محمد أزعوم
[email protected]
شيئ جميل أن نرى اليوم شبابنا قد صحوا و استيقظوا من نومهم العميق الذي
أعمى٬ و لعقود طويلة٬ عيونهم و أصم أذانهم و أخرس ألسنتهم حتى ساد الصمت الرهيب و ساد معه الظلام الدامس و انتشر الخوف و صار الٲبرياء تعلب بهم الٲشباح كالدمى في السيرك البهلواني بدايته مزحة وفرجة و نهايته خدعة و ذبحة.من تابع هذه المسرحية٬ قد يقول كفى من المشاهد المرعبة و المخيفة حتى لا يتسلل الخوف ٳلى القلوب مرة ثانية. لكن نفس القلوب تقول له كما تقول العامة٬ نم على جنب الراحة فٳننا اكتسبنا مناعة قوية ضد انفلونزا هذا الخوف.
على أية حال٬ دعنا نلتمس النور من الصحوة المباركة التي بدأنا بها كلامنا حتى نتمكن من بعث الأمل في قلوب الذين مازالو في ريبة من أمرهم٬ أفي الصحوة خير أم الخير كله في المقولة التي تقول ناموا ناموا ما فاز ٳلا النوام؟
ليست الصحوة التي شهدتها تمسمان وليدة الصدفة٬ بل هي ثمرة لمجهودات كبيرة من العمل على رش الماء في الوجوه النائمة و مناداتها بأعلى صوت �واك واك أعباد الله كلش فاق غير نتما�.فمع الٳلحاح و الإصرار استبشرنا٬ في النهاية٬ خيرا من ٳخواننا انهم مازالو على قيد الحياة.
لكن أي صحوة نتحدث عنها يا ترى؟ و نحن مازلنا نعاني من شبح البطالة٬ نعاني من الركود الٳقتصادي٬ نعاني من توقف قطار التنمية عن الٳقلاع٬ نعاني من ضعف التجهيزات و البنيات التحتية٬ نعاني من الأمية و الجهل و التخلف٬ نعاني٬ ونعاني٬ ونعاني٬…؟؟؟
أسئلة جمة تطرح في هذا السياق٬ لكن الجواب عنها جواب واحد . و الجواب هذا لا يتعدى أن يكون هو تلك المعرفة و الوعي بهذه الٳشكالية و الٳحساس بحجم مسؤوليتها٬ وبالتالي التفكير في ايجاد حلول ممكنة لها . إذ بمجرد التفكير في الأوضاع و ذكرها في المقام يعتبر في حد ذاته صحوة وخروج من غيبوبة.
بالطبع٬ ليس هذا كله ما يسمى بالصحوة عند الشباب بل يتعداه ليصل ٳلى مرحلة الٳختمار و التحضير لمستقبل التغيير الذي يشمل جميع المجالات السياسية و الٳقتصادية و الٳجتماعية و الثقافية… تماشيا مع النهضة التنموية التي عرفها المغرب في هذه السنوات الأخيرة و التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ٬و وصولا ٳلى مشروع الجهوية الموسعة.
فمن بين الخطط التي شملتها هذه المرحلة٬ نجد الٳنتشار الواسع لفكرة العمل الجمعوي٬ للذك صار تأسيس جمعية تنموية شيئ لابد منه و بذلك أصبح كل دوار من دواير منطقة تمسمان يتوفر على جمعية مدنية تنموية محلية. و ربما ستتكتل جميعها في المستقبل القريب من أجل توحيد القوي و تظافر الجهود في ٳطار موحد يصبح أكثر قوة و أكثر استطاعة لخلق مشاريع تنموية تهم المنطقة بأكملها.
من يتامل قليلا في صفحات التاريخ الريفي العريق٬ يذكرنه هذا العمل بالقلعة النضالية التي شيدها أحرار تمسمان بل أحرار منطقة الريف بأكملها تحت إشراف الزعيم المناضل البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي٬ أيام التلاحم التعاون و التآزر والتشاورو التناغم… من أجل تحرير منطقة الريف بل المغرب بأكمله من أيدي الإستعمار الإسباني و الفرنسي الظالم.
على أية حال٬ مهما كانت هذه الجهود المبذولة من أجل ٳخراج المنطقة من الأزمة التي تعصف بها٬ ٳلا أنها لم تلقى استحسانا و مباركة من قبل الجميع. فالبعض اعتبروها مجرد مرحلة مراهقة تعصف بهؤلاء الشباب٬ فسرعان ما تختفي أثارها و تتبخر في الهواء. و البعض الأخر٬ أصابهم من الذهول و الجنون والذعر ما أ صابهم ٬لما يخاطر به هؤلاء الشباب من الألعاب النارية٬ كما اعتقدوا ٬ التي يمكن أن تحرقهم أو تحرق غيرهم. فبذلك أصبحوا يرقبون تحركاتهم بالمرصاد تحسبا لأي طارئ الذي من شأنه أن
يقلب الموازين و يعيد النظر فيما يجري على أرض الواقع.
في الحقيقة لا شيئ يبدوا هنا مثيرا للقلق٬ بل المسألة هي مسالة انجلاء الركود و الجمود و اقتراب النهضة و التنمية أليست التنمية بقريبة؟
ٳذا كان التغيير ٳلى الأفضل حلم و طموح كل شاب غيور على منطقته٬ فٳن طموحنا نحن كشباب أن نضع يدا في يد و نتكتل جميعا طلبة و أساتدة و عمال و جمعويون ومسؤولون… من أجل رفع شعار واحد ألا و هو جميعا من أجل تنمية تمسمان.
و من هذا المنبر، استغل الفرصة لأوجه نداء إلى كل الغيورين على منطقتهم تمسمان بأن تمسمان مازالت في حاجة إليكم و إلى طاقاتكم و مساعدتكم المادية و المعنوية من أجل إخراجها من المأزق الذي تعيش فيه و الأخذ بيدها إلى الرقي و الإزدهار و الغد الأفضل.
ازعوم تحية خاصة على مقالك.انه لشئ جميل و مفرح ان نرى و نسمع بعض كتابات و تحركات ابناء تمسمان.الصحوة و النهضة لا تتحقق الا اذا كان الاساس صحيحا ,والاساس لا يكون صحيحا الا اذا وصلنا الى درجة الاعتزاز بهويتنا و لساننا فبدونهما نبقى كباخرة تائهة وسط المحيط.ثومات شخصيا لا انتظرشيئا من مشروع تنمية بشرية طرح في الرباط .سمعنا كثيرا ولم نرى شيئا.اما فيما يخص مشروع الجهوية الموسعة على الطريقة المغربية!!!!فأظن بأنه مشروع فاشل قبل ان يرى النور.يجب استباق الامر و مساندة مشروع الحكم الذاتى مثلا,فمن اجل الوصول الى القليل وجب طلب الكثير فى بلدنا العزيز.هذا يبقى مجرد رأي شخصي. ayaw n ayt borabhayam
nta lli b9iti a az3oum taktab 3la tamsaman ila 3andak chi mochkil sir fako m3a moilah okhalli 3lik tamsaman fatti9ar. man habba wa dabba iji yaktab 3la tamsaman
السلام عليم ؛ قياس الصحوة الشبابية لا يمكن بنائه على معيار خلق الجمعيات فقط بل هناك مجموعة من المعايير التي يمكن خلالها قياس هذه الصحوة فهل يعني غياب هذه الجمعيات فيما مضى يدل على غفلة وسبات الشباب؟؟
ونعتز بانتمائك لتمسمان التاريخ والجهاد في سبيل الله. استمر في الدفاع عن مصالح شبيبة تمسمان وعن عظمة تمسمان ولا تنتبه إلى من يريد أن يقودك إلى دهاليز العنصرية والإقصائية. فهؤلاء حكموا على أنفسهم بالذلة والمهانة في الدنيا قبل الآخرة.
ثاومات محمد،
إني أحيي فيك هذه الروح الخالصة لأبناء تمسمان ولشباب تمسمان ونتظر منك المزيد
تحليل ممتاز ولغة متينة وأفكار في مستوى التحديات. مقال رائع. إن ما كتبته عن تمسمان لا يشرفك أنت وحدك وإنما يشرف تمسمان كلها.
مقال ممتاز بارك الله فيه وزاد من شجاعة أمثالك على قول الحق والترفع عن التفاهات. إن الذين يحاولون استدراجك إلى الصيد في الماء العكر إنما يريدون أن يوقعوا بك في شباك زمرة دغرينية ممقوتة عندنا نحن أبناء تمسمان المتشبثين بقيمنا الراسخة وإسلامنا المتين. شلت يداهم أينما وجدوا.
السلام عليكم،
في البداية أشكر أخانا أزعوم على هذا المقال الجميل سواء من حيث أسلوبه أو مضامينه. فأزعوم شاب غيور على منطقته حيث أنه دائما يتأسف على التهميش الذي تعيشه المنطقة (تمسمان) و في نفس الوقت يسعى و يفكر في الكيفية التي يمكن أن تخلص المنطقة من هذا التهميش (رداءة و إنعدام البنيات التحتية، التخلف، الفساد الأخلاقي، لا مبالاة المسؤولين، …)، لذا فإنه يرى خيرا في الصحوة الشبابية التي بدأت تعي ما ألت إليه منطقتهم، و خصوصا من خلال الأعمال الجمعوية التي بدأت تعرفها المنطقة مأخرا، إذ من خلال هذه الأعمال يمكن إحداث حركية و دينامية داخل المنطقة كما يمكن لهذه الجمعيات أن تعي الساكنة بمصالحها و الدفاع عنها.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عن اي تمسمان تتحدث الجماعة ام القبيلة؟؟؟؟
المرجو من المعلقين ابداء وجهات نظرهم وليس المقصود مدح كاتب المقال,انا اعتقد ان تمسمان لكي تتغير يجب تغييرجميع المنتخبين في الانتخابات المقبلة اضافة الى انشاء جمعيات مدنية دات مصداقية,