استضافت جمعية سيكوديل بالناظور عمدة روتردام السابق أحمد بوطالب الابن البار لقرية” آيت سيدار” المغربية بتاريخ 22يناير2025 على الساعة الرابعة مساء لإلقاء محاضرة علمية نسق أشغالها الأستاذ الجامعي قيس الورياشي ،وقبل منح الفرصة للأستاذ المحاضر أحمد بوطالب تناول الكلمة صالح العبوضي رئيس جمعية سيكوديل الذي رحب بالضيف الكبير والحضور الكرام ،كما أشار إلى أن هذه اللقاء يندرج في إطار اللقاءات الشهرية التي تنظمها الجمعية تحت شعار جامعة قاضي قدور للشباب.
نسق أشغال هذه المحاضرة العلمية الأكاديمي الأستاذ الجامعي قيس الورياشي الذي قدم في البداية نبذة عن حياة الأستاذ أحمد بوطالب المزداد بجماعة بني سيدال إقليم الناظور، والذي هاجر إلى هولاندا في أواسط السبعينات من القرن الماضي ،وقد تقلد مناصب سامية بحكم إتقانه لخمس لغات؛اللغة الريفية،واللغة العربية الفصحى،ولغة العلوم الإنجليزية،والهولندية،والفرنسية،
فبلإضافة إلى كونه مهندسا في مجال دقيق وهو التحول الطاقي،فقد اشتغل صحافيا بهولاندا وكان قيس الورياشي يتابع ما ينشره من مقالات في يومية هولندية إبان الحرب على العراق خلال التسعينات من القرن الماضي،وأشار إلى أن أحمد بوطالب يعد سياسيا محنكا في هولاندا ،اكتسب خبرة كبيرة في إدارة الشأن المحلي بروتردام،ووشح من طرف الملك محمد السادس بوسام ملكي من درجة ضابط،كما وشح بوسام ملكي بدرجة قائد بهولاندا،ولم يفوت الفرصة ليشير المنسق إلى إحدى الطرف التي وقعت له مع رفيق دربه أحمد بوطالب أثناء إلقائه لمحاضرة في هولاندا ولم يجد من مترجم لمحاضرته إلى اللغة الريفية حتى تستوعب الجالية الريفية المغربية مضمون هذه المحاضرة إلا الأستاذ أحمد بوطالب الذي ابلى البلاء الحسن في هذه الترجمة وأخذ ضعف التعويض الذي حصل عليه المحاضر قيس الورياشي.
أخذ الكلمة السيد أحمد بوطالب الذي تكلم باللغة الدارجة الممزوجة بمسكوكات صيغت بلغة أمازيغية ريفية محلية تنم عن استيعابه وتمثله للثقافة الامازيغية المنفتحة على الثقافات العالمية الإنسانية،وقد ركز بشكل دقيق عل أهم المنعطفات التاريخية العلمية المهمة في التحول الطاقي (المنعطف الحجري،المنعطف البخاري،المنعطف الكهربائي، التحول الطاقي الذي يعرفه العالم حاليا ومستقبلا) وشدد في محاضرته على أهمية الاهتمام بالعنصر البشري والتنمية المستدامة لمحاضرة التحولات العميقة في الطاقة،وأن التجارب لا تنقل من بلد إلى آخر،وأن كل بلد يمكن أن يستثمر ما يتوفر عليه من مصادر طاقية لينحت تجربته الخاصة ابتداء من الآن لاستشراف ربع القرن الآتي برؤى علمية وتكوين آلاف من المتخصصين والتقنيين في مجال التحول الطاقي.والمغرب بحكم موقعه الجغرافي وتنوع مصادره في الطاقة(البحار ،الرياح،الصحراء الأراضي الخصبة ….) مؤهل لاستشراف المستقبل برؤى متبصرة يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
إن محاضرة الأستاذ أحمد بوطالب أصابت الصميم في التحول الطاقي كيف لا وهو عمدة روتردام سابقا،
وقد تولى هذه المهام عن جدارة واستحقاق بعد أن استوعب السياسة في هولاندا وتمثل ميكانيزماتها وخيوطها الرفيعة،ونسج علاقات اجتماعية مع مختلف الجنسيات المقيمة في الأراضي المنخفضة،أهلته لأن يكون عمدة لمدينة روتردام التي يتواجد فيها أكبر ميناء،ولم يكن يجرؤ على تقلد هذه المسؤولية الكبيرة لولا أنه كان يتمتع بقدرات ،ومهارات ،وكفايات استراتيجية،أهلته ليستشرف آفاق تطوير العمل الجاد في مدينة ذكية تطرح تحديات كبيرة لتطوير فن العيش المشترك،واقتراح البدائل الطاقية المتجددة دوما في ظل عالم معولم،يتطور تكنولوجيا في ظل مجتمع المعرفة،والذكاء الاصطناعي،بشكل مذهل.
فسح المنسق الأستاذ قيس الورياشي المجال للحاضرين لإغناء النقاش حول المحاضرة العلمية الأكاديمية التي ألقاها أحمد بوطالب بحرفية سياسية وتقنية تدل على علو كعبه في التدبير والتسيير،ومخاطبة النخبة المثقفة الحاضرة في القاعة بلغة سياسية واضحة تحترم ذكاء المتلقي.
وقد خصته جمعية سيكوديل بجوائز تقديرية رمزية تقبلها المحتفى به برحابة صدر وفرح كبير،لأنها ذكرته بالمدرسة التي علمته أبجديات القراءة والكتابة في قريته بني سيدال ،وذكرته بعادات وتقاليد المنطقة،والصناعات التقليدية التي تزخر بها.وعلى الرغم من مرضه أبى السيد أحمد بوطالب إلا أن يستمع بإمعان إلى كل من قصده لاستفساره بعد رفع الجلسة من قبل المنسق الأستاذ الجامعي رفيق دربه قيس الورياشي مؤسس جمعية سيكوديل بالناظور.
الناقد امحمد امحور



إقرأ ايضاً




