نعمان الهاشمي
كان أحد الوزراء المغاربة يحلو له القول، عندما تدلهم آفاق العلاقات مع إسبانيا: «إننا لن نحارب جارتنا من أجل سمكة». ومع أن قوله ارتبط بأزمة ملف الصيد البحري، حين لم يكن المغرب يريد تجديد العمل بالاتفاق، الذي يربطه والاتحاد الأوربي، فإنه يمكن إعادة استحضار المقولة في صيغة أخرى، وهي أننا لن نتحارب من أجل تصريحات صادرة من هنا وهناك.
ما فعله الوزير الأول، عباس الفاسي، لم يكن جديدا على الجارة في شبه الجزيرة الإيبيرية، فهي تعرف أكثر من غيرها أن ملف المدينتين المحتلتين سيبقى مفتوحا ما لم يتحقق الجلاء الإسباني عن الثغرين السليبين. تماما كما يعرف المغرب أنه مهما طال الزمن، فإن حتمية التاريخ ومرجعية الحقائق التاريخية والقانونية تدفع إسبانيا إلى إنهاء احتلالها للمدينتين.
القضية إذن ليست وليدة اليوم. وهي لم تطرح لأن المغرب أراد الغمز جهة إسبانيا أو الضغط عليها أو استفزازها، كما تفعل بعض الأوساط الإسبانية المتطرفة، ولكن لأن الوضعية غير الطبيعية للمدينتين- اللتين يستطيع أي مراقب نزيه أن يلاحظ أنهما جزء من الامتداد المغربي في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط- لا يمكن تجاهلها لمجرد أن إسبانيا تردد بين الفينة والأخرى أنهما «إسبانيتان».
ففي الوقائع التاريخية غير البعيدة أن الملك الراحل محمد الخامس حين فاتحته السلطات الإسبانية في قضية إطلاق سراح جنود إسبان أسرهم جيش التحرير المغربي في الصحراء،اقترحت عليه أن تنسحب من الساقية الحمراء ووادي الذهب في مقابل إبرام اتفاقية بالتخلي عن المدينتين المحتلتين، لكنه واجه الموقف بحزم وصرامة.
في ذلك الوقت كان المغرب خرج للتو من عهد الاحتلال، وفاوض الفرنسيين كما الإسبان من منطلق التدرج في استرجاع أجزائه المغتصبة شمالا وجنوبا. وكان في الإمكان. لو توافرت نوايا حسنة لدى الجارة الإسبانية، أن يطوي صفحة استكمال الوحدة الترابية نهائيا، لكن ذلك لم يحدث في غضون الخلل القائم في موازين القوى.
وقد ساد اعتقاد لدى المغاربة أنه كما تم احتلال أراضيهم بالتدرج وعلى مراحل، فإن استردادها سيكون بنفس الطريقة التي انسحبت على طرفاية وسيدي إيفني ثم الساقية الحمراء ووادي الذهب، في انتظار إنضاج ظروف إنهاء الاحتلال الإسباني لمدينتي سبتة ومليلية. لأن الملف في حد ذاته كل لا يتجزأ بالرغم من صفة التباعد الزمني الذي لا يلغي الحقوق الثابتة.. الآن تبدو المناسبة سانحة لاستيعاب ما يحدث في ضوء تبادل الرسائل وفهم دلالاتها ومغازيها. وإن كانت متناقضة بين من ينشد الحوار والمفاوضات للبحث عن أنجع السبل الممكنة لإنهاء المشكل عبر ضمان السيادة لأصحابها وصيانة المصالح التجارية والاقتصادية للجارة الإسبانية. وبين من يصم آذانه عن سماع الحقيقة المؤرقة. وكأن سماعها هو المشكل وليس القضية مشكلة في حد ذاتها.
أبرز ما تتضمنه تلك الرسائل، هو أن مواقف البلدين الجارين لازالت متباعدة إزاء هذه القضية. وبالرغم من أن المغرب ترك لجارته الشمالية مزيدا من الوقت للتفكير والتأمل حيال قضية لا تحتمل غير حل العودة إلى السيادة. فإنها لاعتبارات غير مقنعة لم تبادله التحية بمثيلتها. من جهة، لأن عقدة الانسحاب من الصحراء ألقت بظلالها على السلوك الإسباني حيال كل ما يصدر من المغرب، إلى درجة أن قادة الجيش الإسباني رسموا أكثر من خطة للتصدي لما وصفوه بـ«الخطر القادم من الجنوب» علما أن المغرب استرجع صحراءه بالطرق السلمية التي توجت باتفاقية مدريد.
ومن جهة ثانية فإن الإرث التاريخي المشوب بأنواع من الحروب الدينية والصراعات لازال نفوذه مؤثرا لدى أوساط تفكر بعقلية الماضي وتتهرب من النظر إلى المستقبل. ناهيك عن هيمنة طروحات تقول بضرورة إشغال المغرب بتداعيات ملف الصحراء، كي لا يتسنى له التطلع إلى الشمال.
وبين هذه المقاربة وتلك تبرز نظرة قلقة إزاء ما يقوم به المغرب. وبالذات في إيلائه عناية أكبر للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الشمالية. وإذا كان صحيحا أن آوفاق الشراكة التي تميز العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوربي. وضمنه أقرب جار ألا وهو إسبانيا، تدفع في اتجاه اعتبار أي تطور اقتصادي واجتماعي وترسيخ أسس الاستقرار في حوض البحر الأبيض المتوسط ضرورة لا غنى عنها لتمدد اقتصاديات الاتحاد الأوربي جنوبا، فإن الصحيح أيضا أن هناك من يرغب في إدارة الظهر لهذا التصور، بهدف الإبقاء على أنماط الفوارق بين مجالات الضفتين.
وقد يكون من دعاة هذا التوجه في مقدمة الذين يقفون وراء استمرار علاقات الحذر والتشكيك بين إسبانيا والمغرب، ففي كل مرة تنتقل فيها العلاقات إلى مستويات متقدمة من الحوار والتفاهم يرمي هؤلاء بحجر في النهر، سيما وأن طرح اسم المغرب بات يقترن في الداخل الإسباني بتجاذبات وصراعات، خصوصا حين يقترب موعد الاستحقاقات الانتخابية.
لم يقل الوزير الأول عباس الفاسي كلاما جديدا في تصريحه الحكومي حول هذه القضية، فقد أعاد تأكيد ثوابت السياسة المغربية القائمة على مبدأ الحوار والإنصات إلى الآخر. وماكان يجب على الحكومة الإسبانية أن تتصرف بانفعال في موضوع حيوي ومصيري بالنسبة للمغرب. طالما أن المنظور المستقبلي للحل يراعي السيادة المغربية والمصالح الاقتصادية والتجارية الإسبانية. أي أنه حل تاريخي كبير لقضية آن لها أن تنتهي كما انتهت فصول الأحلام الاستعمارية في الكثير من مناطق العالم.
بصرف النظر عن خلفيات التصرف الإسباني، فقد لا يدفع إلى إعادة نكء الجراح، فهناك قضايا مغربية- إسبانية تحظى باتفاق الجانبين من شأنها أن تبقي على خيوط الحوار موصولة. ولن يضير المغرب، الذي انتظر طويلا أن يمنح جارته الشمالية الوقت الكافي لتدبير هذا الملف، شريطة ألا يكون ذلك الوقت بلا نهاية.
لماذا ردت إسبانيا بانفعال على مطالبة المغرب بإنهاء الاحتلال في مليلية؟
التعليقات 10 تعليقات
لا توجد مقلات اخرى
لا توجد مقلات اخرى
تعرف إسبانيا إزابيلا الخانزة أنها لو فتحت باب التفاوض فإن ذلك لن ينتهي حيث مآسي لا تعد ولا تحصى ابتداء من الموريسكيين المطرودون ظلما رغم البنود المتفق عليها والتي غدرت بها تلك الخانزة بدعم البابا زعطوط فقتلوا وشردوا ومن بقي أجبروا على التحول إلى المسيحية وتهبت ممتلكاتهم …ثم سيتبعها احتلال المغرب واستعمال الغزات السامة ونهب الأرض والبحر والنهر وكل شيئ…ثم لن ين ينتهي الجرم حتى نعرج على حرب فرانكو الأهلية والتي راح ضحيتها الآلاف ومن بقي تقاضى فرنكات يستحي منها أن تعطى للكلاب…
ولا تنتهي المأساة حتى نسألهم عن استغلال الثغرين بغير حق والجزر المتاخمة وتهريب السلع وتخريب اقتصادنا وتدمير شبابنا عبر الأقراص المهلوسة والقرقوبي والمخدرات القوية وو….
هل ما زال كلام ذاك الوزير …”لن نحارب من أجل سمكة” يستحق أن ننصت إليه ن هذه فقط سمكة وهذه فقط قطعة أرضية وهذه فقط جزيرة وهذه فقط مأساة أندلس نسيها الزمن وهذه وهذه …بئس المنطق منطق الجبان الخانع
تعلموا من غزة العزة الثبات والقوة رغم تباين ميزان القوة لصالح المحتل أو أرموا أنفسكم في مزبلة التاريخ
ااالجريدة الاسبانية الباييس نشرت مقالا تاريخيا عن مليلية و سبتة و قالت بالحرف الواحد: عندما احتلت اسبانيا المدينيتين مليليا في سنة 1497 و سبتة في سنة 1580 لم يكن هناك اسم يسمى الدولة العلوية.لأن تأسيس الدولة العلوية جاء بعد قرن من الزمن و بالضبط في سنة 1660ميلادية .
الباييس تريد أت تقول أن مليلية ليست مغربية،و هذا ما يأكده التاريخ و الواقع….
يوبا
مواطن مغربي مع وقف التنفيد
Salaam,
Je pense sérieusement qu’il faut augmenter la pression en ce moment de crise sur l’Espagne afin de rappeler que ce sont deux villes marocaines.
أظن أن موقف المغرب من هده القضية أي قضية المدينتينتين السليبتين موقف يلفه الغموض وكأنه يطالب بشيء ليس له مع لن الحقائق التاريخية تنين بشكل صارخ وواضح أن المدينتين مغربيتين،
ومن هدا الموقع أؤكد سواء للإسبان أو الجزائر أن المغربحكومة وشعبا لن يفرط واولو في حبة رمل من ترابنا الوطني
يبدو أن الكثيرين أعماهم الحقد على العلويين حتى أنهم لم يعودوا يفرقوا بين من حكموا المغرب ومن يجكمون أو سيحكمون…
سنرد على يوبا وأمثاله بالفول ، إن دولة الأندلس التي فتحها الأمازيغي المسلم طارق بن زياد حيث كان القوط يستعبدون البربر بل وينتهكون أعراض نساء النصارى من بنت يوليان حاكم سبتة إلى كل نساء المستضعفبن، قد صنعت مجتمعا جديدا تعايش فيه المسيحي بالمسلم مع اليهودي ومع غيره وهذا اعتراف كثير من المنصفين من كتاب الأندلس النصارى العاصرين وغير المغاصرين…
المغرب كان له وجود سواء تابع للخلافة الأموية أو من بعد أن انشق وأسس دولته التي صارت إلى تخوم السودان وأمدت بقاء المسلمين بالأندلس على يد الأمازيغي المجاهد المتواضع أمير المسلمين يوسف بن تاشفين رحمه الله…
دولة المغرب يمكن اعتبارها بدات فعلبا في عهد المرابطين بعد توحيد البلاد وهزيمة النصارى في موقعةالزلاقة وبعد كل معركة وملحمة ينصرنا الله فيها واد المخازن على يد المنصور الذهبي ثم تنهار الدولة بعد كل هزيمة: معركة وادي إسلي معركة تطوان حيث هزمنا الفرنسبس والاسبان فتوالت الضربات إلى الاحتلال…
دماء الشهداء والتضحيات هم من يؤسسون للأمة وغياب هذا يجعلنا نتيه بين أفكار المغلوب وعقدة الذنب ووو
الى طارق بن زياد الثانى اتمنى ان لا تكون نهايتك مثل مصير طارق بن زياد الذي غزى الاندلس.
je pense que le moment de demander à l’espagne de quitter les deux villesspoliées est toujours propice tant qu’il y a occupation il y a pareille demande.seulement il reste un petit détail à soulever: est-ce que nous les marocains nous sommes tous unis ? est-ce que vraiment nous aimons notre patrie?est-ce que vraiment nous pouvons faire des sacrifices pour notre chers roi et patrie? quand on remarque que la majorité des jeuns marocains quittent le pays dans des “cuvettes” pour aller travailles chez ces occupants ,ces “voleurs” qui ont volé nos villes , nos richesses, notre civilisation , qui ont essayé des bombes nucleaires sur nos ancetres , qui ont utilsé des gaz toxiques contre nos concitoyens, nous craignons pour l’avenir de notre patrie.c’est pour cela j’invite tous les marocains ” al ahrar ” pour qu’ils fassent face à ce nouveau imperialisme culturel.observez nos jeunes , ils n’ont presque rien de l’identité marocaine. et c’est ce qui garantit à l’espagne que nous sommes faibles et que nous ne méritons pas ces deux villes et les autres iles.faisons comme ghandi qui a combattu l’occupant britanique par le boycattage . sommes -nous capable de le faire? commencons d’abord par imposer notre identité marocaine. q
ihmadou allah anna el amr iqtasara 3la madinatayni 3azizatayni faqat
mada law aradou idaafat moudoun ogra
tora men sayamna3ouhoum?
men sayouqifouhoum?
akiid laysa kelaam ma3ali el wazir howa alladi seyouqifouhoum 3inda 7eddihim ida aradou bilmaghrib sharran
ayna les nations unis
ayna shortiyo el 3aalem les etats unis USA
ayna fransa
ayna wa ayna wa aynaa
fa lawla sotr allah wa lotfih
laza7afou min jadid 3la koul schibr min aradi el mouslimin
inna elgharba elkafir yeta3aamel ma3a les etats musulmans kedouyal moustaqilla ba3douha 3an ba3d walakin lem wa len yansaa annahoum oummaton wahidaton toudinou bidini allahi ELHAQ ala wa howa el ISLAAM
lakin lilasaf taghibou 3an les etats musulmans-edouwal elqotriya-
taghibou 3anhoum hadihi el haqiqa
7aqiqat annahoum oumma mouslima wahidatin bisabab el houdoud el joghrafiyati el wahmiya ellati heya min son3i imperialism -colonialism
el mouhim;
len nestarji3 CM wahid min aradinaa mina elghozaat errom
talama len nou3ida tawhiid sofof el oumma el islamiya
tehta qiyadati khalifatin wahid
fi itaar dawlatin islamiyatin wahidatin-el khilafa el islamiya
yajib an nosbih keljasadi el wahid ida ishtekat minhou 3odwon waahidon tossaab jamii3 a3daa el jasad el ogra bi essahar wa elhomma
aanadak faqat sawfa len toharrar Ceuta wa melillia wa innama Palestine KOULLIHA
aqoulou qawli hada wa ALLAHOU wa7dahoua3lem
ro mathalmouch n cha lah tab9a mlilia ispania ou ga3 matwalich ldak lkhanz 3abasq lfassi lkhanaz mabrinach twali mlilia ou sebta ki wad nta3 zbal
itha isstakalaat mellila wa sebta, la da3i lil hijra ila espanya ya maghiriba, touridouna al isstikllal was fi nafssi al wakt alhijra ila espanya. Wallahi la afhamoukoum.