مستشفى العروي للأمراض النفسية في عطلة ..

أريفينو : 8 أكتوبر 2025
في مشهد مؤسف ومقلق، يعيش مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بمدينة العروي حالة غير مسبوقة من الارتباك والعجز التام عن استقبال المرضى أو التكفل بهم، في وقت يُعتبر فيه هذا المستشفى الوحيد من نوعه على مستوى إقليمي الناظور والدريوش، بل وحتى بالنسبة للأقاليم المجاورة.
اليوم، يجد المستشفى نفسه في شلل شبه كامل بعد أن وضعت الطبيبة المداومة شهادة طبية مرضية بسبب تدهور حالتها الصحية، بينما الطبيبة الثانية في إجازة ولادة تمتد لثلاثة أشهر، ليبقى عبء مئات المرضى ومعاناتهم على طبيبة واحدة فقط كانت تعمل ليلًا ونهارًا دون توقف، حتى أصيبت هي الأخرى بوعكة صحية حادة نتيجة الضغط والإرهاق المستمرين.
هذا الوضع المأساوي جعل المستشفى يتوقف عمليًا عن استقبال أي حالة جديدة، ولا يمكنه حتى إخراج المرضى المقيمين أو تسليمهم لعائلاتهم، لأن القانون الطبي يمنع أي تدخل أو توقيع على قرارات تخص المرضى العقليين بدون إشراف مباشر من طبيب اختصاصي.
والنتيجة؟ عشرات الأسر تائهة، مرضى في وضعيات خطيرة لا يُستقبلون ولا يُحوّلون، ووجهتهم الأخيرة: الشارع.
الطامة الكبرى أن مدينة وجدة بدورها ترفض استقبال الحالات القادمة من الناظور بدعوى أن الإقليم يتوفر على مستشفى خاص بالأمراض النفسية، لتغلق كل الأبواب في وجه هذه الفئة الهشة التي لا ذنب لها سوى أنها تحتاج للعلاج والرعاية.
رغم أن وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق عن تعيين أطباء اختصاصيين جدد بالمستشفى، إلا أنهم لم يلتحقوا بعد بمقر عملهم، في وقت يعيش فيه الطاقم الموجود ضغطًا لا يُطاق، بين متابعة الملفات الطبية، والتقارير القضائية الموجهة للمحكمة والنيابة العامة، ورعاية المرضى على مدار الساعة.
اليوم، يقف هذا المستشفى أمام كارثة إنسانية وصحية وحقوقية بكل المقاييس. فهل يُعقل أن يُترك مستشفى إقليمي يُغطي عشرات الجماعات والمدن بطبيبة واحدة مريضة ومجهدة؟
هل يعقل أن يُغلق باب الأمل في وجه مئات المرضى النفسيين الذين يحتاجون للعلاج والرعاية المتخصصة؟









