شاهد: مسرحية “شَا وَا يُوقِيعْ” أو حين يتجسّد واقع حياة أسرةٍ ريفيةٍ بسيطةٍ في قالبٍ دراميٍ وهزليٍ

13 فبراير 2015آخر تحديث :
شاهد: مسرحية “شَا وَا يُوقِيعْ” أو حين يتجسّد واقع حياة أسرةٍ ريفيةٍ بسيطةٍ في قالبٍ دراميٍ وهزليٍ

خالد بنحمان

احتفاءً بالذكرى العاشرة لتأسيس جمعية أَمَزْيَانْ، وبمناسبة السنة الأمازيغية 2965، احتضن أخيراً المركب الثقافي بالناظور، عرضاً مسرحياً من إهداء جمعية يُوبَا للإبداع المسرحي والثقافي، اعترافاً بنضالات وإسهامات جمعية أَمَزْيَانْ ومصداقية ما تقوم به من أجل تعزيز الساحة الجمعوية بالريف، لا سيّما وأنها تُعتبَر من بين أبرز الفعاليات المدنية المهتمة بقضايا الثقافة والهوية والتاريخ.
وقد أَخرَج هذه المسرحية جواد شهباري، وألّفها ياسين بوقراب، وقام بتشخيصها كل من ياسين بوقراب ولبنى أجبيلو وخديجة لطفي وبلال أمركاش ومريم اليوسفي، وبإبداعٍ وحضورٍ متميزٍ لثلّةٍ من الطاقات المبدعة، التي سهرت على توفير ظروف نجاح العرض رغم الإمكانيات البسيطة لخشبة المركب الثقافي خاصةً في جانب الإنارة لمصطفى الخياطي والموسيقى لإلياس المريني والماكياج لقمر جميل.

تُجسّد هذه المسرحية قصةً مستمدةً من واقع حياة أسرةٍ ريفيةٍ بسيطةٍ، في قالبٍ دراميٍ وهزليٍ يتطرق لدور الأسرة ومسؤولياتها والمشاكل في علاقتها بتفشي سلوكات مجتمعية خطيرة، تترتب عن استفحال الفقر وتنامي مظاهر العنف داخل وسطٍ تحاول فيه الأسرة الحفاظ على استقرارها وتأمين مصدر قوتها، مما أتاح مساحات شاسعة من الفرجة لجمهور غصت به جنبات قاعة المركب الثقافي.

وفي مَعرِض تقييمه لأداء جمعية أَمَزْيَانْ طيلة عشر سنوات من العمل المتواصل والشاق، أكد رئيسها محمد أَدَرْغَالْ أن هذه المدة تُشكّل حصيلةً إيجابيةً وتجربةً تَستحق الوقوف عند أبرز محطاتها التي اعترضتها أشواك ٌومتاريس ومحاولات لتصنيف الجمعية ضِمْنَ خانة التنظيمات المتمردة أحياناً، لكن وبفضل استماتة أعضائها ومناضليها وتشبعهم بقناعة العمل الهادف وتنزيل مضامين الدستور الذي أكد من خلاله جلالة الملك نصره الله على أهمية ودور المجتمع المدني ومسؤولية الجمعيات في الدفاع عن الثقافة والهوية وممارسة أدوار التأطير، فقد أَمْكَنَ تجاوز كل المعيقات وملامسة مستقبل واعد بكل تحد وإصرار، لتأكيد عمق الرسالة النبيلة التي حملتها جمعية أَمَزْيَانْ وتقاسمتها مع القوى الحية في البلاد.

وبهذه المناسبة لابد من تقديم الشكر إلى كل من كان سنداً لنا في لحظات الأزمة من داخل المجتمع المدني والهيئات النقابية والسياسية والحقوقية، كما نؤكد لكل من يساوره الشك بخصوص أهداف وتوجهات جمعية أَمَزْيَانْ أننا جزء لا يتجزأ من النسيج الجمعوي المؤمن بِقِيَمِ المواطَنة والمشاركة في الفعل الهادف، خدمةً للمجتمع ودفاعاً عن القضايا العادلة.

بل إن ما تختزنه الجمعية من مواهب واعدة، لا يمكن إلا أن تكون في خدمة الوطن والمنطقة، وهو ما يُعَدّ حلقةً أساسيةً ضِمن استراتيجية الجمعية المنفتحة على كل المبادرات التي تؤكد على مدى علو كعب أبناء المنطقة في تناول مواضيع مختلفة برؤية فنية، ولعل جمعية يُوبَا بشبابها وقدراتها، خير نموذج يتقاسم معنا نفس التصورات والمرامي والأهداف النبيلة، ويُعتبَر اشتغالها على الخشبة وحضورها اليوم لعرض مسرحيتها، تكريماً لجمعية أَمَزْيَانْ والتفاتةً تجاه مسار عشر سنوات حافلة بالعطاء.
nador1400

nador1401

nador1402

nador1403

nador1404

nador1405

nador1406

nador1407

nador1408

nador1409

nador1410

nador1411

nador1412

nador1399

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق