عرف برنامج صاحب الجلالة الملك محمد السادس ليوم الجمعة تنوعا وغنى من حيث المحتوى. إذ كان فيه صلاة، استقبال وتدشين. حيث استهل البرنامج باستقبال السيدين عباس الفاسي ورشيد بلمختار، وأدى جلالته صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني بالناظور، وقام بتدشين مركز دعم وإنعاش المرأة ومقر الجمعية الخيرية الإسلامية.
وخلال هذا الاستقبال قدم الوزير الأول لجلالة الملك تقريرا تضمن حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنوات2005 و2006 و2007 ؛ حيث تم تنفيذ12 ألف مشروع همت مختلف محاور المبادرة بالوسطين الحضري والقروي، استفاد منها ثلاثة ملايين شخص وحصل20 ألف آخرون على تأهيل في مجال إعداد وصياغة المشاريع. كما قدم لجلالته برنامج عمل المبادرة للسنة الحالية حيث تمت برمجة إنجاز5200 مشروع بكلفة ثلاثة ملايير و300 مليون درهم.
ومن جهته، قدم السيد رشيد بلمختار لجلالة الملك برنامج عمل المرصد لسنوات2008 و2009 و2010 وكذا تقريرا عن أنشطة المرصد برسم سنة2007 ، وتقريرا أولا تضمن دراسة ميدانية حول آراء مختلف الشرائح الاجتماعية بخصوص المبادرة.
وتسعى هذه المؤسسة، التي يندرج إحداثها في إطار دعم ولوج التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية وتقوية القدرات المحلية والحكامة الجيدة، إلى تقوية قدرات الإقليم في مجال التخطيط والتدخل من أجل التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من المشاركة في الحياة العامة. وتضم هذه المنشأة الاجتماعية مركزا لدعم وإنعاش المرأة ومركزا للتكوين والتوثيق التنموي وروضا للأطفال.
ويوفر المركز، الذي ينتظر أن تستفيد منه ما بين1500 و2000 امرأة سنويا، للمنخرطات تكوينا مهنيا في ميادين المعلوميات والسكرتارية وإدارة المقاولات، ودروسا في محو الأمية والتربية الصحية والعائلية والتربية على المواطنة، وكذا التوجيه النفسي والاجتماعي والقانوني. فيما سيتفيد نحو120 طفلا سنويا من الخدمات التي يوفرها الروض المندمج.
كما تتضمن هذه المؤسسة مركزا للتوثيق والتكوين المستمر من أجل التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين، يفتح أبوابه في وجه الرواد من طلبة وباحثين وفاعلين جمعويين ومتدخلي القطاع الخاص والعام، والذين ينتظر أن يتراوح عددهم ما بين1000 و2000 مستفيد في السنة. وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله إلى المركز تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته أعضاء اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفاعلون جمعويون وشخصيات أخرى.
وأكد الخطيب أن مبادرات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال الاعتناء بكتاب الله عديدة ومتنوعة, منها رعاية جلالته لبيوت الله التي يتلى فيها القرآن بالغدو والآصال, وعناية جلالته الموصولة بمؤسسات التعليم العتيق وضمنها الكتاتيب القرآنية, وتشجيع تلاميذها وطلبتها, والنهوض بأوضاع أطرها التربويين والإداريين.
وأضاف أن من بين هذه المبادرات أيضا, تكريم أمير المؤمنين لحملة كتاب الله والاحتفاء بأهله, خاصة من خلال إحداث جائزة محمد السادس لأهل القرآن لتقوية ارتباط النشء والشباب المسلم بالقرآن وتعاليمه وآدابه, ومكافأة المؤهلات والقدرات الوطنية المتميزة في خدمة كتاب الله العزيز نشرا وأداء وتبريزا في علم من علومه. وأوضح أن صفحات تاريخ هذه الامة , عبر حقبه وعصوره, تشهد على الاعتناء الفائق والأهمية البالغة اللذين يوليهما المغاربة قاطبة وملوكهم , وخاصة ملوك الدولة العلوية الأماجد, لكتاب الله العزيز حفظا وتلاوة وتجويدا وأداء وحذقا بليغا في رسمه وضبط قواعده ومعرفة عميقة بقراءاته ورواياته .
وخلص الخطيب إلى التأكيد على أن هذا الصرح الذي تواصل في عهد الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه, زاد شموخا في عهد وارث سره أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي الختام ابتهل الخطيب وجموع المصلين إلى الله تعالى بأن يبارك في خطوات أمير المؤمنين ويمده بعونه ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرته الملكي الشريفة. كما تضرع المصلون إلى الله عز وجل بأن يمطر شآبيب الرحمة والغفران على فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما وبوأهما عنده في مقام الأولياء الأبرار.
وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السادة محمد الابراهيمي والي الجهة الشرقية ومولاي المامون بوفارس الوالي بوزارة الداخلية وعبد الوافي لفتيت عامل إقليم الناظور والطيب غافس رئيس مجلس الجهة. كما تقدم للسلام على جلالة الملك قائد الموقع العسكري ورئيس المجلس العلمي المحلي والهيئة القضائية والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى. وبمدخل المسجد تقدم للسلام على جلالته السيد أحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.
ومن بين الأنشطة التي عرفها هذا اليوم أيضاً، تدشين الشطر الأول من مقر الجمعية الخيرية الإسلامية، الذي تم إحداثه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي بلغ نحو ثلاثة ملايين و800 ألف درهم. إذ أنه وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذا المشروع الاجتماعي، الذي يتسع لإيواء نحو 132 مستفيدا. وقدمت لجلالة الملك بالمناسبة شروحات حول هذه المؤسسة، التي أقيم شطرها الأول على مساحة410 مترا مربعا، من مجموع مساحتها الإجمالية التي تبلغ10500 مترا مربعا.
ويضم المقر، الذي يتكون من ثلاث طوابق، ورشات للتكوين في الخياطة والتطريز وقاعة للمعلوميات والانترنت وأخرى للمطالعة، إلى جانب11 غرفة تتسع كل واحدة منها لأربعة أسرة، ومرافق إدارية وصحية.
ويندرج هذا المشروع ضمن جوهر روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تقوم على تمكين مختلف جهات المملكة من مؤسسات وبنيات استقبال سوسيو-تربوية وتجهيزات تحتية أساسية كفيلة بإدماج مختلف شرائح المجتمع ، ولاسيما الشباب منهم، في الحياة النشيطة.
وقد استقبلت الجمعية الخيرية الإسلامية، خلال السنة الجارية 136 طفلا من بينهم أيتام ومتشردون وأطفال متخلى عنهم، في وقت بلغ فيه المعدل السنوي للأطفال الذين استقبلتهم خلال العشر سنوات الأخيرة حوالي206 مستفيدا. وتضع الجمعية نصب أعينها توفير خدمات رعاية الطفولة والإيواء والتغذية والتكوين بالتدرج المهني لفائدة الأطفال في وضعية صعبة، إلى جانب محاربة الهدر المدرسي والتربية غير النظامية والرعاية الصحية والنفسية.
وتتضمن البرامج المستقبلية للجمعية الخيرية الإسلامية، التي تعمل على تنفيذ مشروع بناء مقرها على ستة أشطر بتعاون مع مؤسسة التعاون الوطني، إحداث مشاريع مدرة للدخل وتحسين خدمات المؤسسة وتوسيع طاقتها الاستيعابية والانفتاح على المحيط الخارجي وإبرام اتفاقيات شراكة مع جمعيات وطنية ومؤسسات حكومية ومنظمات خيرية دولية غير حكومية.
وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته أعضاء اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفاعلون جمعويون وشخصيات أخرى.