العمالات، يركز على جعل القواد أكثر انتباها إلى وجود المتطرفين داخل مناطق نفوذهم، ويعلمهم كيفية تصنيفهم، ويدربهم أيضا، على طرق نقل المعلومات».
ويشرف القواد على جيش من أعوان السلطة من شيوخ ومقدمين، وكانت طريقة استثمار القواد للمعلومات التي يتحصل عليها أعوان السلطة مثار بعض الملاحظات داخل جهاز المخابرات، لأن القواد بصفة عامة «لم يكن لديهم التركيز الكافي على تقنيات مكافحة الإرهاب، ولم يكن يشغل بالهم كثيرا أن يفحصوا المعلومات المنقولة عبر أعوان السلطة، فتحولوا هم في نهاية المطاف، إلى ناقلين للمعلومات نفسها، وهذه مضيعة للوقت والجهد الضروريين في الحرب على الإرهاب»، بحسب ما يقول مصدر قريب من الموضوع.
وبحسب المصدر ذاته، فإن «دخول المخابرات على خط تكوين رجال السلطة من القواد على تقنيات رصد وتتبع المعلومات المرتبطة بالسلوك والأشخاص المتطرفين، ثم معالجة التقارير الشفوية الصادرة عن أعوان السلطة، وتحويلها عقب المعالجة، على المصالح المختصة، من شأنه أن يجعل من القياد حلقة رئيسية ضمن الصف الأمامي لمواجهة الإرهاب». وأطلقت المخابرات دورات تكوينية قبل أربع سنوات، في هذا الاتجاه عقب حادث مقهى (أركانة) في مراكش عام 2011، لكنها كانت محدودة النطاق، بيد أن تقييم نتائج التكوين المطبق على القياد أظهر بعض الفعالية في ملاحقة المتطرفين بعدد من المناطق المستهدفة، ومن ثم تقرر توسيع التدريبات بواسطة دورات جهوية متتالية، وأكثر كثافة عقب الإعلان عن تأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا بــ«داعش».
وشملت تدريبات المخابرات للقواد تقنية تمييز المتطرفين وتحديد قوائم كل صنف على صعيد كل دائرة، وبحسب ما يقول قائد حضر لدورة تكوينية، فإن «ضباط المخابرات كانوا يصممون لنا (بروفايل) متعدد للأشخاص المتطرفين الممكن مصادفتهم، ثم تتبعهم داخل المناطق حيث نعمل، بحيث يقدمون نماذج للمتطرفين المميزين عن بعضهم البعض بمجموعة من الخصائص سواء بواسطة المظهر واللباس، أو عن طريق الأفكار الرئيسية التي يؤمن بها». ويطلب من القواد تحديد «بروفايل» بشكل سريع للأشخاص المفترض أنهم متطرفون مباشرة بعد تلقيهم لمعلومات عن ذلك من لدن أعوان السلطة، وينصح ضباط المخابرات القواد بمعالجة المعلومات حول أفكار كل متطرف مفترض لتحديد ما إن كان ميالا إلى تنظيم «داعش»، ثم تحويل تلك التقييمات مع نموذج لبروفايله على المصالح المختصة، أي مصلحة الشؤون الداخلية بالعمالات والولايات، للقيام بتحليل معمق بعد تجميع نماذج متعددة في منطقة واحدة، وهذه هي من تتكلف ببعث مذكرة إلى مديرية مراقبة التراب الوطني لتنفيذ خُطة مراقبة.
ويوضح المصدر ذاته قائلا: «بحسب شروحات ضباط المخابرات، فإن العملية الرئيسية هي تحديد خلفية الأهداف بدقة، وهم سلمونا ما يشبه كتيبا يتضمن العلامات أو الخصائص التي ستساعدنا على تمييز المتطرفين، بحسب السلوكات الصادرة عنهم، ومظهرهم الخارجي، وأفكارهم التي ينجح أعوان السلطة في استخلاصها منهم أو من مصادر قريبة منهم».
كما يتدرب القواد على تحديد الأشخاص المتطرفين داخل مناطق نفوذهم، وحصر البحث عن الميالين أكثر أو المنتمين فعلا إلى تنظيم «داعش» باعتباره يشكل تهديدا متزايدا على مصالح المغرب، فإنهم أيضا، يلقنون تقنيات مراقبة «الشبكات البدائية» للمتطرفين داخل مناطق محددة، عن طريق «تشبيك النماذج الشخصية» لكل واحد منهم، وهي عملية يقوم بها القُواد بأنفسهم كما طلب منهم ذلك ضباط المخابرات. ويقصد بهذه الطريقة أن على القُواد استطلاع ما إن كانت هنالك خلية أو خلايا في طور التكوين داخل دوائر نفوذهم، بواسطة رصد تشابه الخصائص بين المتطرفين المشتبه فيهم، وتحديد نطاق حركتهم وما إن كان يتقاطع مع حركة متطرفين آخرين لديهم الخصائص نفسها. «وبمجرد أن يظهر أن هنالك مؤشرات قوية على وجود هذه التقاطعات، يصبح الأمر متعلقا بخلية، فيحيل القواد تقاريرهم على الجهات المختصة لمتابعة الأمر»، كما يقول مصدر مطلع.
وحتى وإن كانت مهمة القواد محدودة داخل نطاق نفوذهم الترابي، وهو ما قد يجعل أعمال الرصد والتتبع وإنجاز تقييمات للشخصيات المتطرفة والتقاطعات بينها، ناقصة في بعض المرات، بسبب حركة المتطرفين المستهدفين بين دوائر ترابية متعددة، إلا أن ضباط المخابرات لديهم الحل: «تبادل مذكرات التقييم المنجزة من لدن القُواد بواسطة مصالح الشؤون الداخلية، وكل مرة تحول متطرف مستهدف من مقاطعة إلى مقاطعة، يُنقل ملفه كيفما بلغ مستوى إنجازه، إلى القائد المعني، وهكذا دواليك، حتى تصبح ملاحقة منظمة»، كما يقول المصدر نفسه.
وتعول وزارة الداخلية على تدريبات ضباط المخابرات للقواد في مواجهة أكثر فعالية للإرهاب مع تزايد تهديدات المغاربة المنتمين إلى تنظيم «داعش». ويقول مصدر متتبع لهذه العملية: «إن الهدف من وراء هذه التدريبات هو تثمين عمل أعوان السلطة، وربح الوقت في عمليات ملاحقة المتطرفين، ودفع رجال السلطة الذين لديهم علاقات مباشرة مع الناس، إلى صقل حسهم الاستخباراتي».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق