بسبب ما وصفته بـ”نتائج غير متوقعة لا تتوافق مع التطلعات”، لمحت شركة طاقة يونانية إلى مغادرة المغرب، مع التوجه إلى الاستثمار في دول أخرى واعدة باحتياطيات من النفط والغاز.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان اليونانية ماثيوس ريغاس، في تصريحات صحفية، إن عمليات الحفر التي أجرتها شركته في حقل أنشوا البحري لم تتوصل إلى ما كانت تتوقعه من احتياطيات الغاز الطبيعي.
وأوضح ريغاس أن إنرجيان حفرت بئرًا بحرية في المغرب، لكنها لم تعثر على ما كانت تتوقعه، إذ إن نتائج الحفر، من وجهة نظره، لم تحقق أي تقدم في حقل أنشوا، ولم تكن النتائج متوافقة مع توقعات الشركة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان اليونانية ماثيوس ريغاس، أن المنطقة التي حفرت فيها شركته في المغرب تحتوي على الغاز بالفعل، ولكن هذه الكميات ربما تكون مناسبة بشكل أكبر لشركة أصغر حجمًا من شركته.
وأضاف: “من الأفضل الاستعانة بشركة أصغر حجمًا لمواصلة المشروع وتشغيله”، لافتًا إلى أن شركته ستركز جهودها على منطقة شرق المتوسط والشرق الأوسط واليونان، على أساس أن الأخيرة هي البلد الأم التي انطلقت منها الشركة.
وامتنع الرئيس التنفيذي عن إعلان حجم اكتشافات الغاز التي توصلت إليها إنرجيان في المغرب، متعللًا بأن الحكومة لم تعلن هذه النتائج بنفسها حتى الآن، وفق التصريحات التي نشرها موقع “بلومبرغ الشرق”.
يأتي ذلك، على الرغم من أن شركة إنرجيان سبق لها أن أعلنت أن حقل أنشوا المغربي يُعد أحد أكبر الاكتشافات الغازية غير المطورة، وأنه يحتوي على احتياطيات عملاقة تتجاوز 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وتُعد شركة إنرجيان اليونانية مشغلًا بحصة أغلبية في ترخيص ليكسوس الذي يضم حقل أنشوا للغاز في المغرب؛ إذ تمتلك حصة تبلغ 45%، في حين تحتفظ شاريوت بحصة 30%، ويملك المكتب الوطني للهيدروكاربوات والمعادن حصة 25% فقط.
إقرأ ايضاً
وكانت نتائج حملة الحفر التي أعلنتها شركة شاريوت البريطانية في 16 شتنبر الماضي 2024، في البئر الرئيسة أنشوا-3، قد أسفرت عن التوصل إلى عدد من الخزانات التي تحتوي على الغاز الطبيعي عالي الجودة.
ولكن، بعد الحفر على عمق 3 آلاف و45 مترًا، بوساطة سفينة الحفر ستينا فورث، في مساحة 349 مترًا من الماء، تأكد أن طبقات الغاز أقل من النموذج الجيولوجي قبل الحفر، كما أن هناك خزانات أخرى كانت مستهدفة، اتضح أنها تحمل المياه، وفق بيان الشركة.
وبحسب الشركة، فإن خزانات الهدف التقييمي كانت قد حُفرت على عمق أكبر من الرمال الحاملة للغاز في بئر أنشوا-2، واتضح أن بئر شمال أنشوا تحتوي على خزانات رملية متطورة جيدًا، مع وجود غاز مصاحب، ولكنها حاملة للمياه أيضًا.
وعلى الفور، تم سد الحفرة الرئيسة والتخلي عنها دون اختبار التدفق، وهو ما علّق عليه الرئيس التنفيذي لشركة شاريوت أدونيس بوروليس، بالقول إن حملة الحفر قيّمت جميع أهداف الخزان قبل الحفر، ومع ذلك لم تسفر النتائج عن المتوقع، أو تتماشى مع نتائج بئر أنشوا-2 الممتازة.
وأضاف: “أخفقت أهداف الاستكشاف الأولية، ومع ذلك أثبتنا امتداد الخزانات الحاملة للغاز في رمال التقييم الرئيسة، حتى إذا كان ذلك بأعمدة أضعف من التقديرات، وستكون البيانات التي حصلنا عليها من الخزانات الأخرى مفيدة لنا في فهم الحقل”.
يُشار إلى أن الشركة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لها، كانت قد وقّعت في شهر شتنبر من عام 2023 اتفاقية مع شركة شاريوت البريطانية، استحوذت بموجبها على حصص في رخصتين بحريتين في المغرب.