خالد مجدوب
كشف التقرير الوطني حول تنفيذ الالتزامات حول مرض السيدا لسنة ,2010 أن عدد الأفراد الذين ييحملون فيروس السيدا حوالي 25 ألفا و500 شخص خلال السنة الماضية. وحسب هذه المعطيات الصادرة حديثا فإن هناك ارتفاعا لعدد حالات الإصابة لدى النساء، ويبقى انتقاء المرض عبر الجنس هو السائد بـ92,3 في المائة من الحالات، 5,3 في المائة عبر الانتقال بالشذوذ الجنسي والنسبة الباقية عبر العلاقة الجنسية الأخرى. وأكد التقرير أن نسبة الإصابة بمرض لدى مستعملي حقن المخدرات تصل إلى 1,6 في المائة، إذ تعرف هذه الحالات ارتفاع بالناظور. وأكد أن نسبة الإصابة بمرض السيدا لدى العاهرات مرتفعة، إذ تبلغ ما بين 2 و3 في المائة، ولكنه بقي مستقرا منذ .2001 وتعتبر هذه النسبة ارتفاعا لدى هذه الشريحة بجهة سوس ماسة درعة، إذ تصل إلى خمسة في المائة.من جهتها أكدت نادية بزاد من المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا أن العلاقات الجنسية هي أهم الطرق لانتقال المرض، مضيفة في تصريح صحفي أنه على الرغم من المجهودات المهمة والأموال الطائلة مازالت نسبة الإصابة في ارتفاع وتطور، وهو ما يقتضي إعادة النظر في السياسة المتبعة في هذا المجال. وأوضحت بزاد بأن المشكل اجتماعي وليس طبيا فقط، على اعتبار أن الأسباب متداخلة، ويتعلق الأمر بارتفاع الأمية والبطالة والدعارة وغياب التربية الجنسية. وشددت على ضرورة المقاربة الشمولية، ومد يد المساعدة لممتنات الدعارة من أجل إنقاذهن، لأن الظروف الصعبة هي التي أسهمت في ذلك، مضيفة أن تقديم العوازل الطبية لا يعطي النتائج المرجوة.
وبحسب متابعين فإن المغرب مطالب بالانفتاح على المقاربات الجديدة في مجال مكافحة السيدا وخاصة في الغرب، والتي تركز على العفة ورفض التحرر الجنسي أو اعتبار أن العازل الطبي هو الحل، بالإضافة إلى العمل توفير شروط العيش الكريم لضحايا الاستغلال الجنسي في عالم الدعارة، فضلا عن تعزيز دور العلماء في تنمية ثقافة صحية دينية في التعامل مع ضحايا هذا المرض الفتاك.
ويوجد حوالي ربع المصابين بجهة سوس ماسة درعة متبوعة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، إذ إن هاتين الجهتين تتوفران على نصف الحالات تقريبا، خلال السنزات الخمس الماضية، حسب التقرير، الذي أضاف أن نسبة إصابة السجناء قليلة، وهو أقل من واحد في المائة. ويبين التقرير أن الشريحة العمرية ما بين 25 و44 سنة يمثلون أغلبية المصابين (70 في المائة)، إلا أن نسبة الإصابة لشريحة العمرية أقل من 24 سنة ضعيفة.
وأبان التقرير أن العديد من الجهات انخرطت في مجال الوقاية ومحاربة المرض، إذ تم انخراط قطاع التشغيل عبر ورشة وطنية من أجل إدماج الحد من السيدا في أوساط العمل، وانخراط العديد من الجمعيات، ووزارة الفلاحة، فضلا عن عمل رابطة العلماء من أجل إدماج مقاربة المرض في الحقل الديني، بالإضافة إلى انخراط الأئمة والمرشدات في الوقاية من المرض، خصوصا أن هذه الشريحة تتواصل مع حوالي 6 ملايين فرد خلال خطب الجمعة وبعض الدروس الوعظ بالمساجد. واعتبر المصدر ذاته أن المغرب يعتبر نموذجا في الحد من المرض عبر الحقل الديني. وأشار التقرير إلى أنه خلال السنتين الماضيتين، تم تحقيق تقدم في محاصرة المرض وطنيا. إلا أن بزاد شددت على ضرورة إعادة النظر في السياسة المتبعة، وفتح حوار مع الشباب لتوعيتهم، ومعرفة أسباب الدعارة، مع تقديم حلول عملية للنساء الممتهنات لهذه الظاهرة، لأنهن يتساءلن دائما ما العمل على حد تعبيرها.