أخبار سارة عن ملايين الاطفال في المغرب؟

4 أبريل 2025آخر تحديث :
أخبار سارة عن ملايين الاطفال في المغرب؟


تبرز جهود المغرب في مجال حماية الطفولة كنموذج رائد في تعزيز التنمية المستدامة، وفقاً لتقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). التقرير الذي يحمل عنوان “2024، سنة العمل لفائدة الطفولة بالمغرب”، يسلط الضوء على تقدم المملكة نحو تحقيق تغطية اجتماعية شاملة لصالح الأطفال، مكتسباً بذلك زخماً نحو تحقيق أهداف الاستدامة العالمية، التي تتطلع إلى القضاء على هشاشة الطفولة.

مع انطلاق العملية في مؤتمر الحماية الاجتماعية الوطني عام 2018، بدأت مرحلة جديدة تحمل آمالاً كبيرة. واليوم، بات أكثر من 80% من أطفال المغرب يستفيدون من إعانة مالية شهرية، تُعتبر خطوة مؤثرة ضمن منظومة الحماية الاجتماعية الوطنية. اليونيسف أوضحت أنها عملت جنباً إلى جنب مع الحكومة المغربية على إعداد سياسات متكاملة للفترة الممتدة بين 2020-2030، تضع الأطفال في قلب القرارات الاجتماعية والتنموية.

في نظرة إلى العام الماضي، خصوصاً بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، كثفت اليونيسف جهودها لدعم الأطفال في المناطق المتضررة، مركزةً على التعليم والصحة النفسية والاجتماعية. المؤسسة قامت بتدريب 945 معلماً على أساليب التعليم الاستدراكي والإرشاد التربوي، مما ساهم في تقديم دعم مباشر لأكثر من 11,000 تلميذ. هذا الجهد نتج عنه إعادة تأهيل 58 مدرسة وإعادة فتحها بشكل آمن، ما أتاح الفرصة لنحو 19,500 طفل بالعودة إلى دراستهم في بيئة تعلم صحية وآمنة.

وفي سياق دعم الصحة النفسية والاجتماعية، عمل المغرب بالتعاون مع اليونيسف على تطوير نموذج يُوحد جهود المعلمين وأطر الدعم الاجتماعي للتعامل مع الآثار النفسية الناجمة عن الأزمات. هذا النموذج نجح في تحديد الاحتياجات الخاصة للأطفال والمراهقين وتقديم تدخلات مناسبة لتعزيز قدرتهم على التأقلم.

إقرأ ايضاً

إلى جانب ذلك، تم إنشاء 15 فضاءً صديقاً للأطفال في المناطق المتأثرة بالزلازل، حيث استفاد أكثر من 6,299 شخصاً (من بينهم 3,677 طفلاً) من خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المخصصة. كما لم تغب عن المؤسسة الأممية أهمية الرعاية الصحية؛ إذ قدمت خدمات العلاج الطبي الأولي لما يزيد عن 22,000 شخص في المناطق النائية والمفتقرة للبنية التحتية الصحية. هؤلاء حصلوا مجاناً على الأدوية الأساسية والرعاية الطبية، فيما نُقل نحو 1,800 مريض إلى مراكز متخصصة لمتابعة حالاتهم.

إحدى المبادرات اللافتة كانت إطلاق مصحة متنقلة بإقليم تارودانت لضمان استمرارية وصول الفئات الأقل حظاً إلى الخدمات الطبية في المناطق المعزولة. هذه الخطوة ليست مجرد رعاية صحية؛ بل إنها تضيف لبنة جديدة في بناء مجتمع قادر على تجاوز التحديات، بغض النظر عن الظروف البيئية أو الاجتماعية.

المغرب يمضي بخطوات واثقة نحو ترجمة الرؤية التنموية إلى واقع ملموس، ولعل هذا التعاون الوثيق مع اليونيسف يشكل حجر أساس لرفع جودة حياة الأطفال الأكثر حاجة للدعم. إن دمج الجهود بين مؤسسات عالمية وحكومة محلية يتوج المساعي المبذولة بآثار إيجابية طويلة الأمد، تعمل في خدمة مستقبل مُشرق للطفولة على المستويات الوطنية والإقليمية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق