ميمون عزو بني انصار
[email protected]
المرأة قبل الإسلام
لم يسبق في أي عصر من العصور و في أي زمان من الأزمنة أن اتسع مجال الحديث عن المرأة كما اتسع في هذا العصر و لا عجب أن يحتل موضوع المرأة هذه الأهمية إذ لم تعد شيئا يتلهى به الرجل أو سلعة تباع و تشترى أو مواطنا من الدرجة الثانية لا حقوق لها و إنما أصبحت هي الأساس في نظام الأسرة.
تروج الكثير من وسائل الإعلام بمختلف مكوناتها على أن المرأة الحديثة قد ظفرت بالكثير من الإمتيازات و الحقوق التي كانت محرومة منها واتهت الإسلام بمعاداته للمرأة و أنه حرمها من أبسط الحقوق الإنسانية و لكن الواقع و الأدلة الموضوعية تثبت عكس ذلك فالإسلام أعطى حقوق للمرأة لم يعطها لها أي قانون أو عرف أو دين آخرو من أجل إثبات هذه النضرية لابد من طرح مجموعة من التساؤلات أي الشرائع سواء الوضعية أو السماوية التي أنصفت المرأة ؟ و ماهي مكانة المرأة عند الأمم القديمة سواء الرومية أو الفارسية أو العربية ؟ هل الإسلام حرر المرأة أم قيدها …؟ هذه مجموعة من الإشكاليات سنحاول الإجابة عنها بكل موضوعية و تجرد
أن المرأة عند الأمم القديمة كانت عبارة عن لا شيء إذ كانت محرومة من حقوقها واستغلت أيما استغلال و كانت لديها مرتبة حقيرة أحقر من رتبة العبيد فعند الوثنيون مثلا و هم أكثر الأمم حضارة في الزمن الغابر جعلوا المرأة من سقط المتاع فكانت تباع و تشترى في الأسواق كأي منتوج و سموها أيضا رجسا من عمل الشيطان و حرموها من كل شيء سوى من الأعمال الشاقة إضافة الى كل مايريد الرجل عند قضاء نزواته و شهواته دون رحمة أو شفقة
أما في شرائع الهند فقد جاء فيها مايلي :
_ أن الوباء و الموت و الجحيم و السم و الأفاعي و النار خير من المرأة_
أما التوراة المحرفة طبعا فقد جاء فيها قي سفر الجامعة _ درت أنا و قلبي لأعلم و لأبحث و لأطلب حكمة و عقلا و لأعرف الشر أنه جهالة و الحماقة أنها جنون فوجدت أمر من الموت المرأة التي هي شباك و قلبها أشراك و يداها قيود …رجلا واحدا بين ألف وجدت أما إمرأة فبين كل ألئك لم أجد_
و في رومية اجتمع مجمع كبير من مثقفيها و علمائها للبحث في شؤون المرأة فجاء من ضمن مقرراتها التي أعلنت عنها أن المرأة كائن لا نفس لها و أنها لن ترث الحياة الأخروية لهذه العلة و أنها رجس يجب أن لا تأكل اللحم و أن لا تضحك بل ولا أن تتكلم و عليها أن تمضي أوقاتها في الصلاة و العبادة و الخدمة و من الأمور المضحكة أنهم أكدوا على ضرورة أن يجعلوا على فم المرأة قفلا من حديد لمنعها من الكلام فكانت المرأة من أعلى الأسر و أدناها تسير في الطرقات و تروح و تغدو في دارها وعلى فمها قفل واعتبروها أداة للإغواء يستخدمها الشيطان لإفساد القلوب… هكذا كانت المرأة و بكل اختصار عند الأمم السابقة تعيش في معاناة واضطهاد و عبودية واحتقار و دونية …
المرأة في الإسلام
و من تم جاءت بعثة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و معه الرسالة التي كلف بتبليغها فقام الإسلام من تحرير المرأة مما وقع عليها من ظلم و حيف ورفعها الى مكانة سامية عالية لم تصل إليها في آخر التطورات المدنية في العصر الحديث فبينما كانت عند شعوب أروبا و غيرها تعد من من الحيوان الأعجم أو من الشيطان الرجيم جاء الإسلام معلنا أن المرأة أحد العنصرين اللذين تكاثر منهما الإنسان و جعل ذلك منة و نعمة على الناس يقول الله عز و جل :
يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء سورة النساء الأية 1
و بينما كان يعتقد بأن المرأة لا يصح أن يكون لها دين جاء الإسلام مقررا للنساء ثواب أعمالهن الصالحة كالرجال قال تعالى :
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يخلون الجنة و لا يظلمون نقيرا سورة النساء الاية 124
و إذا كانت الشعوب الكافرة تحتقر المرأة فلا تعتبر أهلا للإشتراك مع الرجال في النشاط الإجتماعي و الإقتصادي جاء الإسلام فأثبت أنهن و الرجال سواء قال تعالى
و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله التوبة الأية 71
ففي هذه الأية إثبات ولاية المؤمنين و المؤمنات بعضهم بعضا و الولاية عبارة عن تعاونهم وتناصرهم لما فيه خيرهم كما أن الأية أثبتت للمرأة حق الأمر بالمعروف
و النهي عن المنكر وبالتالي ولاية الحسبة وهذا برهان واضح على أن الإسلام أعطى للمرأة حقها من النشاط الإجتماعي
و قد كانت المرأة محرومة من الإرث رفقة الصبيان من أبناء الميت فشرع الإسلام توريث المرأة وبين حقوقها في الإرث زوجا و أما و أختا فال تعالى :
للرجال نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون و للنساء نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون مما قل أو كثر نصيبا مفروضا سورة النساء الأية 7
الإسلام حرر المرأة من قيود كثيرة و من الإستغلال البشع الذي كانت تتعرض له و أعطى لها حقوقها وامتيازاتها كحق التعليم و حق العمل و الإمتلاك و حق الوصية و الوصاية و الحق السياسي …و غيرها من الحقوق التي كان الإسلام سباقا لمنحها للمرأة
ملحوظة : المقالة مختصرة من بحث لي أنجزته أيام الدراسة في البكالوريا
هناك لمحات تاريخية متفرقة تشير إلى أن المرأة العربية قبل الإسلام كانت تتمتع بكثير من الحقوق التي يدعي المسلمون أن الإسلام وهبها إياها. ونحن إن تأملنا هذه الحقوق ، لوجدنا أن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة ليست إلا امتدادا وإقرارا للحقوق التي حازتها نساء ما قبل الإسلام. جاء الإسلام وقنون هذه الحقوق في قوالب جمدها للأبد بالقرآن والسنة ومنعها من التطور باختلاف الزمن والبيئة.
ولأخذ صورة عن حياة المرأة في حياة عرب ما قبل الإسلام نورد بعض الأمثلة التي تعطي بعض الصورة عن الحقوق التي حققتها المرأة العربية في حياة ما يسمى بالجاهلية. وهذه القائمة ليست إلا بداية سيزاد عليها حسب توفر الوقت.
عبد العرب قبل الأسلام المؤنث من الآلهة ، مثل اللات والعزى ومناة وتشير كتب السيرة إلى وجود الكاهنات اللاتي كن يخدمن هذه الآلهة المؤنثة ومن الأمثلة التي يتغاضى عنها المسلمون أن أروى بنت حرب بن أمية زوجة أبي لهب المشهورة وأخت أبي سفيان كانت تخدم العزى إلهة النار ، عن طريق جمع الحطب لإشعالها في معبدها ، وقد لقبها القرآن باسم “حمالة الحطب” ويبدو أنها كانت كاهنة لهذه الآلهة. وما دمنا نتحدث عن أم جميل ، نذكر هنا كيف جاءت إلى فناء الكعبة لتشاجر محمد بعد “نزول” سورة المسد وكيف أنه خاف ولم ينبس بكلمة إلى أن تركته٠
من ناحية عامة نجد لمحات في الشعر العربي الجاهلي لكثير من الأمثلة عن صدارة المرأة في الحياة الإجتماعية للعرب ولعل أشهر مثل على ذلك سبب معلقة عمرو بن كلثوم والتي تلمح في أبياتها مجالس للنسوة وتأثيرهن الكبير على الحياة الإجتماعية.
خديجة بنت خويلد: تذكر جميع مصادر السيرة الإسلامية المكانة العالية التي تمتعت بها خديجة بنت خويلد في حياة “الجاهلية” القرشية. نجد أنها كانت تملك ثروة ورثتها عن أبيها وربما من أزواج سابقين كما أنها كانت نشطة بأمور التجارة وكانت بدرجة من “التحرر” جعلتها ترسل لمحمد من تقترح عليه زواجها منه ، ثم عدم تجرؤ محمد على الزواج من نساء أخر في حياتها. ولعل أكبر مثال على نفوذ وسطوة نساء العرب في الجاهلية يتمثل في الدور الكبير الذي لعبته هذه السيدة القرشية في تشجيع زوجها محمد على نشر الإسلام والثبات عليه. من قصة حياتها ونفوذها في حياة محمد يمكن القول أن محمد كان في هذه الفترة “زوج الست” وليس العكس.
هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان: يشير الدليل التاريخي أن هذه المرأة تمتعت بسطوة ونفوذ كبيرين. كانت تملك مالها الخاص وحق التصرف به بدليل توجيه عبدها وحشي لقتل حمزة ثم إعتاقه بعد أن وفى بوعده. وقصة دورها الكبير في التحريض لمعركة أحد يدل على أن المرأة في ذلك المجتمع لم تكن مهمشة كما حدث لها في ظل المجتمع الإسلامي.
في تاريخ العرب القديم هناك شخصيتين مشهورتين من النساء العربيات أولهما بلقيس ملكة اليمن المذكورة في القرآن والأخرى ملكة تدمر المشهورة بزنوبيا وشملت مملكتها مناطق واسعة من بلاد الشام وجزيرة العرب. يقارن هذين المثلين بالحديث النبوي المشهور: ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة.
مع أن الملاحم العربية المشهورة مثل قصة الزير سالم وعنترة كتبت بعد الإسلام بوقت طويل ومع أنه لا يمكن اعتمادها كدليل تاريخ موثق، إلا أن فيها بعضا من الدلائل التاريخية على مكانة المرأة وتمتعها بحقوق تشابه إلى حد كبير ما أقره لها الإسلام فيما بعد. فمثلا دور البسوس في إشعال الحرب المسماة بإسمها يثبت مكانة المرأة ودورها في هذه المجتمعات.
من هذه الأمثلة القصيرة نجد أن المرأة الجاهلية تمتعت بحق الملك والوراثة واختيار الزوج والتجارة والحكم ، والمشاركة بالنشاط الديني وترأسه، وأنه كان لها دور أساسي في حياة المجتمع. بالمقابل جمد الإسلام هذه الحقوق بالقرآن والشريعة ومنعها من التطور حسب العصر والزمان. كما أن الإعتماد الشديد على حاملات الأولاد والجواري والقيان وعزل المرأة المسلمة الحرة خلف الحجاب أدى إلى اندثار الكثير من الحقوق التقليدية الغير مكتوبة من المجتمع العربي.٠٠٠٠المقال طويل والعرب لا يقرؤن ٠٠مودتي
عن لا ديني٠٠ بتصرف٠