أمستردام: تجمع احتجاجي هائل ضد المجزرة الصهيونية على قافلة الحرية

6 يونيو 2010آخر تحديث :
أمستردام: تجمع احتجاجي هائل ضد المجزرة الصهيونية على قافلة الحرية
كتب التقرير:  التجاني بولعوالي
تعتبر المجزرة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أسطول الحرية آخر مستجد، يطفو على سطح الواقع السياسي والإعلامي الدولي، إذ قام الجيش الصهيوني، يوم الإثنين المنصرم 31 ماي 2010، بالاعتداء على قافلة الحرية التي كانت تتشكل من مجموعة من السفن تقل أكثر من 650 متضامنا ومتعاطفا مع سكان قطاع غزة، وتحمل نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية، وقد سعى أولئك النشطاء الذين ينحدرون من 40 دولة، بينهم العديد من الشخصيات السياسية والبرلمانية المسلمة والأوروبية، إلى كسر الحصار الغاشم الذي يضربه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ حوالي ثلاث سنوات. وترتب عن ذلك الهجوم اللا إنساني الظالم، الذي تم عبر الجو والبحر، بالرصاص والغازات، استشهاد 19 شخصا، وإصابة أكثر من 26 آخرين من بينهم الشيخ رائد صلاح، وأغلب أولئك الضحايا من الأتراك.
وعلى إثر هذه المجزرة الشنيعة تحركت مختلف الجهات الرسمية والشعبية، سواء في العالم العربي والإسلامي، أم في العالم الغربي، وهي تندد بهذا الفعل اللا إنساني الهمجي، الذي عبر بواسطته الكيان الصهيوني عن تجبره واستهتاره بالمواثيق والقوانين الدولية، وقد تجلت تلك التحركات الدولية الشاجبة والمستنكرة من خلال مختلف التظاهرات والأنشطة والفعاليات، كإصدار بيانات الشجب والإدانة، وعقد التجمعات الرسمية المغلقة، وتنظيم مظاهرات الرفض والاحتجاج، وغير ذلك.
ويندرج في هذا السياق التجمع الاحتجاجي الذي نظمته مختلف الجمعيات التركية والفلسطينية والمغربية والهولندية المساندة للقضية الفلسطينية، يوم الجمعة 4 يونيو 2010 بساحة (موزييم بلاين) بقلب مدينة أمستردام، على الساعة السادسة مساءً.
وقد حجت إلى مكان التجمع جماهير غفيرة قاربت الألف شخص، من بينهم الرجال والنسوة والأطفال والشيوخ وحتى ذوو الاحتياجات الخاصة، تفرقهم الأرومة والثقافة والمعتقد والبشرة، غير أنه توحد بينهم المشاعر الإنسانية تجاه القضية الفلسطينية المهضومة والمظلومة، وقد جاءوا اليوم للتعبير عن موقفهم الجريء والشجاع في جو مكهرب، تحاصره دوريات رجال الأمن الهولندية، وهم يحملون مختلف الأعلام (التركية والمغربية والفلسطينية…)، ويرفعون شتى الشعارات واللوحات والصور المنددة بهذا العدوان الغاشم، وقد خطت عليها عبارات وكلمات الشجب والتنديد (أوقفوا الحصار، أطلقوا السجناء، حاكموا إسرائيل، يحيا الزعيم التركي أردوغان…)، بل ويطلقون بأعلى أصواتهم صرخات تعبر عن تذمرهم من الصمت الدولي والتآمر العالمي (سحقا لإسرائيل، الله أكبر…).
وقد ورد في البيان الخاص بهذا التجمع، الذي يحمل عنوان: (نداء من أجل وقف التواطؤ إزاء جرائم إسرائيل)، ما يلي: “واليوم نوجه نداءنا لهؤلاء من أجل كسر الصمت. إننا ككل الديمقراطيين من كل بقاع العالم، ومن مختلف المعتقدات دون أدنى خلط بين الديانات، ندين هذا الهجوم الوحشي ونؤكد ضرورة:
الرفع الفوري للحصار على غزة،
تمكين الناجين من الدخول إلى غزة للقيام بواجبهم الإنساني،
اتخاذ إجراءات للرد على الكيان الصهيوني،
وقف كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني،
وقف مفعول اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بموجب المادة2،
تحمل هيئة الأمم المتحدة لمسؤوليتها في حماية المدنيين وفي فرض احترام الحق الإنساني الدولي،
ضرورة فتح تحقيق دولي حول جرائم إسرائيل بهدف وقف إفلات المسؤولين الإسرائيليين من العقاب”.
وقد تخللت برنامج هذا التجمع الاحتجاجي ضد المجزرة الإسرائيلية الأخيرة على قافلة الحرية جملة من المواد، استهلت بكلمة المنظمين، ثم مقاطع موسيقية لفرقة كولسيسي التركية، وبعد ذلك تتابعت كلمات بعض الشخصيات النضالية النشيطة المعروفة على الصعيد الهولندي، التي أثرت بعمق في كل من حضر هذه التظاهرة، ككلمة ممثل الجمعيات والمنظمات التركية السيد إمري أونفير، الذي ندد بشدة بهذه المجزرة الوحشية، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف منصفة وجريئة من العدوان الصهيوني. وكلمة السيد محمد الرباع ممثل الجمعيات والمنظمات المغربية، الذي ركز على ازدواجية الخطاب الرسمي الهولندي، الذي استنكر في البداية ما وقع، ثم تراجع فيما بعد عن ذلك الموقف، ودعا الجماهير إلى الانتخاب بكثافة في الاستحقاقات البرلمانية القادمة (الأربعاء 9 يونيو)، حتى تتمكن من إسقاط النخبة السياسية الحالية المتواطئة مع الكيان الصهيوني عبر الاتفاقيات العسكرية وإمدادات السلاح السرية. وكلمة السيد كيس فاختن دونك، المناضل الهولندي الشيخ؛ ممثل المنظمة الفلسطينية، الذي عبر بصدق تام عن معاناة الشعب الفلسطيني، واعتبر تلك المجزرة فعلا لا يمت إلى الإنسانية في شيء، كما دعا المجتمع الدولي إلى رفع الحصار على قطاع غزة، وعقد محاكمة عادلة للمجرمين الذين تسببوا في تلك الغارة على أسطول الحرية. وكلمة الخبير الهولندي في شؤون الشرق الأوسط، السيد روبرت سوتريك، الذي بدوره شجب بشدة هذا الجرم الصهيوني الشنيع، ودعا الجماهير إلى المقاطعة الاقتصادية للمنتوجات والسلع الإسرائيلية، ليس المعروضة في المحلات التجارية الهولندية فحسب، وإنما في المحلات التجارية المغربية والتركية كذلك. وعقب هذه الكلمات المعبرة والساخنة، تم الاتصال مباشرة بتركيا للحديث مع أحد الناجين من الغارة الصهيونية، ليصف للحاضرين بعض تفاصيل ذلك الحدث الإجرامي.
هكذا مر هذا التجمع الاحتجاجي الذي نظمته مختلف الجمعيات والمنظمات المغربية والتركية والفلسطينية، في جو من التعاطف والتآزر مع ضحايا المجزرة الإسرائيلية بصفة عامة، والقضية الفلسطينية بصفة خاصة، إذ أبان الحاضرون الذين ينتمون إلى أجيال الهجرة الثلاثة كلها، عن نضج تام في التعامل مع مثل هذه القضية الحساسة والحرجة، لتنتهي هذه التظاهرة التضامنية بدقيقتي صمت على أرواح الشهداء، دون تسجيل أي سلوك سيء أو رد فعل منحرف.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليقان
  • sarah
    sarah منذ 14 سنة

    Selon la presse turque, le Premier ministre turc Recep Tayyip Erdogan envisage de se diriger vers la bande de Gaza pour briser le siège imposé par l’armée de l’occupation israélienne, une idée qu�il a exposé aux instances officielles proches de lui.

    Selon des sources turques haut-placé, Erdogan a informé l�administration américaine qu’il a l’intention de demander à la marine turque d�accompagner une nouvelle flotte humanitaire est prête à aller à Gaza, mais l�administration américaine lui avait demandé d’attendre pour étudier la question.

    “Si le monde détourne le regard de ce carnage, la Turquie ne le fera pas; si le monde reste en spectateur, la Turquie ne regardera pas, les bras croisées, le sang couler, et si le monde tourne le dos à la Palestine, la Turquie ne tournera pas le dos à al-Qods, à Gaza et au peuple palestinien”, avait déclaré Erdogan dans une allocution prononcée hier devant une foule imposante à Konya, martelant: “Que personne n’éprouve la patience de la Turquie”.

    Erdogan a tenu à souligner que chaque ville palestinienne avait la même place que chaque ville de Turquie : «le sort de Jérusalem est liée au sort d’Istanbul.. et le sort de la bande de Gaza est intimement liée à Ankara. ”

    Et de poursuivre : “Israël considère le nourrisson palestinien comme terroriste et lui jette les bombes à phosphore; et on voit aujourd’hui certains pays du monde qui le soutiennent et couvrent ses crimes”.

    Erdogan a appelé l’humanité et les pays du monde à prendre acte du carnage commis par « Israël » dans les eaux internationales. “Il s’agit d’un problème entre Israël et 32 pays du monde participant à la flottille de la liberté agressée par Israël”, a fait noter Erdogan, qui invite tous les pays du monde, la Russie, l’Allemagne, le Royaume Uni et la France, en particulier, à faire montre d’équité en traitant cette agression “intervenue dans les eaux internationales, contre un navire civil et non militaire, levant le drapeau blanc”.

    Il a affirmé que pour la Turquie, elle a ouvert son enquête et qu’elle travaillerait pour que son enquête s’étende et prenne un caractère régional et international.

    Il faut dire que le gouvernement turc est affronté à de fortes, politiques et populaires pour annuler ses accords militaires avec « Israël », mais l’établissement militaire turque s’y oppose totalement

    Bülent Arınç, vice-Premier Ministre turc, a indiqué que son pays est en train de reconsidérer ses accords avec « Israël » et qu’il pourrait aller à réduire au minimum ses relations aves ce dernier. Nombre d’accords intervenus entre les deux parties dans les domaines militaires et économiques sont mis à l’examen, et nous sommes fort sérieux à ce sujet.

    Cela dit, l�ambassadeur turc à Washington, Namik Tan a indiqué que son pays pourrait couper ses relations diplomatiques avec « Israël », si ce dernier ne présentait pas au peuple turc et à son gouvernement des excuses officielles.

    Namik Tan, qui s�exprimait devant un certain nombre de journalistes dans la capitale américaine, a ajouté que l�entité sioniste pouvait empêcher la détérioration des relations entre les deux pays, sous trois conditions : la première, présenter des excuses publiques, la seconde accepter une enquête indépendante et transparente des événements de l’opération israélienne contre la flotte, et la troisième lever le siège imposé à la bande de Gaza.

    Tan a mis en garde « Israël » qu�il est sur le point de perdre un ami

  • sarah
    sarah منذ 14 سنة

    Israël a menacé de mort Erdogan 08/06/2010
    IRIB – Israël a menacé le Premier ministre turc Reccep Tayyib Erdogan de mort. “Si Erdogan se met en route de Gaza à bord des flottilles de la liberté pour briser le blocus de cette région, nous ferons couler le bateau sur lequel il est à bord.”, a menacé le chef adjoint de l’Etat major de l’armée israélienne, Uzi Dayan. “Je dis clairement si la commission d’enquête internationale voudrait nous imposer une option sur la flottille de la liberté, nous demanderons aussi qu’Erdogan soit traduit en justice.”, a ajouté Uzi Dayan avant de réitérer: Si j’étais à la place de Shimon Peres, je ferais comprendre à Erdogan que s’il se rendrait à Gaza, il aurait le même sort que les citoyens turcs de la flottille de la liberté. Selon Uzi Dayan, la venue de Erdogan à bord d’un bateau, qu’il a appelé “bâtiment de guerre” signifierait la proclamation de la guerre contre Israël. “Si nous ne parvenions pas à dominer le bateau où Erdogan serait à bord, nous le ferons couler.”, a menacé Uzi Dayan.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق