الناظور: المخابرات وراء الإطاحة بأكبر بارونات المخدرات و رجال الشرطة المرتشين خلال 10 سنين الماضية

25 فبراير 2015آخر تحديث :
الناظور: المخابرات وراء الإطاحة بأكبر بارونات المخدرات و رجال الشرطة المرتشين خلال 10 سنين الماضية

Go-fast-021عناصرها ساهمت في تفكيك عشرات الشبكات وتحريات جرت أمنيين مرتشين إلى التحقيق والمحاكمة

ضربات متوالية تلقتها مافيا المخدرات بمدن الشمال المغربي، خاصة بمنطقة الناظور وتطوان المفتوحتين على منافذ بحرية واسعة، وسلسلة اعتقالات ومحاكمات أطاحت بمئات المتورطين من بينهم أشهر البارونات وأمنيون مكلفون بتنفيذ القانون.
عمليات نوعية وخاصة تظهر بجلاء بصمات العمل الميداني والتقني الذي مهد لاعتقال مهربين دوليين لمخدر الشيرا في اتجاه الجنوب الإسباني، بدءا بحملة بحيرة مارشيكا في 2006 وحملة 2009 وما تلاها من توقيف عشرات الأسماء الكبيرة في مجال الاتجار الدولي في المخدرات.
وحسب متخصصين في مجال محاربة الجريمة المنظمة فإن خصوصية جل العمليات تتجلى في دخول “الديستي” على خط الأبحاث والتحريات على مستويات مختلفة، باعتبار أن الفضل في جمع المعلومات الدقيقة وفي الرصد والتتبع يعود إلى هذا الجهاز الذي يتميز بتوفره على أطر بكفاءة عالية وإمكانيات تقنية كبيرة.
فغالبية التدخلات الأمنية التي تمت خلال العشر سنوات الماضية والتي حطمت الأرقام القياسية في عدد الموقوفين وعدد الشبكات المفككة استندت بالأساس على قدرة الجهاز سالف الذكر على التكيف مع مختلف التطورات البشرية والتكنولوجية بتوظيفها في إطار التصدي لظاهرة الاتجار الدولي في المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود..
وتوضح مصادر “الصباح” أن عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني رغم أنها تظل على الدوام متوارية في الظل، فبعد تفكيك العديد من الشبكات في شمال المملكة وتوجيه ضربات دقيقة لمافيا تمتلك روابط متشعبة وما أعقبها من اعتقالات واسعة، سطع نجم هذا الجهاز باعتباره فاعلا رئيسيا في محاربة هذا النوع من الجريمة في المنطقة.
وباستقراء تفاصيل تفكيك ألغاز العديد من الشبكات الإجرامية المرتبطة بالاتجار الدولي في المخدرات تظهر بجلاء بصمات العمل الميداني والتقني الذي مهد لاعتقال مهربين دوليين لمخدر الشيرا في اتجاه الجنوب الإسباني انطلاقا سواحل مدن الناظور وتطوان…، إذ أسفرت تدخلات المصالح الأمنية المكونة بالأساس من عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني والفرقة الوطنية للشرطة القضائية عن اعتقال مئات المطلوبين، وتفكيك عشرات الشبكات النشطة في مدن الشمال.
لقد كانت عملية “بحيرة مارشيكا” في 2006 خير دليل على الحملات الأمنية القوية التي مهدت لسقوط رؤوس أمنية وازنة بعد ثلاث سنوات بعد ثبوت تغاضيها عن الأنشطة المشبوهة انطلاقا من هذه البحيرة وتلقيها عمولات، إذ تعقبت المخابرات المتهمين عن قرب ورصدت تحركاتهم.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”الصباح” أن التحريات القبلية مهدت لاعتقالات واسعة في صفوف المهربين، وبينت التحقيقات المعمقة أيضا أن الأمر لا يتعلق بشبكة واحدة لتهريب المخدرات، وإنما شبكات متشعبة ومنظمة تمكنت من إيجاد بعض المتعاونين داخل أجهزة أمنية، لذلك كان من اللازم الاشتغال على عدة مستويات وبوسائل وتقنيات مختلفة لتفكيك ألغاز هذا التواطؤ وتقديم المتورطين إلى العدالة.
ومهد العمل الميداني الذي قام به ضباط الاستخبارات بتنسيق مع عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لاعتقال أزيد من 100 مشتبه فيه، وخلصت الأبحاث الأمنية إلى تحديد هويات مجموعة من بارونات المخدرات الذين سقطوا فيما بعد في قبضة الأمن، وتكوين “قاعدة بيانات” تضم معلومات دقيقة حول شبكات الاتجار في الممنوعات وتبييض الأموال وامتداداتها خارج التراب الوطني…
وعلى غرار العمل في مجال محاربة الإرهاب، يرتكز عمل الاستخبارات المغربية على مضاعفة وسائل الحصول على المعلومة الدقيقة، والتنسيق بين مختلف المصالح المتداخلة، للوصول إلى نتائج ملموسة، تقود في آخر المطاف إلى تفكيك شبكات الاتجار الدولي في المخدرات من قبل المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المتخصصة.
عبد الحكيم اسباعي (الناظور)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق