قبيلة آيت سعيذ المكان و المكانة

محمد البطاش
موقع جغرافي تحسد عليه من لدن القبائل المجاورة رصيد
تاريخي مهم ملكته القبيلة عبر القرون و الأزمنة.
التاريخ و الجغرافيا إذا اتفقتا على أن تكون القبيلة محطة مفارقات و غرائب, كل العوامل الجغرافيا للقبيلة ساهمت في خلق بعد تاريخي عريض للقبيلة و جل المصادر التاريخية التي ناولت أو احتفظت بنصوص تاريخية تؤرخ للقبيلة كلها تشير إلى أن رحمها قد أنجب رجالا و عضماء استطاعوا أن يقودوا معارك و مناورات ببسالة (أنظر وصف إفريقيا.ج2 )القبيلة إبان الإستعمار
أصيب بعض أبناء القبيلة بداء الخداع و الخيانة و بعضهم استسلموا بعد   بضغوطات من طرف القدر الكلونيالي ومنهم من لم يستسلم لهذا القدر و اعتبره رجسا يجب أن لا يرضخ له أحد و بعضا منهم وبإرادة من حديد تحدى قوى القوة و رفض الإستسلام قاوم بكل بسالة و جرأة من أجل تراب القبيلة و الوطن.
أنقسمت القبيلة في عز الإحتلالا إلى قسمين:
قسم سولت له نفسه أن يركب مركب أحلام -فرانكو-.
وقسم آخر هول المهمة و هيج الأوضاع كي لا يشعر المحتل بالأمان و الإستقرار و هذا ما جرى بالفعل, القسم الموالي للإسبان قدم لهم الضوء الأخضر لتصفية كل ما لا يرونه موالي للمطامح الضالة للإستعمار  ومنهم من نفي قسرا إلى جبهات الحرب في الضفة الأخرى.
القسم الآخر أحسن المناورة و جعل من الجبال قلاعا و حصونا و مربطا منيعا للمقاومة و هذا لعب دورا مهما في الحفاظ على نمط و نسق القبيلة من خلال هذه الخريطة التبسيطية لأوضاع القبيلة يبدو أن الظاهر متأزم إلى درجة أن أذناب الإستعمار في المنطقة انتقموا و باعو بثمن بخس عز و مكانة القبيلة لدى الحكومة المركزية وذللوا كل العقبات أمام المستعمر ليستحوذوا على خيرات القبيلة من معادن و أراضي خصبة شاسعة و لعل الشعر الأمازيغي الريفي أكثر حماسة في التعبير عن مدى خطورة النزيف الداخلي الذي أصاب القبيلة إذ قيل في ذلك:
Naccin nura nazwa wadnajji bu thazwath
Ralla thammaurth negh zzun d ayem thazegwath
بل أكثر من هذا فمنذ فجر الإستقلال لم تستفد القبيلة بشئ يذكر سوى بعض المؤسسات التنفيذية كقيادة من الإرث الإستعماري , جماعة لم تزل على حالها منذ تأسيسها و بنيات تحتية شبه منعدمة إذ أن الطريق الرئسي عبارة عن سراط يجب على مستعمليه أن يتعوذ بألف تعويذة لكثرة النقط السوداء به والتي حطمت أرقاما قياسية في تسجيل أكبر عدد من حوادث السير المميتة بالإضافة إلى قنطرة واد كرط المحتضرة . أما الطرق الداخلية فلا تصلح ألا لغرس الزيتون كما عبر عن ذلك أحد المواطنين ساخراً, المركز الصحي أصبح وكراً للعشاق , المؤسسات التعليمية إنعدمت بها  شروط التعلم و التربية واستفحلت فيها ظواهر خطيرة و شاذة كتعاطي المخدرات و التراجع الخطير على مستوى المردود التعليمي للمنطقة , كما نسجل انعدام المرافق الثقافية والإجتماعية و الرياضية بالمنطقة
على مستوى الأمن نلاحظ تحسن ملموس إذ قامت مؤخرا بمجموعة من الحملات التطهيرية بالمنطقة.
و في الأخير أوجه خطابي إلى أبناء المنطقة من خلال هذا المنبر الحر و أعلن عن حقيقة ربما لا يعلمها الجميع ألا و هي أن القبيلة أقصيت عمدا من طرف أبنائها كي لا ترقى إلى بلدية ..
و يبقى السؤال المطروح : من هم المسؤولون عن تفويت هذه الفرصة الثمينة على القبيلة و أبنائها؟ و أين المكانة في ضل هذا المكان؟؟؟